في رمضان... النايلسات تبث قناة تسبّ النبي محمد وأصحابه وزوجاته؟


رغم حرمة الشهر الفضيل، شهر رمضان الذي تحلّت الدنيا بأنواره ، ورغم كل ما ينبعث من قداسته بالنسبة للمسلمين، إلا أن كل ذلك لم يشفع له عند أصحاب القمر الصناعي المصري النايلسات، هذا الإنتاج "القومي" الذي كتب المشهد العربي فضائيا بخصوصيته الشرق أوسطية، فللأسف، أقدَم هؤلاء القوم على السماح لقناة مسيحية بالبث على إحدى تردداته بداية رمضان المنتهي، ولكن المشكل ليس في القناة كقناة دينية مناقضة لديننا وعقيدتنا، فنحن أكثر الأمم تعايشا مع النصارى وحتى اليهود.. وإنما المشكل كل المشكل في المادة الإعلامية التي تُمرَّر عبر هذه القناة،
إذ أنها وبكل جرأة وبجاحة وطيش، تسب النبي محمدًّا صلى الله عليه وسلم ـــ بأبي هو وأمي ـــ وتشوش تاريخ الصحابة الكرام وأفعال زوجاته أمهات المؤمنين، وتصور المسلمين ــ كالعادة ــ رجال عصابات يقتل بعضهم بعضا لأجل الحكم والجاه؟؟
أشفقت على مذيع القناة التي أترفع عن ذكر اسمها الذي لا يمت حتى بصلة لها، وهو يدّعي أشياء كاذبة في التاريخ الإسلامي وهو في أشد سعادته ببرنامجه المسمى "سؤال جريء" ويا لها من جرأة عارية أمام الملأ، وأشفقت أكثر على من يدّعون ترك الإسلام ودخول المسيحية والسعادة الأبدية مع يسوع؟؟ وهم يمدحون مُقدّمهم الجريح.. أقصد الجريء كما قال.. وكالعادة يُزيِّفون مناظرات ساقطة مسبقة التحرير لأجل إظهار المسلمين في أدنى موقف لهم، وتحتار كثيرا إذا ما سمعت كلامهم وتهجمهم على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وكأنه على قيد الحياة يهدّد وجودهم ــ وهو حقٌ علينا الإيمان به، أنه يسمع صلاتنا عليه بكرة وأصيلا ــ فهم ومن حيث لا يشعرون، يجعلون السامع الفطن وإن كان من دينهم يعجب لهذا الحقد والعنت، ويفهم أن في الأمر شيئا غير عادي...؟
وإن كان هذا سمت أعداء الإسلام وغلاة المسيحية، فإنه يتوجب علينا التفكير بجدية في الحدث، وطرح تساؤلات صريحة لا تخاف في الله لومة لائم... أولا وقبل كل شيء.. نسأل عن هذه "مصر"؟؟ من أي دين وجنس هي؟؟ لماذا تفعل كل هذا بالإسلام والمسلمين؟ فـبعد قنوات الرقص الماجن والدعارة "المشفرة"، وأفلام مدينة الإنتاج الإعلامي "النجسة" وكل قضايا الجنس والشذوذ والسحر والشعوذة وصيحات الكلاب الشاردة في عقب الإسلام، وتخصيص تردد كامل للقنوات المسيحية المشبوهة على النايلسات، بعد كل هذا أصبح من الممكن لها المجاهرة بالإثم والمعصية في شهر الصيام؟ ثم نسأل عن موقف المصريين الذين احتجّوا بالأمس القريب، وبكل قوة على فعل كاريكاتيري بعيد عنهم في الدنمارك، وهم الآن أمام هجمة خبيثة ضد النبي الأكرم، يشرف عليها مصريون منهم؟؟ وأي الوسائل الإعلامية أكثر ثقلا، صحيفة ورقية أم فضائية تلفزيونية تطل على العالم بأجمعه؟؟ أظن أن الفكرة وصلت.. فلابد أن يكون الوجع أشد...
نحن المسلمين أُمّة ظاهرة بعون الله عز وجل وأمارات ذلك لا تخفى إلا على جاحد، وأوقعها عددُنا الضخم في طول الأرض وعرضها، ولكن هؤلاء "المخلوقات" لا تريد الخروج من لحاف الضعف والتبعية وأصبح وضوءها البترول، وكعبتها البيت الأبيض، وإمامها الدولار؟؟ لستُ مِمَّن يتخذ الهجاء حِرفة له، ولكن تبيان الحال بما لا يُرضي صاحبه كفيل بتغيير سلوكاته أحيانا.. وإنما الغاية القصوى من إثارتي لهذا الموضوع المُثار عبر مراحل متعاقبة من الزمن، هو البحث عن طريق للخلاص من براثن الهزيمة والتخلف، والارتقاء عاليا بالذات المسلمة.. قد يكون الطرح في موضعه إجحافا في نصه وانتقاصا من حقه.. وحتى إن قامت إدارة النايلسات بإيقاف بث القناة "المعتدية" والإبقاء على عدد آخر من القنوات "المارقة" حسب ما بدا لي من البحث عبر ترددات القمر، فإن القضية مفتوحة على مصراعيها... ولا بأس بما يعلق في ذهن القارىء لمقالي من أفكار وخواطر... علّها تكون أبلغ وأوقع..
بقلم/ معمر عيساني.

تعليقات

  1. الفاضل
    معمر عيسائى
    اعذرنى فى ردودى فانا لااحب المجاملة
    ولا احب ان انظر للاشياء الا بنظرتى الخاصة
    قبل ان نقول النايلسات والقناة المصرية لا ننسى ان مصر بلد فيه الديانتين المسلمة والمسيحية وهما الان فى صراع خفى ومع الثورة التكنلوجية واكثر تحديدا مع الانترنت وسهولة تداول اى شىء فى استغرب شيئا ولكن الصراعات قائمة ولم تتوقف يوما بالعكس هم الان ظهروا للسطح اكثر لان الاعلام انتشر ودك كل الحصون فالكنائس والمدارس التبشيرية لم تتوقف يوما عن العطاء باليمين والشمال وبعمل دؤؤب يخجلنا نحن المسلمين الذين نشيح عن اخواننا المسلمين امثالنا فهم لا يضيعون وقتا ابدا فى التبشير وبشتى الطرق والتكاتف
    فلا تستغرب ام نحن وما ادراك ما طريقتنا
    اما نظهر ندعو بالويل والثبور
    اما كل مختلفين فى الفروع يتراشقون حتى كانت اليوتيوب جديرة بنقل المقطاع وتحريفها حسب الاهواء اما لعنا وبكينا ..
    لا اعرف ماذا اقول لك اكثر
    ولو ذدت لك من الحقائق التى رايتها لا استبعد ان تقول لى انتى من اى صف ...
    ولكنى استقرا الواقع بهدؤ مشببوب بحزن عميق
    تشكرعلى المقال
    وتقبل مشاركاتى
    وان لم تعجبك اعتبرنى
    لاشىء
    فى امان الله

    ردحذف
  2. مدونة اكثر من رائعة ومقالك جميل فعلاً الهجوم يأتينا من كل مكان ولا ادري من سيكبح جماح هذه القنوات ويوقف بثها و يحدد مسار الأعلام وحدود حريته المزعومه عربياً واسلامياً وعالمياً

    ردحذف
  3. اخي الفاضل:
    يسب رسولنا الكريم صلوات الله عليه لضعفنا وخورنا وذلنا...
    والله تعالى قد حفظ الأنبياء ورفع قدرهم وشأنهم...
    فأي مساس بهم قولا أو فعلا هو إشارة لنا لننظر أي صرنا.. في آخر الركب..
    لابد من صحوة...
    ولنلم أنفسنا ولنقرر فعلا عمليا باتباع سنة الحبيب وليس التظاهر والشجب و...و... ثم نعود للنوم
    لكم تحية وتقدير

    ردحذف
  4. الأخ الكريم : معمر عيسانى

    والله أنا مستغربة مما يحدث .. فأنا مصرية و أعرف كم الضغط الذى يحدث من مجتمع الأقباط المصريين .. و أنا لا أمانع فى وجود قنوات مسيحية و لكننى مأخوذة و قلقة من هذا السيل الذى هبط فجأة على النيل سات ففجأة و كما ذكرت أنت نجد عدد غير قليل من القنوات المسيحية تملأ النيل سات .. لماذا الآن بالتحديد هذا ما يقلقنى .. و بهذاالكم .. إن ما يقلقنى هو الإحساس بالقهر و سطوة الضغط من قبل فئة قليلة من المجتمع المصرى برغم إحترامى الشديد لهم .. لكن أن أشعر بضعفى و أنا أشكل الغالبية داخل وطنى .. هذا ما يشعرنى بأن القادم أسوأ .. أرجو أن يخلف الله ظنى .. و أشكرك مع خالص تحياتى و تقديرى

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة