كيف يرتقي المواطن إلى درجة المراقب في المجتمع؟


المرة الأخيرة نسخت هوية والدتي وأردت المصادقة عليها في شباك أحد البلديات.. قدمتها للموظف، فطبع عليها ختم المصلحة.. وطلب مني الانتظار حتى يأتي المكلف شخصيا بالمصادقة ليمضي عليها.. حسبت الأمر منتهيا في أقل من دقائق.. لكن أمضيت ما يقرب النصف ساعة في انتظار سعادة الموظف ليأتي بكل أبهة ويمضي جنابه..

كان الطابور شبه منعدم أنا وشخصين فقط.. ولو كان الموظف في مكانه لحظتها لما استغرقت المصادقة سوى 3 دقائق.. ولكن يبدو أن الإدارة في الجزائر لن تتعافى أبدا من بيروقراطية الموظفين وتكاسلهم.. خمنت في المسألة وتبادر إلى ذهني حل لو عمل به الجزائريون، لأصبحت جميع الإدارات في الوطن مثلا يحتذى به على الصعيد الدولي..
الفيديو.. وما أدراك ما الفيديو.. تخيل معي لو صورت لحظات تقاعس الموظفين وغيابهم عن المكاتب ونشرت ذلك عبر الإنترنت، كيف ستكون ردة فعل المُشهّر بهم؟؟ وهل سيستمرون في سيرتهم الأولى غيابا وتماطلا في أداء مهماتهم؟؟ طبعا سيختلف الأمر كثيرا.. خاصة إذا تجهـّز الجميع بآلة تصويره.. هنا نقصد أي وسيلة.. سواء هاتفا نقالا أو كاميرا... العبرة بتسجيل المواقف الحرجة في طول الطوابير وبيروقراطية الإداريين، وتعاملهم السيئ اللامتحضر مع المواطن، وتمرير الملفات والوثائق المرسلة من الأصدقاء والمعارف قصد تسويتها على حساب الآخرين الذي لا حول لهم ولا قوة في الإدارة الجزائرية التعسفية..
بل يمكن تعميم العملية لتشمل حالات السرقة في الشوارع والتسول "المُقنـّع"، والغش في المعاملات التجارية.. وحتى الإهمال في بناء وصيانة المرافق الاجتماعية، يعني سيكون المواطن بهذا الشكل موجودا في كل مكان بعينه المراقبة والمتفحصة..
تأكدوا من نجاعة الفكرة وإمكانية تطبيقها في مختلف الأماكن بكل سلاسة، سرا أو علانية، وحينها سنعرف كيف يرتقي المواطن البسيط المهضوم حقه إلى درجة المراقب في المجتمع، الضامن لكرامته والحافظ لعزته ضمن ما يكفله له الدستور والقانون المدني..

تعليقات

  1. سفيان11/1/13

    لاتنسى ياأخي أننا دولة متخلفة جدا في مجال الأنترنت ماجعل الشعب الجزائري لايهتم بها كثيرا.
    وحتى ولو قمنا بنشر الفيديوهات الفاضحة فلن تفيد شيئا لأن لاأحد من المسؤولين سيعيرها اهتماما لأنهم ببساطة متخلفون ولايهمهم من الدنيا إلا ملأ حساباتهم البنكية وبطونهم.وإذا رأوا أن هذه الفيديوهات بدأت تضر بهم فبالتأكيد سيعملون على استصدار قانون يجرم هذا الفعل ويصبح الشعب هو المجرم وهم الضحية.

    ردحذف
    الردود
    1. ولكن لا ضرر من المحاولة وإيجاد بدائل لعلاج التعنت الإداري والمرض المستفحل في مكاتب مختلف المصالح..
      وربما تكون هذه الفكرة الخاصة بالفيديو مجدية..

      حذف
  2. كلام سليم لكن المشكله لو تجهز الكل بجهاز تصوير ونشرها في الانترنت ... أتدري ماذا سيحصل ؟

    سيضعون مفتش عند كل مدخل لحماية الموظف المتقاعس من التوصير
    وسيقوم المفتش بتجريدك من ملابسك ليتأكد انه ليس لديك أداة تصوير.

    كمل نومك ياموظفنا ماحد راح يصورك ... عندك حكومه يهمها أمرك يهمها انك تنام وتحلم ... كمل حلمك

    ردحذف
    الردود
    1. الإدارة في خدمة المواطن
      أصبحت
      الإدارة في خدمة الموظف
      ربما هذا ما تقصده أخي في ردك..
      حسنا هنا لو حدث ما تقول فلابد أن ينتفض الشعب..
      وإلا فسيستحق ما يُفعل به

      حذف
  3. صفاء16/6/14

    بلغ صوتك الصحافة الجزائرية وأصبحت فكرتك حيز التنفيذ .. ما عساني أقول الله يعطيك الصحة ويحقق أمانيك أستاذي

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة