عندما تصمم إسرائيل مرحاضا على شكل امرأة متحجبة!

منذ سنوات.. قدمت إسرائيل للعرب والمسلمين هدية غير منتظرة.. إهانة معتبرة، تصميم مرحاض على شكل امرأة متحجبة.. تشير المعلومات المتناقلة عبر بعض المنتديات بأن الفكرة قد استحدثت في أمريكا أولا، وتم تكرارها في فلسطين المحتلة بأيدٍ صهيونية.. هل تتذكرون الخبر؟؟

لابد أن الصورة التي تعبر عن فظاعة الفعل المشين اتجاه حرماتنا.. صورة مستفزة للغاية، تبين درجة الهوان التي وصلنا إليها في زمن لم يعد للمسلمين فيه وزن.. بسبب كل ما اقترفوه هم بأيديهم..

مملكات ودول تدعي الإسلام والالتزام بالشريعة، وهي تبيح المتاجرة بالخمور والدعارة، وتهيئ الظروف للسياحة الماجنة والرقص والتعري.. ملوك ورؤساء يتشدقون بالدفاع عن فلسطين، ويجعلون منها أغنية عليها يصبحون ويمسون، وهم في غير ذلك يصافحون أعضاء حكومة تل أبيب المجرمة، ويُجْرون المعاهدات والاتفاقيات، ويبيحون جميع المعاملات مع اليهود.. بل يجعلون سياسة بلادهم على مقاس ما يرغب "نتانياهو" و"ليفني" و"أوباما"..

إذن يحق لأحفاد القردة والخنازير أن يهزؤوا بنا.. ونحن على ما فينا من هوان ندعي الرجولة و"الأسلمة"؟ حسنا ماذا فعلنا؟ وكيف كان ردنا؟ الكارثة أن الفضيحة والإساءة لم تلقَ أي اهتمام حقيقي باستثناء عبارات الشجب والتنديد المتخفية بين ألسنتهم كنسوة يخفن بطش الرجال بهن..

"إلا رسول الله" مقولة رددها ملايين المسلمين إبان نشر رسومات مسيئة اتجاه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم.. مرت التظاهرات و"الزعبطات".. وعاد الصليبيون والصهاينة للتحرش بمقدساتنا وأعز ما نملك.. سيرة نبوية، تفاسير قرآنية، صحابة وخلفاء في المحك، متشابهات في المجادلة، وآلاف القنوات والمواقع تستخف بعقول المسلمين، ولا زلنا في قصعتنا يتداعى عليها الأكلة.

شاهدت منذ أيام صورة محارم ورقية للمرحاض على شكل علم إسرائيل.. نشرت على فايسبوك، هل هذه الصورة تكفي للرد عليهم؟؟ بل هل هذا هو المطلوب؟؟ هل أصبحنا سخيفين لهذه الدرجة.. فنتصرف كالأطفال الصغار الذين يردون بالمثل تماما مهما كان الرد..؟؟ أليست مسؤولية أن نكون مسلمين حاملين لشريعة الله في الأرض؟؟

هنا نتدارك أخطاءنا ونحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروع الإسلام.. نعم، آن الأوان لـ"ربيع إسلامي" بدل الربيع العربي الذي لم نر منه غير الدم وتثبيت الصورة النمطية عن العرب لدى الغرب، صورة جُل ما فيها قتل ودماء.. هل هؤلاء هم العرب المسلمون؟؟

ربيع إسلامي نحيي به تعاليم الدين روحيا لا شكليا، ثورة إسلامية على البدع ومُدعي المرجعية الفاسدة، انقلاب على مفاهيم التغريب والتحجر، انتهاج لسبل القرآن والسنة، غلق لأبواب الفتنة وعوراتها، وتراحم بين العباد، لعلنا نلقى من الله رحماته في الدنيا قبل الآخرة..

                                                                                              بقلم / معمر عيساني.