النصر غزة

        أكثر من 126 شهيد ومئات الجرحى في القصف الجوي الذي بدأته إسرائيل على غزة منذ يوم الـ7 جويلية وحتى يوم الـ12 من الشهر، هي الحرب الثالثة التي تشنها تل أبيب على حركة حماس والموالين لها في القطاع بعد حرب نهاية 2008، و2012، مشهد مأساوي يتكرر في أرض العزة والمقاومة وسط تجاهل عربي غير مسبوق، وصمت دولي متواطئ كعادته مع الدولة اليهودية، وبالمقابل فاجأت الفصائل المسلحة العدو بسلسلة من الهجمات التي أدخلت الصهاينة في حالة من الهلع غير المسبوق بشكل يجعل من الحرب سائرة في نفس نهج الحروب السابقة نصر من الله وفتح قريب.
الشهيد الفلسطيني يعلم احكام البطولة للأحياء
اختار "نتانياهو" وقتا إقليميا مناسبا لقصف غزة، مع حالة اللاإستقرار التي تعيشها مصر، وموقف "السيسي" المتخاذل والأكثر جبنا من مواقف "حسني مبارك"، وظهور دولة "داعش" في العراق والشام، والحرب الأهلية في سوريا، وجميع الاضطرابات السياسية والأمنية في لبنان واليمن وتونس والسودان، لن يكون لهذه الضربة أي وقع على ضمائر العرب، الذين كانوا في السابق أصلا لا يتفاعلون مع مثل هذه الأحداث إلا بالمسيرات وحرق أقمشة الأعلام الأمريكية والإسرائيلية.. أما اليوم حتى هذا المستوى المحتشم من الرد لا يوجد‼
"خالد مشعل" وبعد انتكاسته في دمشق وتشتت الدعم الذي كان يحظى به من البعثيين والشيعيين، أقر أن حركة "حماس" في غزة هذه المرة لوحدها.. وألا دعم لها إلا من عند الله، وحث الغزاويين على الصمود في وجه العدو لأجل البقاء وتحرير الأرض وإن طال الأمد.. لن يتمكن العرب اليوم من مساعدة فلسطين ولو أبادها اليهود بالكيماوي.. فأمراء الخليج الذين دعموا الثوار في سوريا بالمال والسلاح والفتاوى لن يكلفوا أنفسهم عناء الحديث عن ضحايا القصف في غزة من الأطفال والنساء.. يكفي لديهم الهمس بالدعاء..
حتى الأطفال لم يسلموا من أيدي الصهاينة
في مصر جعل البعض من إسرائيل حليفا ضد الإخوان المسلمين الذين أُطيح بهم منذ سنة.. لا أعرف سبب هذه الكراهية الشديدة بين الإخوانيين والمصريين الذين أصبحوا علمانيين باحتراف إلا من رحم ربي، فأن تقرأ تعليقات من نخبة البلد تشجع فيها الجيش الإسرائيلي على إبادة الحمساويين، فالأمر هنا وصل درجة الخبل ناهيك عن الخيانة القذرة.. والأدهى والأمر أن تجد حثالة مثل حثالة "محمود عباس" رأس حركة "فتح" العميلة، يقول إن إسرائيل تريد السلام ولكن حماس هي سبب المشاكل.. وأنه متمسك بالمفاوضات.. متمسك بأمك يا روح أمك..
اليهود في حالة رعب جراء هجمات المقاومة
لا ننسى أننا في رمضان شهر الانتصارات.. ولابد أن إسرائيل ستُقدِم على حماقة كبيرة إذا ما قررت الهجوم البري على غزة، ما يعني مواجهة متكافئة مع أبطال المقاومة.. الإسرائيليون يعانون هذه اللحظات أشد المعاناة.. قصف على عدة نقاط حساسة في مدن إسرائيل ومطاراتها وقواعدها العسكرية، ولأول مرة يتمكن كوماندوز القسام من اقتحام قاعدة زيكيم العسكرية في عسقلان، هذا وقد اختبأ أكثر من 7 ملايين إسرائيلي في المخابئ تحت الأرض في دلالة واضحة على مدى الغبن الذي يعيشه هؤلاء المحتلين في حربهم على غزة.
الجيش الإسرائيلي منهار
اليهود جبناء، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة، وما جبروتهم وجرأتهم على دمائنا إلا من تخاذلنا واختلافاتنا وخياناتنا المتكررة، هم لن ينتصروا في أية معركة، هم فقط يقدمون مواكب الشهداء كل موسم لتبرير سخط الله على أمة نام الضمير بها حد السبات، غزة بمساحتها التي لا تتجاوز الـ56 كلم مربع وبـ2 مليون نسمة تقريبا ستنتصر على اليهود لا لشيء إلا لأن أهلها أصحاب قضية، أصحاب أرض، أصحاب مَظلَمَة مؤمنون بالله الناصر الأوحد لهم في غياب الحبيب والحليف.. وما النصر إلا من عند الله.
بقلم / معمر عيساني.







اقرأ أيضا:

غزة تهزم الصهاينة في تل أبيب والقاهرة والإمارات والسعودية

لماذا تكرهون أردوغان؟

الفرق بيننا وبين إسرائيل

حسني مبارك يعود لحكم مصر!

هل أصبحت السعودية عدو الإسلام الأول؟

أمريكا.. أنقضي سوريا!

الإسلاميون يكتسحون ربيع الثورات العربية

لماذا لم تنطلق بعد ثورة التغيير في السعودية؟

تعليقات

الأكثر قراءة