عندما كان حزب الله حزبا لوجه الله


قبل سنوات دخل حزب الله في حرب مع إسرائيل، أتت على عدد كبير من أرواح الضحايا اللبنانيين في الضاحية الجنوبية خصوصا كونها معقل الموالين للحركة المقاومة، حينها حشد حسن نصر الله الرجل الأول في التنظيم تعاطف الملايين حول العالم، ولكن لم يكن نظير ذلك عند الخليجيين وسائر العرب، إذ حمّـلوا رجال المقاومة مسؤولية الحرب، وبرّؤوا تل أبيب من جناية القتل بمنتهى الوقاحة.. وجاء اليوم الذي يحرك فيه "عشاق زينب" أسلحتهم من جديد، ولكن هذه المرة باتجاه الإخوة؟؟

جهر نصر الله بمشاركته الفعلية في الحرب الدائرة على الأرض بين الجيش السوري الموالي للنظام والجيش الحر التابع للمعارضة، أهم مشاركة لحزب الله كانت في منطقة القصير، حيث استمرت المعارك في كَـرّ وفـَرّ بين الطرفين، ونقلت وسائل إعلام أخبار تعبئة هامة في صفوف المنطوين تحت لواء الحركة، لإرسالهم دعما لقوات بشار الأسد.. وهذا يعتبر امتدادا لما هو كائن في طهران من توجيه عدد من المتطوعين للقتال في سوريا..
اتضحت معالم الحرب الدائرة في إرث آل الأسد كثيرا في الفترة الأخيرة.. ما يُنذر باقتراب لحظة الحسم.. ولكن حزب الله لم يختر الطريقة المثلى للتدخل.. إذ بدت جميع ملامح الطائفية في تحرك المقاومين الذين اعتدنا منهم سابقا اتحافنا بكمائن اختطاف الجنود الإسرائيليين.. ولكنهم الآن في شـُـغل كادحون.. وابتعدوا كثيرا عما كان يربطهم بالمنطقة العربية "السُنية"، وكسب بذلك أصحاب الاتجاه الرافض للوجود الشيعي في الخليج والشرق الأوسط أنصارا جددا.. واكتمل مشهد المواجهة.
السعودية كانت منذ البداية ضد حزب الله رغم جميع إنجازات الحزب في التصدي للمطامع الصهيونية في لبنان.. وما حركة 14 آذار إلا بذورا وضعها "الوهابيون" بمالهم وجاههم في بيروت لإزعاج نصر الله ومِن خلفه طهران.. ورغم الاختلاف المذهبي ـ لا العقدي إجمالا ـ بين السنة والشيعة، إلا أن حُجاج كربلاء ومقامات الأولياء حققوا إنجازات حربية ممتازة في مقاومتهم للعدوان الإسرائيلي في أكثر من موضع.. وهم كانوا من أكثر الداعمين للحركات المقاومة في فلسطين وخاصة حركة حماس، في الوقت الذي تداهن فيه دول عربية إسلامية تل أبيب وتتقي غضبها بالنفاق والعناق..
أمام هذه التناقضات المحزنة لحزب الله.. قد نجد تبريرات "موضوعية" لموقف الحركة اتجاه الوضع في سوريا.. منطقيا لابد أن يدعم نصر الله نظام الأسد لأنه سند الحزب في المنطقة بعد إيران، وأي سقوط لهذا النظام يكشف الحركة أمام تحرشات الإسرائيليين والأمريكان وحتى الخليجيين الناقمين على لبنان جبهة تصد أي تهجم على بيروت وضواحيها..
حزب الله أخطأ بارتجالية تدخله في سوريا دون حشد موقف موحد، وضمن اندفاع طائفي ينجر عليه خسران تأييد الملايين من السنة الذين كانوا يعزون موالاتهم للحزب لمواقفه الجهادية ضد اليهود.. ورغم هذا لا يمكننا تقديم رأي نهائي حول حزب الله في الوقت الراهن، لأن الحرب الدائرة في سوريا لم تضع أوزارها لحد اللحظة، ولسنا متأكدين من خلفية كل طرف فيها.. فالنظام وإن كان شديد الرد على المعارضين له، فمن الممكن أن يكون رده مقبولا في عقول الوطنيين الذين يرسمون شكلا واضحا لوجودهم وكينونتهم في وجه المترصدين له.. أما المعارضون الذين يدفعون تكلفة الحرية باهظة، فذنبهم أنهم ينطقون بلسان "أجنبي" مبين، ولهجة عدو قديم..
بقلم / معمر عيساني.


تعليقات

  1. سفيان3/6/13

    أقول للذين يطالبون حزب الله بالخروج من سوريا لماذا خرست ألسنتكم عن عشرات الآلاف من التكفيريين المجرمين الذين يعيثون في سوريا فسادا وبدعم من أنظمة عربية وأجنبية معروفة بولائها التام للصهاينة؟؟؟
    لماذا لاتطالبون تركيا والأردن بغلق حدودها ومنع هؤلاء من تدمير الدولة السورية؟؟؟ أم هو الكيل بمكيالين؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. هذه هي الإزدواجية غير المنطقية التي نراها في سوريا وتأخذنا للتفكير في فكرة المؤامرة..

      حذف
  2. غير معرف3/7/13

    اللهم انصر حزب الله

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم انصر الحق.. وعرفنا على الحق

      حذف
  3. غير معرف11/1/14

    السوريون يطالبون جميع الأجانب بلا استثناء بالخروج من سورية لان هذا يعد احتلالا بقوة السلاح لبلد مستقل.....

    ردحذف
    الردود
    1. نرجو الله تعالى بأن ينزل سكينته على أهل سوريا الأطهار

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة