داعش: نزيف دمشق.. دماء في بغداد

          التدهور سيد الموقف في الشرق الأوسط.. سوريا انتهت وحان موعد الدمار في العراق مرة أخرى.. تنظيم "داعش" الذي أصّل لنفسه دولة إسلامية، وشريعة ترفع الأعلام السوداء بختم الرسول صلى الله عليه وسلم، غيّر كل معطيات الميدان، ليجعل الحق إرهابا والباطل دفاعا. الشيعة شحذت همتها لمجابهة الخطر الداعشي الوهابي، وسُنة العراق تريد تنحية "المالكي"..

استغل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أزمة السُّنة مع سلطة المالكي الشيعية ومجازره في حقهم، للتقدم إلى الأراضي العراقية والسيطرة على عدة محافظات سنية، وارتكاب مجازر واغتصابات جماعية، لتجعل المشهد دمويا للغاية، وقد يعتقد المتابع للوضع أن داعش هي حليفة السّنة في العراق لكنها في الحقيقة تنظيم إرهابي دخيل، وُلِد في المخابرات الخليجية الأمريكية، ونضج في الحرب السورية واتجه إلى العراق لترسيم وجوده.
بعد مشاركته في الثورة ضد نظام الأسد، أصبح طرفا ثالثا في النزاع، إلى جانب الجيش الحر والقوات النظامية، بصفته ذا مرجعية وهابية سلفية، تنادي بقيام دولة إسلامية، لا تمت في حقيقتها للإسلام في الشيء.. فأين الإسلام من مجموعات مسلحة تغتصب النساء وتقتل الأطفال ونبي هذا الدين حفظ حق النخل والحجر والشجر قبل الإنسان في النزاعات والحروب.
تداخل المصالح في المنطقة يؤكد مساهمة السعودية وحلفاءها في دعم داعش بالمال والسلاح، فتنظيم بهذا الحجم، لابد له من جهة راعية تتبناه، جهة رسمية قوية تملك من القوة ما يجعلها تدفع به إلى سوريا ثم العراق. وللخليجيين مصلحة كبيرة في مواجهة الشيعة هناك بطريقة غير مباشرة، مواجهة تحد من نفوذ إيران في بغداد، وتطيح بالمالكي الذي خسر حتى الدعم السيستاني في الداخل.
العراقيون نزحوا بالآلاف من المناطق الدائر فيها النزاع، ليبدأ مشهد مأساوي للوضع الإنساني هناك مع حلول شهر رمضان المبارك، تماما مثلما هو الحال في سوريا التي لم تضمد جراحها بعد، بل هي في نزيف حاد جراء التعنت البعثي، والهوس الثوري الذي جعل السوريين في حيرة من أمرهم، بالمقابل لا تفعل الدول العظمى شيئا إلا التفرج وصبّ الزيت على النار، بدعم طرف على آخر، عكس ما نراه من مساعٍ إصلاحية في نزاعات أخرى في أوربا مثلا.
بروز تنظيمات مثل داعش امتداد تاريخي إيديولوجي للقاعدة والجهاديين التكفيريين، ولحساسية القضية وملامستها للدين الإسلامي قد نجد التباسا في دعم هذا الفصيل أو ذاك، لكن المتمعن في الأحداث لابد أن يجعل لتداخل الأنباء، والإشاعات والأخبار الكاذبة محلا من تشكيل فهم للوضع، ثم إن الإسلام براء من ممارسات لا تمت بصلة حتى للروح الإنسانية فما أدراك بدين أتى به نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن لليد السعودية مساهمة في هذه المؤامرة الدولية ضد الإسلام لتشويهه، فماذا يعني وقوع كل هذه الجرائم تحت علم يدعي رافعوه أنهم ممثلو الخلافة الإسلامية.
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. داعش الولاء للدولار

    ردحذف
    الردود
    1. إنها وجهة الخليجيين من الكعبة إلى البيت الأبيض

      حذف
  2. غير معرف28/6/14

    لا أفهم في السياسة و لست متتبعا لما يجري على ساحتها الا ان القول الفصل هو ان الدين براء مما هو ملوث و ملتاث بممارسات الاجرام و الوحشية .. احسنت صديقي .

    ردحذف
    الردود
    1. دين محمد صلى الله عليه وسلم.. الدين الذي دخلت فيه المرأة البغي إلى الجنة بشربة ماء لكلب عطشان .. دين يحفظ حق النبات والحيوان فما أدراك بالإنسان.

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة