عندما يصبح "الحجاب" تسويقا لناقصات الشرف!


استمعت يوما للإذاعة الجزائرية.. فانتبهت لبرنامج يعالج قضية الحجاب في الجزائر.. وخلاصة لِفحوى ذلك البرنامج الذي استضاف باحثة جامعية دَرَسَت الموضوع... نجد أن الفتاة الجزائرية ترتدي الحجاب لتتمتع بحرية أكبر وتضمن السماح لها بالخروج من البيت متى ما شاءت فهي "مُحجبة"، بمعنى لها الحصانة الكافية لتجول كيفما تشاء في الأزقة والشوارع دون أي مانع من السلطة "الذكورية" في الأسرة! هذا على حد تعبير الباحثة.. وبلغتي الخاصة أقول: الحجاب في الجزائر للتمويه وتضليل الرأي العام في شرف الفتاة.. ففُقدان العذرية يُعوضه غطاء على الرأس لا غير!!!
عذرا إذا ما كنت قاسيا في رأيي.. ولكنني أؤكد أولا على امتداد المشهد الاجتماعي "الأنثوي" عربيا وإسلاميا فليست نتيجة الدراسة مُلزمة للفتاة الجزائرية فقط، وإنما لسائر شقيقات "هند" و"ليلى"..وثانيا أُنَبِّه على عدم التعميم في الحكم.. فالجنس اللطيف ليس كتلة واحدة.. وإنما فئات متباينة ـ كحديقة غنّاء أزهارها تفتن بالطيب وبالشكل.. وبينها شوك ولبلاب ـ.
لنعد من جديد إلى بيت القصيد.. فرغم أن الحجاب مظهر دين واحتشام.. ورغم وجوبه على المرأة المسلمة إلا أننا نسمع في كل مرة "غرابا" أو "بومة" تصيح خارج السرب وتدعي "اجتماعيته" بمعنى أنه لباس عادي كأي لباس آخر.. فالحجاب مثلا في الصلاة كـ "المايوه" على شاطئ البحر..
فإذا ما أردنا الانطلاق في الحديث عن "الحجاب" فلابد من ربطه بالإسلام.. وإلا فالحديث محض رجع صدى لا غير.. ولما كانت المنزلة شريفة لهذا "القماش".. استجمع أعداء الدين كل ما أوتوا من مكر وحيلة لتدمير صرح هذا الرمز النقي.. فحاولوا تجريد المرأة من لباسها الساتر تدريجيا.. فمن إظهار بعض الشعيرات على الجبين إلى تعرية الرأس كاملا، إلى ارتداء ملابس ضيقة، إلى تقصيرها، إلى "سَرْوَلَتِها"... صارت معالم "الأنثى" مجسدة لكل بصير.. والمَصُون نالته كل الأيادي النجسة.. وشرف المرأة قد استحال هباء منثورا...
كانت معركةً انتصر فيها أتباع "الشبقية" و"الديوثة".. ولكن أحرار الأمة قد عادوا من بعيد لصون حِمى الدين وعِرضه.. فبُعثت الصَّحوَة من جديد، وعاد التائهون لشرعهم التليد... فالمساجد عَمَرَهَا الشباب قبل الشيوخ.. والجلباب زاحم الحجاب.. وحتى الإعلام الإسلامي قد تخطى الحدود والآفاق..
إنه الإسلام على أعتاب العالمية.. ولن يَسُر هذا "الفتح" اليهود ولا النصارى.. ولا كل ذي نية مدنسة الأهواء.. فعمد هؤلاء الناقمون على الفطرة الإنسانية المتجلية في الستر والعفاف، إلى الحيلة مرة أخرى لتعرية المرأة العربية والمسلمة.. ولكن بأسلوب جديد.. فلن تنفع الطرق المباشرة وسط الوعي الديني المنتشر.. فقرر مرضى الشهوات الإبقاء على الحجاب.. ولكن مع بعض التعديلات.. فالعباءة أصبحت أكثر ضيقا وأفضح إبرازا لصدر المرأة ومؤخرتها، تجسد كل انحناءاتها خلال أدنى حركة لها، وهي ولا على بالها فتنة الشباب المساكين.. والألوان قد جاوزت الحد في جلب الأعين والإبهار.. بل صار الحجاب "موضة" وليس عبادة.. فالفتيات "المتدينات" صرن يُقِمن عروض الأزياء وسط أكوام من الرجال يشبعون أبصارهم بالأجساد "المحتشمة"!!! ويُختم العرض بآيات من القرآن الكريم!!!




كان من الضروري التفصيل في مسار الحرب على الحجاب لتوضيح الفكرة الرائجة اليوم بين الفتيات، والمغروسة بفعل فاعل عرفه من عرفه، وأنكره من أنكره... المُفضية إلى ارتداءٍ "بفعل العادة" للحجاب دون أية نية تعبدية، بل التفنن في تجميله لفتنة وإغراء الرجال وكسر "التقوى" من داخل الإسلام!! بل جَعْلِه رمزا للدعارة، كما هو شأن "الجَلاّبَة" في الدول المغاربية!! فلا يعقل تخمين الجانب الإيماني في ارتداء الحجاب من مراهقة طائشة تسهر الليالي في الحانات الوسخة.. ويستحيل تصديق التقوى لامرأة متحجبة تؤدي أدوارا تمثيلية غرامية مع رجال "أجانب" عنها..
مهلا من فضلكم.. أعرف أنكم تقولون أن ما أضربه من أمثلة مجرد مظاهر اجتماعية عادية لا تعكس بالضرورة أي قاعدة... ولكن إذا ما عرفنا أن نسبة تفوق الـ 90% من طالبات الجامعة مارسن الجنس مرة واحدة على الأقل هن متحجبات.. ـ واسألوا أهل الجامعة إن كنتم لا تعلمون فهم أدرى بشعابها.. وأرجو أن نرى الواقع بحقيقته وكفانا من سياسة "النعامة" بتغطية الرأس في الرمل ـ .. لن يبق أي مجال للجدال في مسخ صورة الحجاب على مستوى الفكر عند المرأة المسلمة.. فإذا كانت الجامعيات وهن حاملات الوعي والثقافة يرَين الحجاب وسيلة "إيقاع" بالشباب بكل ما يميز فيه ـ أكثر حتى من التبرج ـ فكيف حال الأخريات؟؟
وباحتساب هذه الشريحة من المجتمع يتبقى لنا بعض النساء الموظفات في قطاعات أخرى.. أولها الإدارة.. فأيُّما امرأة تعمل "سكرتيرة" فهي بالنسبة لمديرها تحت حكم "ما ملكت يمينه" له الحق "المالي" في نكاحها وحتى تعذيبها، فوضعها للحجاب داخلٌ في شكلها الاجتماعي لا غير، دون أي بُعد اِلتزامي.. تبقى موظفات التسويق والمطاعم وما شاكلها، طبعا أكثرهن من ناقصات الشرف كما هو ماثل في مدننا الكبرى‘ إلا من كتبها الله مع "المصطفين الأخيار"، فقطعة القماش على رأسهن مثل الجوارب والمناديل الورقية...



في الحقيقة إذا ما واصلت تهجمي على صويحبات "النون" و"التاء" قد أُعَرّضُ نفسي للخطر "العاطفي".. ولكنني أؤكد على سلامة القصد في مقالي.. فبعد كل هذه الحقائق ـ ومن يشكك في واقعيتها فليزر إحدى جامعات الجزائر أو مصر أو الأردن، أو أي سوق كبير..، أو فليكن شاطئ بحر للمصطافين كي يعرف موقعه من الخارطة "الجنسية" في الوطن العربي ـ .. لعل القارئ يبادر بحل بسيط وفردي.. يتمثل في توصيل المعاني السامية لفضيلة العفة والاحتشام لدى بناتنا الصغيرات، وتعويدهن على الحجاب الصحيح شكلا وباطنا منذ الطفولة.. فحرام ما نراه من ألبسة ترتديها المومسات في أوربا وأمريكا يشتريها الآباء لبناتهم اللاتي لا يعرفن أي شيء مما يجول في خَلَد الكبار.. فعلينا المسؤولية في تكريه هذه الأنواع من الملابس العارية لأنفس بناتنا الغاليات وهن في سن الطفولة قبل أن يُترَك الحبل على الغالب...
كما ينبغي إعادة النظر مجددا في شكل الصحوة الدينية المعاصرة التي تحاول تسويق الإسلام ـ وكأنه يحتاج التسويق ـ بأي صفة حتى ولو كانت أغاني وموسيقى صاخبة.. وحفلات ولقاءات مختلطة.. وصارت المصطلحات تؤتي أكلها كل حين.. فمن غناء إسلامي إلى "هيب هوب" إسلامي إلى سينما إسلامية إلى ألبسة إسلامية إلى اقتصاد إسلامي، وشر ما أخاف أن يخرجوا لنا بـ "جنس" إسلامي ـ والعياذ بالله ـ فمتى يصير هذا العالم الإسلامي رجلا راشدا يعي ما يفعل؟؟

بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. سوسن امين11/4/12

    هذه الأمثلة موجودة ولكني أرى أنها ليست الأغلبية, كثير من البنات يتأثر بالفضائيات والممثلات والانفتاح الشديد في وقتنا هذا, لكن أغلب البنات يقوموا بتعديل وتحسين حجابهم بمرور الوقت, أنا لا أدافع عن الحجاب الضيق بس باقول ان كل خطأ قابل للإصلاح,وأهم شيء التربية الصحيحة , وعلى فكرة عنوان التدوينة موجع جدا, دمت بخير

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف18/9/15

      ربما في منطقتك لكن في المدن هي الأغلبية

      حذف
  2. أتفهم مشاعرك أختي سوسن..
    ولكن الواقع المرير يفرض علينا إظهار الحقيقة كما هي عليه
    كفانا مراوغة وادعاءات بريئة..
    طبعا نحن لا نعمم ولكن نقول كلمتنا
    حتى يظهر الحق ونطهر الحجاب مما بعلق به
    شكرا للمتابعة أخت سوسن

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة