في الجزائر: لاعب كرة القدم أهم من الأستاذ

         مع انطلاقة الموسم الكروي الدموي، وضجة مقتل لاعب شبيبة القبائل الوافد الكاميروني "إيبوسي"، تذكرت قضية تسقيف أجر لاعبي الدوري الجزائري، فما بين الـ80 والـ120 مليون سنتيم ينحصر أجر اللاعب الشهري في أنديتنا المحلية ضمن قانون يفترض أنه ساري المفعول، وكأنما جعلنا هذا التسقيف نوعا من العدالة أو تقليم الأظافر لأثرياء الساحرة المستديرة؟؟ هنا نوع من التحايل على إدراك الرأي العام وتسخيفه، إذا ما علمنا بحال فئة كبيرة لا يتجاوز دخلها الشهري الـ2 مليون سنتيم فقط‼

لا مراء في كون رياضة كرة القدم اقتصادا قائما بذاته، ولكن لا ننسى أن الملاءمة ضرورية أيضا، فالدول الأوربية التي تضخ الملايير في أرصدة لاعبيها، حققت مسبقا العدالة الاجتماعية بين مواطنيها، وجعلت دخلهم الشهري محترما قادرا على توفير كل احتياجاتهم الشهرية، وحتى درجات الرفاهية مكفولة لهم، كما أن أولئك اللاعبين يستحقون حقا تلك الأجور المرتفعة ماداموا مبدعين في مبارياتهم الكروية، بينما نحن في الجزائر فنعيش المهزلة المكتملة الأركان.
رغم كل الأموال التي صرفت لم نحصل على رياضة ولا جمهور رياضي
أجور لا تكفي حتى للأسبوعين الأولين من الشهر، فعلى سبيل المثال، منتسبو الوظيف العمومي لا يتجاوزون الـ3 ملايين والنصف على العموم، رغم المهام الموكلة إليهم، ونخص بالذكر هنا صانعي الأجيال وبناة مستقبل الأمة: الأساتذة، الذين لا يستفيدون من أية امتيازات، باستثناء نباح الجرائد الصفراء عليهم، حتى الخدمات الاجتماعية موقفة لأجل غير مسمى‼ فإذا نظرنا لهذه الفئة المنتكسة، كيف يروق لنا خبر استلام أدنى لاعب كرة قدم لـ80 مليون شهريا، وهؤلاء اللاعبون لا يقدرون حتى على تقديم أداء حسن على أرضية الميدان، ويكفي أنهم مدخنون ويملؤون أفواههم بـ"الشمة" والكحول، أين الرياضة يرحم والديكم؟؟


فقراؤنا لا يجيدون كرة القدم

متوسط المبلغ الذي يتقاضاه اللاعب الجزائري في الشهر الواحد، لا يحوزه الأستاذ حتى ولو لم يصرف من أجره سنتيما إلا بعد سنتين ونصف، باعتبار أجر شهري مقداره 3 ملايين ونصف.. هنا ستفهم المعادلة الوطنية لوأد البلد وتركيع الشعب! كرة منفوخة تخدر شباب الأمة عن أهدافه الحقيقية، وبث للإحباط في نفوس من نرجو بهم تغيير المستقبل ونشر العلم والحضارة، لتصبح الشهادة لا تساوي مقدار أُنْمُلَة، والعبرة لمن ترك مقاعد الدراسة.
لم نتحدث بعد عن موظفي الشبكة الاجتماعية التي تبلغ أجورها الشهرية مستويات تقل عن 8آلاف سنتيم لا غير، لموظفين ذوي أسر ومسؤوليات متتابعة، لم نتحدث أيضا عن اللذين لم يجدوا بالأصل عملا يقتاتون منه، فتوقفت قاطرة الحياة لديهم، لم نتحدث هنا عن عائلات تقتات بكاملها من حاويات المزابل.. لم نتحدث عن الذين يعانون من كل شيء حتى من الحظ على هذه الأرض....
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. غير معرف16/9/14

    لكن لو نظرت للأمور من زاوية أخرى لربما اختلفت نظرتك
    المشكلة أن الناس صارت تنظر لكرة القدم على أنها أهم حتى من الصلوات المفروضة، لذا وجدنا المساجد خاوية خلال كأس العالم الماضية
    كذلك معلمو هذا العهد ليسوا كمعلمي العهود السابقة
    معلمو هذا العهد بين غر لا يفقه، ومعقد ،ومن هانت عليه نفسه أهانه الناس
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. إضافة في محلها.. ولكن الأولى العلم والتعليم.. أما إذا صارت الرياضة أهم من غيرها فعلى الدنيا السلام

      حذف
  2. صفاء16/10/14

    عند فئة أخرى صارت الرياضة أهم من الاهتمام بالزوج والاولاد ... الله يهدينا .. تحياتي أستاذي

    ردحذف
    الردود
    1. ماذا ننتظر من شخص لم يدرس ولم يتعلم وليس له أدنى تربية روحية اجتماعية.. من المؤكد أنه سيهتم باللعب والهتاف واللهو اللارياضي .. فقط مجرد هرج ومرج

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة