ما يحدث في ليبيا حرب عصابات ولا علاقة له بالثورة!


تفاقم الوضع بشدة في الأراضي الليبية، وأصبح من الواضح جدا أن الأحداث التي اندلعت منذ أكثر من شهرين في بنغازي وأخواتها، قد تحولت من مشروع ثورة "مُجازة" إلى حرب عصابات قذرة..
اجتهد "الثوار" في صنع هزيمة تاريخية للقذافي، لكنهم لم يقدروا على شيء مما تمنوا.. وأضحوا يتخبطون في برك من الدماء حولت حياة الليبيين إلى مأساة كبيرة، كما لم يُخف نظام "القذاذفة" أية وسيلة بشعة لدحر من سماهم بالجرذان.. لتفتح بذلك حلقات سوداء في مسلسل حرب عصابات لا طائل منها غير الموت والدمار، كتائب القذافي بمرتزقتها وزنادقتها وصناديق الذخيرة وأكياس الفياغرا مزقوا أوصال المجتمع الليبي بين قتيل ومصاب، ومغتصب ومفقود.. وأسوا العالم أن هذا البلد كان له ذات يوم علم أخضر، فأين هو اليوم من اخضراره؟؟
أما الثوار فليسوا من الحق في شيء، بأهدافهم الضبابية واندفاعهم المراهق قد كبدوا البلاد خسائر باهظة، وجعلوا منها عرضة لضربات الأحلاف الغربية وانتهجوا سبل التشكيك في الدول المجاورة، وهموا بانفصال يزيد الوضع خطورة؟؟
 لابد أن الثورة التي كان يحلم بها الليبيون لم تكن يوما بهذا الشكل، أما ما يسمى بالتضحيات فهو محض هراء.. لأن ذهاب نظام عشيرة "القذافي" لن يأتي إلا بمثله في ظل وجود أطراف متنازعة همها الوحيد الوصول إلى السلطة والمتاجرة بآبار النفط، فأي منها يصلح للحكم؟؟ وكلها لا يُلقي للشعب بال، بل تجعله ضريبة لنيل مطالبها.    
بقلم / معمر عيساني