نريد دولة فلسطين وليس دولة محمود عباس

فجأة ومن دون مواعيد.. أصبح محمود عباس يؤمن بدولة فلسطينية.. ويجري لاهثا إلى الأمم المتحدة.. لانتزاع مقعد "متسِع" هنالك يجلس عليه أحد أصحابه ببذلته السوداء و"كرافته" تخنق عنقه.. ليرافع عن دولة مواطنوها لاجئون في مشارق الأرض ومغاربها..
قبل الحديث عن مشروع عباس.. والذي يؤيده في الظاهر عدد من الفلسطينيين، لابد من مراجعة تاريخ هذا الرجل.. محمود عباس هو الذي نسق مع الصهاينة الحرب على غزة منذ سنوات فقط.. عباس كان الصديق المفضل لحسني مبارك في خدمة إسرائيل.. عباس هو الذي صنع الفرقة في الصف الفلسطيني بعدائه "الغريب" لحركة "حماس"..
لا بأس لنحسن الظن بالرجل.. ولنقل أنه تاب توبة نصوحا ـ وهو افتراض باطل مادام يتحدث عن "نكتة المفاوضات" والمقاومة "السلمية" للاحتلال.. لا أدري ما كُنه هذه المعادلة: فلسطيني مسالم بوردة حمراء وقُبلة كبييييرة.. والجندي الإسرائيلي بسلاحه المعبئ بالذخيرة يوجه الماسورة لصدره؟؟ ـ الآن باعتبار صدق نوايا عباس.. ما هي رؤية الرجل لهذه الدولة؟.. وبعيدا عن لغة السياسة وثرثرة الدبلوماسيين.. نضع أيدينا على صلب الموضوع.. هل يمكن قبول دولة متجزئة؟؟ هل يعقل أن يجرّ عباس كل العرب ومحبي القضية الفلسطينية لنزوة سياسية يُسَلي بها الرجل نفسه بعدما فقد شريكه "اللامبارك" في ثورة المصريين عليه..
مع احترامي لمشاعر الشعب الفلسطيني وأملهم في تأسيس دولة تعيد جمعهم.. ورغبةً في دولة أشمل لهم ولجميع أراضيهم بشرعية التاريخ والمعتقد، لا أشجع فكرة عباس هذه، ولا أتحمس لها.. حتى وإن نجحت.. أما الحل فهو تحرير كامل الأراضي الفلسطينية ودحر الصهاينة وتطهير التراب من نجاستهم، كيف ومتى؟؟ بالمقاومة أولا وأخيرا.
بقلم / معمر عيساني



تعليقات

الأكثر قراءة