في رمضان: رسول الله يزور الشلف!
لم يكن رمضان يوما لـ"القلب اللوز"
و"الزلابية" وكل تلك المشتريات التي يُسابق فيها الناس بعضهم بعضا عشية
كل يوم وصبيحته.. دخلنا خندق "اللهيط" وحشرنا أنفسنا في طابور أعمى خلف
طاولات الباعة ومحلاتهم.. وكلنا "يقين" بأننا في أحسن استحضار لقيم
رمضان.. ونتناسى أننا محض أفواه تفتقر لأدنى نسبة من الوعي بمكانة الشهر الفضيل
وحقيقته التعبدية!
تخيل معي محفل الملائكة وهم ساعون في الأرض لشوارع الشلف
وضواحيها، تخيّل أن "جبريل" أمين الوحي يرى "زنقة زواوة" وحشد
النساء بها دون لباس محتشم ولا تحفّظ على الاختلاط مع الرجال في جميع تلك المحلات
والأسواق "الليلية"، تخيّل رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، يشْرِف
على سوق "بن سونة" ليجد الورع مُداسًا بأرجل باعة الخضر واللحوم الذين
لا يرقبون في مواطن إلاّ ولا ذمّة، أسعار مرتفعة وغش مبطّن وما خفي أعظم.
تخيل معي رسولنا الحبيب يصل إلى الحديقة العمومية قبالة
مديرية التربية وفي "ساحة التضامن" ليقف على الكمّ الهائل من
"الترنديف" لشباب وبنات لا يعرفون من الصوم إلا الجوع.. تخيل الحبيب
المصطفى يصل ورشات البناء وإصلاح الطرقات في طول الولاية وعرضها ليجد صيام عمّالها
قد طال الإنجاز مثلما ابتدأ بالطعام فإما نيام وإما متكئون على فرش بطائنها من
حشيش أو أكوام تراب.. تخيل معي حضرة النبي الكريم في إداراتنا يرى التقاعس في أداء
المهام والهمز واللمز والإدبار عن المكوث لقضاء مصالح الناس كل حين..
تخيل أن كل ما قرأته الآن مضمون خطبة جمعة ستخرج منها
لتجد أن ما قاله الإمام ماثل أمامك لا تستطيع طولا أن تغيّره ولا أن تجتنبه، بل
تُسهِم فيه بإرادتك مستسلما للظروف، تخيل أن هذا يعني أمرا واحدا لا غير: أنك لم
تحقق من دينك العظيم إلا القميص الأبيض والمسك والجلوس إلى مائدة الإفطار
والاجتماع بخلانك وقت التراويح!
بقلم / معمر عيساني
اعوذ بالله ...ڨاااااع ما صبتو شا تڨولو !!؟ الله يهدينا...ما ڨلت مكة ..اليمن...العراق...جيت لدزاير ..كون جينا مسڨمين نأمن
ردحذف