التبرج وغض البصر في رمضان

         رمضان شهر التقوى وتحصين الفرج وغض البصر، ولكن وقع التبرج وفتنة النساء أشد على المؤمن من حدّ السيف، فالمتجول في الشوارع نهارا جهارا يلتقي بمناظر تقشعر لها الأبدان وتنفر لها الشهوات، ملابس وعطور وإثارة عظيمة لمَواطِن الاشتهاء لدى الرجل.. كل هذا من إتقان نسوة لم يخشين الله في شهره المنزّه عن الملذات والمفطرات، فكما كان الحال من قبل في أيام الفطر، هو كذلك في أيام الصيام بل ربما أكثر وأخزى ويا للعجب‼

ركبت في حافلة نقل جماعي ذات نهار في رمضان هذا الموسم، ومن خلفي امرأة تلبس "ملاية" تبرز كل ما تملك من أعضاء في البرلمان الغاشم، الملفت والمميز في الموقف أنها وقفت أمام رجل وقدّمت له مؤخرتها على طبق من حرير، فلم يزد ذلك الرجل الشهم على نفسه إلا أن اِلتفت بعيدا عنها غاضا بصره مُجلاّ لربه المطلع على ما يفعل في السر والعلن.. موقف أعجبني بشدة، لدرجة أني أردت أن أشكره وأبدي احترامي الكبير له، فصدقوني لم أر من قبل موقفا لغض البصر مثل هذا الموقف‼
ساعات وفي نفس اليوم، أجد نفسي في حافلة نقل جماعي أخرى، ومع فتنة أعظم هذه المرة مع فتاة رفقة أمها.. نعم رفقة أمها التي كانت كأنما تعرضها سلعة لمن اشتهى.. ركِبَت وجاورها رجل بدا لي مراهقا لم يُشبع غرائزه بعد، بدأ يتطلع إلى تلك الفتاة التي كانت مبرزة لصدرها وأردافها بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ تلك المنطقة السكنية التي مررت بها، وعندما أرادت النزول احتال الرجل حتى يلمس شيئا منها فراودته وزادته عذابا ولم يقض منها أي ملمس، إلا أن راح يتتبعها بنظره عبر النافذة، ليستدير مسرورا وكأنما نكحها بعينيه نكاحا..
موقفان متناقضان، كلاهما في شهر رمضان، شهر الصيام واتقاء الشبهات، ولكن كيف للرجال أن يمنعوا أنفسهم من النظر وطول الشارع وعرضه أجساد تفننت النساء في تبرجها وإبراز مفاتنها، ولم يعد عندهن مانع لوضع العطور والماكياج وتضييق الملبس وتقصيره حين الصيام، فلا أدري أي فتوى يتبعنها هؤلاء النسوة حقا؟؟
الأزواج لم يعودوا مهتمين بما تلبس زوجاتهم وكيف يخرجن للشوارع وبأي هيئة يلتقين الرجال الأجانب عنهن، في الشارع، في المحلات، وفي أماكن العمل، نوع من الدياثة شملت معظم الرجال، مادام الشارع مملوءاً عن آخره بمثل هذه النوعية من النساء، فما معنى أن تجد المرأة متجمّلة ومتأنقة صباحا متأهبة للخروج، والزوج ناظر لها، لسان حاله يقول: أعانك الله يا زوجتي الشطوووورة‼ وعلى ماذا؟؟ على فتنة الرجال وإثارتهم والتغنج معهم.. ونفس الكلام يقال على من رضي على ابنته أو أخته حال الانفلات الأخلاقي في مظهرها وسلوكها حتى في رمضان.
المتحري لصحة صومه من الأفضل له أن يمكث في بيته بعيدا عن المناظر الخادشة للحياء.. فالشهر الكريم للأسف أصبح مستهدفا في أصله ومضمونه عبر الفضائيات بالمسلسلات والبرامج الساقطة، وفي الشوارع بالنساء اللواتي لا يرقبن في الله خلقا ولا حياءً، بل أصبح هنالك نوع من التنافس في الإغراء خاصة في السهرات وحتى التراويح التي بدأت الفتيات يقصدنها متعطرات متأنقات دون اعتبار لحرمة المسجد‼ حسبنا الله ونعم الوكيل في حال هذا المجتمع المتهالك المتساقط في جرف الشهوات..
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. صفاء22/7/14

    للاسف ذهب الحياء ... نسأل الله أن يهدينا مقال في الصميم استاذي معمر

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم اهدنا وارحمنا وأنزل علينا حجاب الستر والحياء

      حذف
    2. غير معرف5/6/16

      هذا لايجدي يجب على الدولة أن تخلق جهازا يمنع اللباس الرفوض شرعا وخلقا
      ويلزم النساء بالخروج متجلببات ومتحجبات ويمنع الاختلاط المحرم في النقل وأمثاله
      ويكون تابعا لوزارة الشؤون الدينية وإلافلينتظر الأسوأ اللهم ردنا اليك ردا جميلا

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة