نبوءة الشابي تتحقق: بن علي يهرب.. وينتصر الشعب!
لماذا يحكم العرب رجال لا يمتون بصلة
إلى الرجولة ؟
ما الفرق بين زعمائنا وزعماء الغرب!
التجربة التونسية: عبرة لكل من يريد
أن يعتبر من قادة العرب..
بعد تونس.. الدور على من؟؟
تونس حرة مستقلة
قالها الشاعر التونسي أبو القاسم
الشابي ذات يوم:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
مساء الجمعة 14جانفي 2011م تحرر
الشعب التونسي من حكم الإقطاعي "زين العابدين بن علي"، بعد شهر ساخن من
المواجهات الشرسة بين مدنيين عزل وقوات أمن لعينة مدججة بكل الأسلحة.. معركة حرية
سقط ضحيتها عشرات الأبطال، وانتهت بهروب "بن علي" من الأرض التي حكمها
23سنة، وبداية مرحلة جديدة في تاريخ تونس الخضراء بصفة خاصة، وتاريخ المنطقة
العربية بصفة عامة...
لماذا يحكم العرب رجال لا يمتون
بصلة إلى الرجولة ؟
لقد أصبت بصدمة حقيقية عندما رأيت
مشاهد الطائرة التي أقلت الرئيس التونسي السابق "بن علي" وهو بداخلها
يكاد يموت خوفا من شعب حكمه أكثر من عقدين.. رئيس لم يستطع وضع نهاية مشرفة لحياته
السياسية.. إلا بهروب جبان زاده ذُلا رفض دول أوربا استقباله بأراضيها.. طبعا فدول
تحترم نفسها أعلى من أن تستقبل شبه رجل نذل بهذا الشكل.. والأكثر سوءًا في الأمر
تفكيري المضرج بالحسرة على رجال ونساء حكمهم كائن بمثل هذه السخافة.. لماذا يقع
التونسيون دائما في حكم رئيس إما يصل درجة الشيخوخة فلا يقدر حتى على التحكم في
جهازه البولي، أو ينتهي به المطاف إلى الهروب كالأرانب.. كأنه لا يحمل من صفة
الرجولة إلا ضمير المذكر..
ليست البلية على الشعب التونسي
فقط.. فبالأمس القريب فقط كان الرئيس العراقي "صدام حسين" مسخرة العالم
حينما أخرجه الأمريكان من حفرة قذرة لم يجد غيرها ليضع خاتمة ذات عزة لمشواره
السياسي.. وأكثر منه صور الجندي الأمريكي الذي كان يتفقد فم "صدام" وهو
كالمتشرد المُغمى عليه! ولا ننسى صوره وهو بالملابس الداخلية وإعدامه كالخروف صباح
عيد الأضحى..
ويمكننا أن نضيف حالة الفزع التي
عاشها "سوبرمان" ليبيا "القذافي" حينما هرول إلى أمريكا
وأوربا ليكسب رضاهم درءا لنهاية مشابهة لنهاية "صدام" العراق.. ودعوته
لهم لتفتيش أراضيه إن كان بها أسلحة دمار شامل.. تفتيشا يصل إلى حد فراش
الزوجية..!
ما الفرق بين زعمائنا وزعماء
الغرب!
هؤلاء زعماؤنا.. فأين هم من زعماء
الغرب.. "هتلر"، "ستالين"، "موسوليني"، "ديغول"....
كيف كانت خاتمة كل واحد منهم.. إنها رمز حقيقي للزعامة.. أما شخصيات الكرتون التي
تحكم "قطعان" العرب فلا شرف ولا وجود لها في التاريخ مطلقا.. كيف لا وهي
لا تعبر عن رغبة الشعوب، بل هي ضد رغبتهم واختيارهم..
التجربة التونسية: عبرة لكل من
يريد أن يعتبر من قادة العرب..
لابد أن
معظم قادة الدول العربية مصابون حاليا بموجة من الحزن والكآبة جراء ما حصل بتونس..
فثورة شعب عربي وهروب قائده المزعوم قد تصيب بالعدوى شعوبا أخرى.. لم يكن أحد من
أبواق النخبة أو ذيول المعارضة التونسية أو حتى العربية يتخيل حدوث هذا الفتح
الرباني على يد شباب تونس.. الكل كان يظن أن السياحة والدعارة ملئت رؤوسهم وأنستهم
واقعهم المرير.. ولكن عندما استفاق العملاق هربت الفئران إلى جحورها..
وعليه سترون كثيرين من أصحاب
الفخامة والمعالي ممن سلب حرية وثروات شعبه مُقدما على حركات بهلوانية بغرض امتصاص
أية غضبة شعبية، وسيبادر الأذكياء من هؤلاء القادة بخلق قضايا زائفة لشغل الرأي
العام عن الأهم.. ولن تستحي بعض الأنظمة من شد الوثاق على أعناق المعارضة والنخبة
النزيهة لتكميم أفواهها وكتم صوت الحق فيها..
بعد تونس.. الدور على من؟؟
إذن بعد تونس فليتجهز النظام
المصري للتنحي عن السلطة.. 2011 سنة التغيير في الأنظمة العربية.. لا أشك في قدرة
المعارضة المصرية والأحرار من الشعب المصري على فتح جبهة قوية على نظام عميل منتهي
الصلاحية.. فكل الأدلة وكل الظروف مواتية، فلماذا يرضخ شعب عظيم يمتلك من التاريخ
والعزة ما تنحني له الجباه لرئيس لا يفقه من الشجاعة إلا بيانات الشجب البالية ولا
يمارس من السياسة إلا الخيانة والغش؟؟
بعد تونس.. فلتقم القيامة في
السعودية.. النظام بها لا يعبر عن أية هوية إسلامية.. عمالة سافرة لدول الشرك
وإهمال كبير للمواطنين.. وشيخوخة مبللة للملك المبجل...
بعد تونس الدور على حضرة الملك الأردني..
كفاه اهتماما بملابس زوجته ورحلاتها السياحية والشعب يغرق في غلاء الأسعار..
ويستحي من سوء ما بُشّر به من خيانة أردنية للقضية الفلسطينية..
بعد تونس.. لابد أن تتغير صورة
فلسطين ويُقضى نهائيا على حثالة "فتح" ونجاستها "محمود عباس"
العميل الخائن.. لتتمكن من صنع استقلال حقيقي لها.. وكفانا من مهازل المفاوضات
وخزعبلاتها..
حقا أنا أستبشر خيرا بهذه السنة
المباركة.. حركة غير عادية لدى الشعوب العربية.. حركة ستجعل منا شعوبا محترمة..
فهاهو "براك أوباما" يعرب عن احترامه لقرار الشعب التونسي في استرجاع
حريته.. و فرنسا تُذل "بن علي" وترفض تلويثه لأراضيها وأجوائها بأدران
معاصيه في حق الأبرياء.. أما القائلون بعدم جدوى الثورات الشعبية والمتحججون بحصول
الانفلات الأمني، والتدخل الأجنبي فتلك فزاعة تخيف بها الأنظمة شعوبها.. فالخسائر
موجودة أصلا.. ولن يتم توقيفها إلا بالدم.. ولنا في تاريخ الولايات المتحدة
الأمريكية وأوربا عبرة لأولي الألباب..
لن يقدر أحد على مواجهة إرادة
الشعب.. وتكفي صورة أفراد قوات الأمن التونسي وهي تبكي وتحتضن الشعب تائبة عن كل
ما ارتكبته من انتهاكات بشعة في حقه.. والمعنى واضح جدا...
بقلم / معمر عيساني
وفيما يخص الحالة الجزائرية.. فمن خصوصيتها ما يستدعي التفكير حقا.. فالعنف في هذه الدولة أخذ الشعب جرعة كافية منه.. إذن الحل على شفا حفرة من ثورة شعبية.. لكن أوانها لم يزل بعيدا بل لابد من تأخيرها.. نظرا لحساسيات كثيرة.. منها تعدد القوميات الأمازيغية والشاوية والعربية والتفكير المنقسم بين الفرانكفونية والإسلامية والعروبية..
ردحذفهذه الإضافة فقط لعدم مغالطتي في فهم هذا المقال، والمقال السابق "المظاهرات جعجعة من غير طحين".. أما الباقي فرأيه بأيديكم..