هل أصبحت السعودية عدو الإسلام الأول؟

      لم يخجل الوليد بن طلال صاحب قناة "الرسالة" الفضائية من إقالة الدكتور "طارق السويدان" من إدارتها، بحجة دعمه للإخوان المسلمين في مصر، ويا رُب عذر أقبح من ذنب؟؟ ومعه ساند العاهل السعودي العمل المسلح ضد الإخوان بمباركة مفتي المملكة "آل الشيخ" الذي دعا الأئمة إلى عدم الزج بالمصلين في السياسة في أي خطبة تلقى.. وفوق هذا دفع الديوان الملكي السعودي الملايين للانقلابيين كدعم مالي ظاهر للعيان يُزَكى من خلاله القتل والانقسام في البلاد.

كان الأجدر بخادم الحرمين الشريفين الدعوة للصلح والتهدئة بدل نصرة الظالم على المظلوم.. كيف لملك مهبط الوحي والمسجد الحرام أن يبارك حرق مسجد رابعة العدوية بمن فيه من القتلى وليسوا حتى أحياءً.. أليسوا بمسلمين؟ أم أنها الطائفية والمذهبية أعمت بصيرة الملك الوهّابي؟؟ ألم يخشى هذا الرجل على عاقبته وهو يرى على شاشات التلفزة رمي مئذنة مسجد الفتح في ميدان رمسيس يالرصاص الحي، واعتداء البلطجية على شيوخ كبار في السن بالعصي وإدمائهم حدّ الإغماء لا لشيء إلا لأن لهم لِحى؟؟.. ألم تستيقظ النخوة العربية في نفوس آل سعود وهم يرون نساء المسلمين بالنقاب يُهتكن ويشتمن بأسوء العبارات..

كان من المفترض أن تكون "الرياض" راعية الإسلام الأولى.. لكنها في النهاية لم تزد إلا خزيا وضعفا.. أصبح الدين دروشة في أرض الحرمين.. لاهوتا مُبعدا عن أمور الدنيا، مُغيبا عن مدارج السياسة وتصريف شؤون الناس.. وغارت المملكة في أوحال المعاصي وانتشار الآفات.. من خمور ومخدرات تنسف بالشباب، إلى معازف ومهرجانات تبيح الاختلاط كما هو الحال في "الجنادرية".. إلى إعلام ساقط يروج للرذيلة والانفتاح أسفل الحزام، بدل الانفتاح العلمي والعقلي.. وانتهاء بـ"علمنة" للدين وتحريف لمقاصده الشرعية...

كل هذا الواقع الدرامي هدفه تثبيت آل سعود في الحكم، وإلهاء الرعية بمتاع الدنيا، وإبعاد مفاهيم الإسلام الأصيلة عن وعيهم، وتحجيم الدين في صلاة تـُؤدى في المسجد وصيام ينتهي بمأدبة طعام، وصدقات يتفاخر بها أصحاب البطون المنتفخة.. وفوق هذا لابد من رِضا أمريكا وإسرائيل، فهما اللتان تجعلان من الحاكم شرعيا وإلا فمآله النهاية.. فكيف لعائلة عميلة وخائنة للدين والأمة بقيادة دولة عزيزة على نفس كل مسلم ومسلمة أرض مكة والمدينة..؟؟

    بقلم / معمر عيساني.