هل تقبل السعودية دعما للثوار ضدها؟

           لا تجد المملكة العربية السعودية حرجا في دعم الثورة ضد النظام السوري، وتحشد لذلك إمكانياتها الإعلامية والسياسية والمالية وحتى الشرعية، وتجعل من بشار الأسد كبش الفداء لإيقاف المشروع الشيعي الزاحف على الخليج بدءا من البحرين ولبنان، وهي بذلك تتزعم حملة تمويل كبير لتسليح المعارضة وتقوية شوكتها في وجه البعثيين.



منذ البداية زكـّت السعودية المعارضة السورية وجعلت لها منابر للدعم والإفتاء بوجوب نصرتها وحرمة الولاء لبشار الأسد بخلفية إيديولوجية محلها الوقيعة بين السنة والشيعة وسائر الطوائف على أرض الشام.. وهنا توالت الفتاوى والرؤى الدينية للوضع هناك، وكلها تصب في ربط مواجهة النظام السوري بمواجهة مُجملة للمد الشيعي الآتي من إيران.
ربما كانت درعا منطلقا للثورة بنسيم من الربيع العربي، ورغبة في الحرية، ولكنها بمرور الأشهر أصبحت مستنقعا لتصفية الحسابات الإقليمية والطائفية، وتناقضا صريحا من بعض الدول العربية في شأن الثورة ومفهومها الحقيقي..
الثورات الشعبية إنما وجدت لإخراج الحق وتحرر الناس، ولكنها لم تأت بخير في سوريا لحد الآن، وإن قال قائل بسُنة الشعوب في طول مدة الثورات وتأخر ثمارها الآتية.. نقول بصحة ذلك لو كان أساسها صائبا، ولكن في سوريا لم يعد من الثورة إلا الاسم، وكل المقاصد منها طائفي واستثمار أجنبي لحالة الحرب الأهلية هناك، وفرصة لتصفية الحسابات الإقليمية العالقة..
السعودية في غمرة الربيع العربي العام 2011م، منعت جميع أنواع الاحتجاج والتجمهر في الساحات بعدد من المناطق في المملكة، لتغلق أفواه المعارضين بتغيير الحكم الوراثي الملكي، أما آل سعود بدون حياء يُبيحون للآخرين في سوريا وغيرها تغيير نظامهم، أليس تناقضا؟؟
حسنا ماذا لو تمكن المعارضون في الرياض أو جدة من إشعال ثورة شعبية، هل يقبل النظام لحظتها الدعم الخارجي للثائرين؟ بالمقابل، كيف ستواجه السعودية هؤلاء المنقلبين على النظام، بالتفاوض أم بالمواجهة الأمنية؟ وأمريكا هل ستغير زاوية التعامل مع آل سعود، وتمدّ يَد العون للمعارضين؟ أم أنها ستبقى في سياسة دعمها الحالية؟
أخيرا نؤكد على طبيعة ما تقوم به السعودية، فأي دولة تسعى لتحقيق مصالحها الإقليمية، ولكن عندما تكون المصلحة على حساب شعب بأكمله، ومتاجرة بالدم والدين، وتقفي لرواسب الطائفية، فهذا ما لا نقبله من بلاد الحرمين الشريفين..
بقلم / معمر عيساني. 

تعليقات

  1. سفيان30/5/13

    النظام السعودي يستند على الوهابية كرئة أساسية لإمداده بالأوكسجين الكافي ليستمر في الحياة فشيوخ الوهابية يفتون بحرمة المظاهرات في السعودية وحرموا حتى المظاهرات التي خرجت في بلداننا العربية مساندة لأهلنا في غزة بل وحرموا حتى الجهاد في فلسطين وفي العراق وأفتى كبيرهم بأنه يجوز عقد صلح مؤقت أو دائم مع الصهاينة.
    ومن جانب آخر يفتون بالجهاد في سوريا!!!

    ردحذف
    الردود
    1. حرام علينا حلال عليهم..
      أصلا هم لا يؤمنون لا بديمقراطية ولا ملوخية فقط إملاءات خارجية لكسب مصالح وامتيازات جديدة في حكم القطعان العربية..

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة