الشباب يريد تسهيل الزواج!!
أصبح من السهل
جدا اليوم إتيان النساء ومضاجعتهن ما يفي بالحاجات الجنسية اللازمة.. إلا أنه من
الصعب جدا.. جدا، أن تتزوج بامرأة في الحلال وتفتح بيت زوجية طاهر معها؟؟؟
منذ فترة كان
أجدادنا يُقدمون على الزواج بشكل بسيط.. ومهر يسير، وبيت متواضع، وعيشة هنية.. ما
نزل بسن الزواج إلى ما دون الــ16 وقتها.. أما اليوم فقد أصبح المتزوجون في سن الثلاثين من أكثر
المبكرين في الزواج؟؟ لما تغير من وضع اجتماعي رفع المهر إلى ملايين مُمَليَنة،
وزاد في تكاليف الأعراس التي لم يعد ينقصها إلا النقل التلفزيوني، وحوّل مشروع
بناء بيت للزواج إلى مركب سكني يحتوي على كل المرافق الاجتماعية وكأن الرجل سيفتح
فرع شركة ديكور أوروبية؟؟..
وبما أن
تكاليف الزواج اليوم أصبحت بعيدة عن متناول الشباب الذي لم يجد أصلا فرصة للعمل،
فقد عزف الكثيرون عنه، والباقون أخّروه إلى أرذل العمر! وبالمقابل ومع وجود الرغبة
الطبيعية لدى البشر في ممارسة الجنس، فقد انتشرت فكرة "العرض والطلب"..
فالفتيات اللواتي بلغن ولم يجدن مخرجا لرغباتهن الجامحة اجتهدن في تلوين المجتمع
بأشكال جديدة من التبرج والسفور والمجون معلنات شغول مناصب "للوطء" في
عرض شهي لشباب بلغوا أوج عطائهم، وارتفعت سخونة مختلف أعضائهم، ليمثلوا طلبا
متزايدا على استهلاك اللحم النيء.. لنحصل في النهاية على نمط معيشي منحل قائم على
الملذات الجنسية..
ورغم وضوح
المشهد لدى الجميع إلا أن أولي الأمر من الآباء والمسؤولين ينأون عن معالجة
الانحلال الأخلاقي المنتشر بكثرة إلى زيادة تعفنه أكثر فأكثر... ففي الوقت الذي
ترفض فيه الأم قبل الوالد تقدم شاب متواضع لخطبة ابنتها والزواج بها على ما يقتضيه
شرع الله، تشجع هذه الأم بتزكية من الوالد وصمت رهيب من الإخوة ـ إن وجدوا ـ
ابنتها على إقامة علاقات غرامية مع شباب آخرين لديهم سيارات ومحلات وأرصدة بنكية
بحجة ضمان مستقبلها.. بمعنى أن النتيجة النهائية تقول: الشاب الذي أراد الزواج
ورفض طلبه، سيبقى في حالة كبت جنسي، والفتاة المعنية ستتشبع من الجنس مع شخص آخر..
حتى وإن كان حراما ففي النهاية ستلبي كل احتياجاتها.. لنعد من جديد إلى الشاب
الأول الذي لابد له من تفريغ شحناته في امرأة أخرى.. هنا سيتجه إلى العروض
الموجودة في الساحة، وهن بنات الهوى.. وبتعدد الحالات يرتفع عدد الشباب الجوعى
وعدد الفتيات المطعمات لهم؟؟
مازحني أحدهم
ذات مرة، وقال لي أن هؤلاء العاهرات أشرف من البنات في بيوتهن.. إذ أنهن يخففن
مأساة الشبان الفقراء بأسعار معقولة مقابل ليالٍ ساخنة يُقدمن فيها أغلى ما يملكن
بكل حنان وعطف، أما اللواتي يمكثن في بيوتهن ويدعين الشرف فهن جشعات، يدخرن فروجهن
لمن يدفع أكثر.. فكلهن في الرذيلة سواء، إلا أن الأخيرات اللواتي يخدعن الناس
بتمثيل العفة والشرف أضل وأكثر فسقا من المجاهرات؟؟..
هذا الرأي وإن
كان "لاذعا" فإنه ينبؤ بالوضع المزري الذي وصلت إليه فتيات وشباب
اليوم.. فتعقيد الزواج وزيادة تكاليفه لن يجعله أفضل وأضمن لمستقبل الابنة، وإنما
هو بوابة فتحت للفساد الأخلاقي والدعارة.. ترمي البنات إلى مهاوي الزنا، وتثقل
كاهل الشباب بتتبع "جلود" المومسات وتغييرهن ليلة بعد ليلة.. فلا أجد في
حياة مثل هذه راحة نفسية للرجل أو المرأة.. ما دام الزواج الذي يعتبر سكينة ولباسا
لكليهما صعب المنال غير محقق لهما..
اليوم أصبح من
الواضح رغبة الجميع في إنهاء هذا العفن المتردي على شوراع مدننا وبيوته المظلمة،
كما أنه من الضروري تسهيل الزواج بالعودة إلى العادات والتقاليد التي صانت
مجتمعاتنا حتى إبان الاحتلال، والعمل على إفساحه بخفض تكاليفه، وتوعية المقبلين
عليه بضرورة الانسجام وتقبل الآخر، وتحمل المسؤولية في إنجاب جيل جديد من الأبناء
وتربيتهم تربية صالحة.. فالزواج وإن كان "الجنس" ركنا أساسيا فيه، إلا
أنه مؤسسة اجتماعية قائمة بذاتها تحوي كل الأطياف الظاهرة فيه.. من خلال الحياة
التي تسري بين الزوجين أولا وبينهم وبين أبنائهم ثانيا..
بقلم / معمر عيساني
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و بعد:
ردحذفأهديك في الأولى سلام و في الثانية إعجاب منقطع النظير بما خطت يداك عن واقعنا الأليم فيما يخص الزواج ، فأنا ثلاثيني غير متزوج و قد مسست بقلمك كل ندوب قلبي و أزدتها ،هدى الله أولي الأمر باختلاف توجهاتهم إلى صالح الأبناء و أكرر شكري لك على مشاركتك لنا حياتنا بما كتبت
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي علاء.. أعانك الله وفرج كربتك.. ولاقاك بمن تحب في الدنيا والآخرة..
ردحذف