سيقان عارية وعقول فارغة

كما كان منتظرا خبت فتنة "السيقان العارية" إعلاميا، واستمرت من جديد مظاهر التعري في جامعاتنا وجلّ شوارعنا، في تكريس "ضمني" لمبدأ الانحلال وهشاشة المبادئ الأخلاقية لدى طائفة من المجتمع الجزائري، الذي وإن "ادعينا" روحه الإسلامية إلا أنه في واقعه مهدد أكثر من أي وقت مضى بالانسلاخ عن هوية دفع الشهداء دماءهم لصونها، وباعها "رويضبة" الاستقلال بـ"ميني جيب" و"فيزون"!

برزت أسماء كثيرة فاقت نتانتها ما عهدنا من زبانية العلمانية، ودون ذكرها حتى لا نُدنّس صفحتنا بهكذا كائنات، وجدت فرصة سانحة لرفع صوت العاهرات وناقصات الشرف وغير المنتميات لأسر وعائلات شريفة.. ففي حملة "كرامتي ليست في طول تنورتي" لإحدى "المريضات" نفسيا، ظهر حجم الدياثة الكبير الذي أصاب عددا من "ذكور" الجزائر، وضع يستدعي "الدراسة" إن لم نقل "التدعّش" ههه.
لا ننكر أثر سنوات الإرهاب في "تحجيم" الكبت الجنسي الذي عرفه شباب الجزائر، ومع عودة الاستقرار وجد كثيرون أنفسهم أمام فسحة لتعويض ما ضاع منهم في التسعينات، ليأتي جيل جديد زمنَ "بوتفليقة" شكّله "البارابول" و"البورتابل" و"الفايسبوك"، جيل يعرض كل مبادئه للبيع والنقاش.. تخادعه كثير من أبواق التحرر العلمانية بحجة "انغلاق" الإسلام التقليدي وضرورة اصطناع "دين" جديد يراعي "متغيرات" العصر، من عُري واختلاط وربا وزنا وفساد عميم اتخذ مسميات أخرى تخدع من تولاّها..
للأسف وجدت هذه الأفكار مواضع تعشش بها وتبيض فراخا يتنطعون لنصرتها، هنا يأتي دور "ورثة" فرنسا في الجزائر، الذين لازالوا يعتزون بـ"تفرنسهم" في اللسان واللباس والسلوك، معتبرين ذلك أصلا للتحضّر، وخلافه تخلف ورجعية.. فهم من يرافع آناء الليل وأطراف النهار لمبادئ التعرّي وتعطيل الشريعة الإسلامية في الجزائر من خلال مؤسساتهم الإعلامية ونفوذهم في الدولة ومختلف أنشطتهم الجمعوية والثقافية.
مع كل هذه التراكمات وجدنا أنفسنا أمام "قطيع" كبير من العبثيّين يقفون لمساندة "ماجنة" مُنِعَت من دخول الجامعة بسبب تنورتها "القصيرة".. عزيزي القارئ هنا لابد من وقفة وتساؤل بسيط: فنحن قد اعتدنا على مظاهر التعري والفتنة في الحرم الجامعي، ولم نسمع بهكذا "موقف شهم" لتطهير هذه المؤسسة الأكاديمية من "بائعات الجسد" فهل هذا يعني وصول قِصَر تنورة تلك الطالبة لحد لم يبق معه شيء مستور؟؟ وهل يمكن اعتبار الحادثة مجرد نتاج "شحناء" وقعت بين عون الأمن والطالبة لا تدخل ضمن تعليمة وزير التعليم الجامعي؟؟ كأن يكون ساعيا لإقامة علاقة معها وهي رفضت ههه؟؟ أم أن حكومة "سَلال" في اللمسات الأخيرة لإعلان الخلافة الإسلامية في الجزائر؟؟
طبعا تبقى هذه النظرة "البريئة" إلى الحادثة متكاثفة مع مشكل عويص بدأ في إطلاق جذوره في تربة "ابن باديس" و"الأمير عبد القادر" ألا وهو الانقلاب الاجتماعي على الهوية الإسلامية، نتيجة ما ذكرت من "استدلالات" تُدخِل الجزائريين ضمن مسار الانحلال العربي الشامل.. فقبول الرجل خروج ابنته شبه عارية بـ"الفيزون" و"الميني جيب" والحجاب الضيق، تنازل رسمي عن رجولته وغيرته، فهو ديوثٌ دياثةَ الذين ارتضوا لزوجاتهم إقامة صداقات مع زملائهم في العمل وتحريرهم من أي لباس محتشم!
أخيرا وبغض النظر عن طبيعة التبرّج لدى كثير من الفتيات الأمازيغيات ـ وهنا نلفت النظر إلى وجود متبرجات حقا لكنهن أشرف من ذوات النقاب حتى لا نُتّهم بالعنصرية ضد إخوتنا البربر ـ والتحاق بعض "الكافية الشبرڤ" بهم ممّن بهرتهم أضواء الملاهي في عُلب الليل بالعاصمة ووهران وعنابة وغيرها، نؤكد على أن الجميع يعرف واقع الجامعة الآن، فنجاح كثيرات لم يعد وفق تحصيلها العلمي بل الجسدي، ومقدار ارتفاع نقاطها هو ذاته مقدار ارتفاع أرجلها، ناهيك عن الاختلاط "القسري" الذي يعيشه كل "جامعيّ" سواء تمنّع له أو ارتضاه.
فأين هي النخبة التي نودها للتغيير والارتقاء نحو الحضارة؟؟ وهل في "السيقان العارية" منافسة لـ"ألمانيا" العملاقة ومعجزة "اليابان" الصناعية؟ وهل يمكننا القضاء على جميع مشاكلنا بـ"التعري"؟؟ المفارقة العجيبة في الجزائر هي أن النساء وبعد جملة الحقوق التي حصدنها من عهدات "بوتفليقة" والقضاء شبه النهائي على "الرجولة" في البلاد بتسخير أغلب مناصب الشغل لهن، وتقليدهن أعلى المناصب السياسية وتحصّنهن بالقانون حتى في حالات "التبذّل"، لازلن يقلن أنهن "مظلومات" ويعشن الحرمان والتعسّف! سبحان الله ماذا يردن أكثر من هذا؟؟
بقلم / معمر عيساني.


تعليقات

الأكثر قراءة