أمريكا.. أنقضي سوريا!


ستة أشهر مضت على ثورة السوريين ضد نظام الحكم في بلدهم.. ستة أشهر غيرت كثيرا من الحقائق.. ستة أشهر أقنعتني بضرورة إسقاط الزنادقة الذين يعذبون الشعب بكرة وأصيلا.. ستة أشهر جعلتني أولي وجهي شطر أمريكا لأستغيث بها وباسم السوريين من هول ما اقترفه آل الأسد في حق حفدة الأمويين..
في البدء لم أقتنع بانتفاضة المواطنين ضد نظامهم.. وقد كنت متأثرا بسلبيات الثورة الليبية، في البدء حاولت الوصول إلى منطقة وسطى للتفاهم بين السلطة والشعب.. لكنني لم أجد أي منطقة وسطى بين الجنة والنار.. وُوجِهت بمجازر بشعة في حق الأبرياء من الأطفال والرجال والشيوخ، من نخبة المجتمع السوري الذي طمحوا لحياة أفضل ولرجل آخر يحكم البلد.. فسوريا لم تكن يوما قطعة فنية ضمن مقتنيات الأسد.. سوريا لم يكتب الله لها قدرا واحدا فقط.. هو آل الأسد.. سوريا تستطيع أن تعيش من دون الأسد.. سوريا أكبر من الأسد..
المخابرات السورية وبكل ما تنشره عن قصد من فيديوهات تصور حثالة "الشبيحة" وهم يعذبون خير سكان الأرض، مرابطي الشام الأطهار.. تسعى لترويع الأهالي وثنيها عن الثورة.. لكنها مخطئة في تفكيرها.. الحق يعلو الجباه ويبلغ عنان السماء، أما الظلم فمصيره أوحال الرذيلة..
تطورات الأوضاع في سوريا، والفبركة الإعلامية الرسمية المدعومة بتعتيم غير مسبوق في مقابل الفضائيات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، فضحت جرائم "بشار الأسد" في حق أبناء وطنه، وقطعت الشك باليقين بوجوب انتهاء حكمه وإحالته على المقصلة لما جنته يداه..
"بأسنا بيننا شديد" هذا ما أقرته مشيئة الله حينما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.. ومصداق ذلك ما نراه من وحشية عصابات الأسد مع المدنيين، وما رأيناه سابقا في العراق مع مليشيات الشيعة، وفلسطين مع خونة "حركة فتح"، والجزائر في الحرب الأهلية سنوات التسعينيات..
يمكننا القول أن التدخل الأجنبي ضد دمشق بات من الحتميات.. لا يمكن القبول بهذا الصمت الرهيب، الجامعة العربية و"خرفانها" مبهورون بما بعثه الله من قوة في الشعوب، الغرب يُمنّي نفسه بغنائم اقتتال العرب فيما بينهم.. أما سجل الضحايا فمفتوح على مصراعيه..
هي الفوضى.. ولكن يمكن الاستفادة منها ولو بأقل الأضرار.. وأول استفادة في الحالة السورية الاستعانة بالخارج لإسقاط النظام الذي بات أسوء من الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين! الاستمرارية مع أنظمة بهذا الشكل أمَرّ وأمَرّ من أي شيء آخر.. لا أنفي تحرك الغرب وفق مصالحه.. ولكن المصالح التي يطمح لها الغرب لا تتمتع بها الشعوب أصلا.. فهي ملك للنظام وخدمته فقط والبقية في الفقر يعمهون.. فلا ضرر من جعلها في عصمة أمريكا وأوربا مقابل الحرية، ونيل نصيب من طيب الحياة..
من فضل القارئ لا داعي لتعميق الفهم السلبي لموضوعي.. وبعيدا عن حساسيات الدين والمعتقد والتاريخ السياسي، أقول لأمريكا: أرجوك.. أنقضي أطفال سوريا...
بقلم /معمر عيساني

تعليقات

  1. طابَ مساؤك أخي معمّر..

    و إن لم ألحق بالتّعليق و التعقيب أسفل كافة الإدراجات الفارطة.. ها أنا أفاجأ بصفحاتك تتوّج بالمزيد منَ الإدراجات الجديدة و المتلاحقة...

    و أجدُني مضطرّاً لتخصيص جلستي المسائيّة هته سوى لتصفّح مدوّنتك.. و متابعة و مطالعة كافّة الإدراجات الجديدة بمُنتهى الإمعان و الإهتمام...

    الواحد تلو الآخر..

    بما فيها إدراجك عن قصّتك معَ التّدوين.. راجياً و آملاً لك من صميم القلب.. المزيد منَ النجاحات و التوفيق.. في كُل ما تصبوا و تطمَحُ إليه..

    و لكَ أن تعتبرني أحدَ إخوتك الداعمين لك.. المُعجبين بفكرك.. و شتّى مقالاتك.. التي هيَ إنّما مرآة عقلك الراجح.. و رأيك السّديد...

    ردحذف
  2. أما عن المدينة التي أنتَ منهـا..؟؟

    فلا يسعُني سوى القول.. أن لكَ الحقّ في الإحتفاظ بذلك كسرّ..؟؟ و لـُـغـز...؟؟؟

    و زيارتك لتلمسَان.. جعلتني أقول.. أنّ فكرتي و رغبتي في دعوتك مُستقبلاً لزيارة وهران.. ليسَت بالمثستحيلة إذاً...؟!
    هذا معَ العلم أني لا أحبّ تأجيل أفكاري كثيراً.. إلاّ في الظروف القاهـرة...!!

    و قد تكونُ لنا عودَة للحديث عن ذلك مُستقبلاً.. إن شاء الله...

    سأنصرف الآن لتصفّح المزيد منَ الإدراجات.. و المواضيع..

    و دُمتَ في رعاية الله وحفظـه..

    في أمـَـان الله.

    ردحذف
  3. نسأل الله اللطف
    بالتوفيق والسداد
    تحيتي ومودتي

    ردحذف
  4. أما أنت أخي عماد..
    فزيارة لك في وهران لابد منها إن شاء الله..
    وأما أخي محمد ملوك.. فكل المودة لك..

    ردحذف
  5. سَـلامُ الله عليك أخي معمّر..

    آمُل و ارجُوا انك بألف خير.. و جزاك الله خيراً على التفاعُل الإيجابي معَ مُقترحي..

    لا تدري كم فرحت و سعدتُ بردك أخي معمّر..؟؟ أسعَدكَ الله و أفرحَ قلبك بذلك...

    لنا عودة لهذا الموضوع قريباً إن شاء الله..

    دُمتَ في رعاية الله.. و كُن بخير أُخيّ...

    ســلام.

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة