العقل السليم في البنطلون الـSLIM


للأسف انتقلنا من مرحلة العري المكشوف والمنتظر إلى مرحلة الصدمة وشد النفس.. مرحلة إعطاء كل شيء دون أن تعي.. حسنا هي فلسفة عميقة ومُغرية جدا لمن يفهم أحجية "الفيزون" و"السْـليم".. ولكنها في نفس الوقت وضع جديد يستدعي جاهزية أكبر لهذا الوافد الساخن والمتغلغل في جميع شوارعنا ومؤسساتنا وحيثيات يومياتنا.. لدرجة أن المرأة بكل كينونتها اختـُزلت في بنطلون ضيق بحجم المؤخرة وما تحتها!

"الفيزون" ذلك البنطلون الذي يصف الجزء الأسفل من جسد المرأة بالكامل وخصيصا ما في المؤخرة، استهداف حقيقي للعفة.. بوجه شاع دون مبرر لدرجة أن اللواتي يرتدينه صرن هن الأصل وليس الاستثناء.. فأينما تولّ وجهك تجده أمام عينيك بانثناءاته وتأوهاته.. في الأسواق والشوارع.. في المدارس والثانويات، في الجامعات والإدارات، وفي كل مكان يمكن أن تطأه امرأة.. والسيء.. أن حتى البعض ممن يقرؤون هذا المقال لديه ابنة أو حتى زوجة أو أخت ترتدي "السْـليم" فاللواتي يلبسنه لسن من كوكب آخر أو كلهن لقيطات!.. والأكيد أنهم يصفونني بالوقاحة متناسين وقاحة من جنى ويجني بهذا البنطلون ويثير الغرائز الكامنة..
لماذا لا يردع أولياء الأمور نساءهم وبناتهم من ارتداء هذا العفن المستورد من الغرب..؟ لماذا بلغ بنا الحد إلى منع الشباب الذين يلبسون "البونتاكور" من دخول المؤسسات التربوية في الوقت الذي يُسمَح للفتيات بالتعري فوق اللامحدود بـ"الفيزون" و"السْليم" و"الميني"؟؟ لماذا هذه الازدواجية؟؟
الأصل في لباس البنت المسلمة أن لا يصف ولا يشف.. ساتر مانع لكل إغراء.. ولكن لا ضرر اليوم في أن نرى محجبات يضعن على رؤوسهن الخُمُر والأوشحة، ويلبسن سراويل تصرخ من الضيق؟ ـ من الفوق غطي ومن التحت أعطي.. ـ وعندما يتحرش بها حيوان مسعور ترفض الوضع وتبدأ في تصرفات التأنث والتأفف من تلك الأفعال.. حسنا لماذا لم تستر نفسها من البداية وكفى الله المؤمنين شر القتال؟؟ أم أن الحضارة تفرض هذا المنطق.. سُفور وتبرّج من الفتيات، وإمساك وحزم وتعامل أخوي من الشباب.. بالله عليكم هل يضحكون علينا؟؟
حتى في الأمم التي تدّعي التطور والتحضر وتجاوز عقدة "الجنس"، لا يَنفُون انعدام الشهوة والتأثر بالمناظر الفاتنة.. وكدليل صغير على هذا تكفي مشاهد التحرش والمعاكسة التي تُؤدّى في الأفلام الأمريكية.. فإظهار الصورة للممثل وهو يُركز نظره على مؤخرة امرأة أو صدرها، رسالة واضحة تدل على أن تجاهل الفتيات السافرات ادعاء سافر أيضا..
القضية وما فيها مجرد مظاهر.. توحي لك بأن مدعي الحضارة ليسوا منبهرين بالمفاتن والعورات.. والواقع الدفين يَشِي بمكبوتات مضمونة التأدية الجنسية، أو "شبع" مرحلي، فكثرة العري والاختلاط تنقص من مستوى الرغبة لدى الجنس الآخر ولهذا محل كبير من القضية أيضا.. 
حسنا.. هذا اللغط مفاده أن تقبّل "الفيزون" ومشتقاته أتى تدريجيا مرورا بما ذكرت، أخذا بقشور الحضارة وانغماسا في الشهوات المُقنـّعة وتراجعا للفحولة الحقيقية.. أما المطلوب فهو المخرج من هذه المصيدة الشيطانية.. الذي لن يكون إلا بعودة الرجال إلى مناصبهم القيادية في الأسرة.. كأزواج يملكون نساءهم، وإخوة يحترسون على أخواتهم، وآباء يقومون على شؤون بناتهم.. فما من فتنة ظهرت في الأرض إلا وخلفها رجل ديوث أو مخبوء تحت سحر أو غفلة..
بقلم / معمر عيساني




اقرأ أيضا:

أحيانا نتعاطف مع من يتحرش بالنساء؟؟

المطلقات في المجتمع الجزائري: الخطيئة والمعاناة

الهواري وبنات الجامعة.. باطل أريدَ به حق

الصيف والعطلة، فرصة للتعري والفاحشة.

هم يريدوننا هكذا

خطاب أستاذ جامعي في دولة عربية إسلامية...‼


تعليقات

  1. غير معرف28/12/13

    بارك الله فيكم، حقا كان كلامكم في الصميم للأسف يعتبر الوالدين هم المسؤلين الأوائل عن هدا

    ردحذف
    الردود
    1. وفيك بركة أخي..
      أتمنى أن ننهض بمسؤولياتنا ختى نوقف هذا الزحف اللعين على أخلاقنا ومبادئ سترنا..

      حذف
  2. صفاء15/2/14

    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على هذا الموضوع القيّم .... الامر لا يعود للوالدين فقط قد تكون من ناحيتهم بنسبة كبيرة لكن لا تنسى دور المجتمع والصحبة السيئة وعدم الثقة بالذات ووو.. ان شاء الله ربي يهدينا ويهديهم ..مشكور على هذا الموضوع

    ردحذف
    الردود
    1. العفو.. إنما غايتنا إطفاء نيران فقنة تلقف الشباب من كل مكان..
      تحياتي الأخت صفاء

      حذف
  3. غير معرف11/7/14

    ولكن حتى الرجال ابتعدوا عن اللبس القديم و الجلباب الابيض وبدوا يلبسون الجنز الضيق بما يوحى بالشذوذ وهناك البونتاكور كما قلت والشورت القصير و شيرت الحمالات وغيره فلمذا اذن تعترض على لبس البنات والرجل لا يستطيع التحكم فى اخته او زوجته وهو يلبس ضيق مثلهم وحتى البعض يضع حلى للاسف وايضا ليس كل من يتزين يتزين لشخص اخر فربما بعض النساء يتزين ليكون شكلهم جميل او بعض الرجال يتزينون من اجل الشياكه وليس لفتاه معينه وفى الاخر هى حريه شخصيه

    ردحذف
    الردود
    1. هي حرية شخصية ولكن لكل حرية ضوابط.. وإلا ما معنى انتماؤنا للإسلام
      أما عن ملابس الرجال غير اللائقة فهي تبقى محدودة غير منتشرة كثيرة خاصة تلك التي توحي بالشذوذ، أما عن البونتاكور فهو ربما يوافق السنة من ززاوية التقصير.. أصلا يوجد فرق كبير بين فتنة المرأة والفتنة الرجل..

      حذف
  4. غير معرف14/8/14

    banisba lia hadak amar chakhsi bino obin raso hadik la liberté oma3andakx l7a9 ta7kam 3la l2Insan 3la tari9at labs dialo . adb 7na rana fl9aran 21 machi rana fl9aran 15 ofhadak lwa9t makanch 3andhoum lmpalabis okano matarin ilabso hakdak et en plus kata7diw gher labnat onsito ryoskoum 7ta ntoma katmacha bljinz oxort la9sir o3awtani makayanx lfar9 bin fitnat almara wla fitnat rajol akhoya 3isani khasak tbadal cjwia 3a9lia dialek maranax fl3asar l7ajari

    ردحذف
    الردود
    1. حسنا لنتعرى نهائيا حتى نحقق التطور
      إذا اتهمتيني بالعودة للعصر الجاهلي فأنا أتهمك بالعودة للعصر البدائي حينما لم يكن يلبس الإنسان إلا أوراق الشجر ليستر عورته أو يبقى عاريا ما دمتم تدعون لألبسة مثل تلك في نهاية الأمر.
      السترة مطلوبة حتى في الديانة اليهودية والنصرانية فما أدراك بالإسلام
      وبالنظر إلى الفطرة ارتداء الضيق والقصير غير لائق حتى عند المجانين والكل يفهم أن مثل هذه الملابس هدفها في النهاية الإغراء

      حذف
  5. بوسماحة24/9/16

    شكرا لك سي معمر على المقال القيم وحتى المقالات الاخرى والله لقد عرجت على نقاط جد مهمة حيث هذا ما نعيشه في هذا الوقت وهذا ما يجب ان نتوخى منه الحذر لأنه قد اصبح هناك الكثير من التسيب في مجتمعنا رغم اننا نعي ما مدى خطورة الامر."اللهم اهدي شباب المسلمين الى ما تحبه وترضاه"

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة