حسني مبارك يعود لحكم مصر!

            من غريب ما يبصر المرء في الوضع المصري، غياب المنطق وسفاهة الرأي في شعب جعل من نفسه أضحوكة العرب والغرب.. رئيس يصل الـ30 سنة من الحكم الديكتاتوري، بفساد مالي وعمالة لإسرائيل، ثم يخرج براءة من قضاء دولة تـُكني نفسها بأم الدنيا... ورئيس يُحاسَب على سنة واحدة من الاجتهاد في تصليح ما أفسده النظام العفن، ويُتهم بأكوام من الجرائم التي لا قبل له بها.. هو ذاك حسني مبارك ومحمد مرسي في مصر الانقلابيين؟؟

وجد مبارك نفسه بصحة وعافية لدى تأكده من خبر الإفراج عنه.. موافقات غريبة بحق؟؟ ففي الوقت الذي يملأ فيه الأمن المصري السجون بقيادات الإخوان المسلمين، ويذيعون صور اعتقالهم محلاة بعناوين محاربة الإرهاب والتطرف.. يأتي خبر الإفراج عن مبارك.. أليست صدفة غريبة؟؟ السؤال هنا موجه طبعا لأصحاب الشأن.. المصريون!

الأدهى والأمرّ، حديث نخبة هذا البلد المريض عن مؤامرة كانت السبب الرئيس في قيام ثورة الـ25 يناير.. بمعنى أنهم نادمون على إزاحة نظام مبارك.. بل إنهم يحملون جماعة الإخوان مسؤولية هذا الذنب الكبير في حق فرعونهم الذي أزاحوه حينها..

هي رِدة منهم.. وعودة لفلول تركيبة من السلطويين، الذين يجعلون من مصر أداة طيعة في يد السعوديين والإسرائيليين.. وهو ما تحقق في قول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن الانقلاب الذي راح ضحيته المئات من المدنيين العزل في شوارع مصر، ما هو إلا صنيعة آل سعود وشرذمة اليهود.. بدفع أنذال الجيش المصري لإسقاط مُرسي، وتصفية التيار الإسلامي، والحجز على حرية شعب بأكمله.. عيبه الوحيد أن فيه قوما يجري عليهم قول الله تعالى أبد الدهر "استخف قومه فأطاعوه"...

                                                                                                بقلم / معمر عيساني.