أسامة المسلم: الشجرة التي كشفت الغابة!


الجميع يتحدث ويستغرب الآلاف المؤلفة التي سعت لمعرض الكتاب الدولي في الجزائر من أجل أن تحظى بنسخة من رواية الكاتب السعودي "أسامة المسلم" موقعة بخط يده، ولكن لم ينتبه إلا قليل لنشأة جيل جديد من القراء، تخلف عن ركبه رهبان المدرسة التقليدية التي كنا نحسبها حديثة لوقت قريب.


"أسامة" روائي ينتج رواياته منذ 2015م، وليس وليد اللحظة، فكيف نجد أغلب المثقفين الجزائريين لا يعرفونه، رغم وجود آلاف القراء له هنا في البلاد وخارجها؟!


أصبح الروائيون في الجزائر (وليس شرطا جميعهم) غير مستوعب لدور شبكات التواصل الاجتماعي في تسويق اسم الكاتب، بل إن هناك حاجزا يمنع البعض من ولوج تيك توك وبقية المنصات، لا لشيء إلا لنمطية حضوره في الصالونات الأدبية، وجلسات البيع بالتوقيع، وحتى فيسبوك الذي أضحى رتيبا مقارنة ببقية الفضاءات.


هناك جسور جديدة أوجدت علاقة أقرب بين الكاتب وقارئه، تتجاوز الهالة الرسمية والكلفة التقديرية إلى بساطة وعفوية تجعل المتابع مهتما بحياة الكاتب وتفاصيلها أكثر من كتاباته بحد ذاتها، وهو ما يروج في الترند يوميا، فالوعي وتشغيل المخ في الفكر والقضايا المنطقية لم يعد يستهوي الناس.


كما أن النوع الأدبي المسوق لدى "أسامة المسلم" أصبح مطلوبا في سوق الكتاب، وهو قصص الرعب والماوراء الطبيعة، وهو نفسه ما قدمته المؤثرة الجزائرية "لولا" تحت عنوان ديناتور، وتدافع الكثيرون كذلك لاقتنائه، رغم أنها 'مبدئيا' لا تستحق صفة كاتبة!


فئة الجمهور تلعب دورا آخر في اتساع رقعة رواج الكاتب، وأرى أن المراهقين هم غالبية المهتمين بكتب "أسامة المسلم" وحتى هذه "اللولا"، لأن سرديات الخيال تهمهم أكثر من الواقعية، نظرا لطبيعتهم العمرية، طبعا نحن لا نستصغرهم، بل إن من يستدرج هذه الفئة العصيّة لإنتاجاته الكتابية مبدع يستحق التقدير بجدارة.


أصبح الكاتب بين ضدين يتنازعانه: أن يكتب ما يؤمن به هو، أو أن يكتب ما يريده القراء، وبين هذا وذاك لابد أن يحافظ على لغته الراقية، وجمالية الروح الشاعرية، وهيبة صفة "الكاتب"، ولا يقع في فخ التسفيف والشهرة الظرفية المفضية إلى موت الإبداع بعد فترة وجيزة من ظهوره، فالأدب الحقيقي يخلد وإن أفل صاحبه.


#معمر_عيساني


#معرض_الكتاب #أسامة_المسلم

تعليقات

الأكثر قراءة