هل تعترف الجزائر بإسرائيل؟
في تصريح مثير للسيد رئيس الجمهورية 'عبد المجيد تبون' في حوار مع إحدى الصحف الفرنسية، أعلن الرئيس لأول مرة "أن الجزائر ستقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إذا اعترفت بدولة فلسطينية كاملة"!!
طبعا هذا التصريح كان له تأويلات كثيرة لا حصر لها، ولكن لابد أن نقف على مشهدين اثنين:
الجزائر ساندت الغزاويين وأرسلت كثيرا من المساعدات عبر جمعية البركة وبتزكية رسمية واستقبلت قادة حركة حـ/ـمـ/ا/س دون حرج، كما أن 'تبون' وصف أكثر من مرة إسرائيل بالدولة المحتلة والإ/ر/هـ/ا/بـ/يـ/ة والمجرمة.
ونحن الآن أمام المشهد الثاني: اعتراف مشروط بدولة إسرائيل من نفس الدولة التي كنا نسرد مواقفها مع فلسطين.. فهل هناك تناقض، أم لابد من قراءة أخرى لهذا المشهد؟
الاعتراف الوارد في التصريح الإعلامي الجديد لـ'تبون' أتى مشروطا في لفظه بقيام دولة فلسطينية (كاملة) غير مجزأة، وهو مستبعد أصلا في الوضع الراهن مع الدعم الأمريكي للحكومة العبرية، والحشد الكبير للخونة، وخروج غـ/ـز/ة من حرب مدمرة.. مع الأخذ بعين الاعتبار بقية الظروف الاقليمية والعالمية غير المبشرة بتحقق حلم استقلال فلسطين قريبا.
كما أني أذكركم بالسياق اللغوي المنتهج للرئيس الجزائري، والذي يخرج من المألوف الرسمي إلى الخطاب العفوي كما شاهدناه في خطابات سابقة، فـ'تبون' لا يقصد في كلامه الاعتراف باسرائيل بقدر استبعاده لوجود علاقة مستقبلية مع هذا الكيان الغاصب الذي يستمر في احتلال أرض لن يتخلى عنها إلا بالقوة.
وأضيف لكم من البيت شعرا، فقد ورد هذا الأسلوب الشرطي التعجيزي في القرآن الكريم عندما قال الله تعالى في الآية 40 من سورة الأعراف: [إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ]
طبعا حديثي هنا ليس للتبرير وإنما كلمة حق تتناسب مع ما اعتدناه في واقع سياسة الجزائر الخارجية التي لا يمكن إغفالها أمام تأويلات البعض لتصريح السيد الرئيس، فالجزائر ستبقى على العهد مع فلسطين حتى تتحقق الحرية كاملة.
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..