ليالي رمضان والعتق من النار


كنا نسارع كل ليلة لنعمر مساجد الله، نصلي ونذكر مولانا ونتمثل جميع الروحانيات التي جعلها الوعاظ وقفا على الشهر الفضيل.. وها نحن في إدبار عنه لا يسعنا إلا أن نمني أنفسنا بلقائه العام المقبل إن شاء الله بأفضل حال.. وإن تولى رمضان نسائل أفئدتنا عن صيامنا وأجرنا وإن كنا من العتقاء المبعدين عن النار الماكثين في رحمات الله عز وجل.. وبين هذا وذاك نصارح بعضنا بما جاوزنا به الحد، وفرطنا فيه لغاية الصد، كأننا منه عَمُون، وعن الحق غافلون.

في الوقت الذي كانت تزدان فيه باحات المساجد بصفوف المصلين، كانت الشوارع والمراكز التجارية تمتلئ عن بكرة أبيها بأكوام من النساء همهن شراء الملبس والحلوى، وهن يحملن من الفتنة ألف بلوى.. وكما يحمل الليل بظلمته شجونا وهمسات خفية فإن لضعاف الأنفس نوايا، ولمن جاهد نفسه هموما ورزايا.
كان الأولى بمن يقصد صلاة التراويح أن يمنع بناته وزوجته عن انتهاك حرمة رمضان جهارا نهارا وليلا.. أعتقد أنه من التناقض المفزع أن تجد الرجل بقميصه الأبيض يزاحم في الصفوف الأولى خلف الإمام، ونساؤه تزاحم الرجال في المواصلات والطرقات؟؟ ضاربين عرض الحائط كل حرمة للشهر الفضيل.. بل كأنما جُعل رمضان فرصة للابتذال والاختلاط.
لا ينكر أحدنا كثرة الهرج والمرج المؤنث في مدننا أيام رمضان ولياليه.. فكل النساء يخرجن ويَسِـحن في الأرض فسادا.. منهن من تجذبك بعطرها، والأخرى بلباسها الضيق فالقصير ربما "غائب عن العمل في رمضان"، ومنهن من تقتلك بصوتها الرقيق القاتل، وكلهن يتسلحن بنظرات ماجنة تدعو لأن تقبل ولا تدبر.. فأي صيام بعد هذا يُحدِثون؟؟
نؤكد هاهنا على أننا لا نهول من الأمر.. ولكن فتيات كثيرات يستغلن فرصة التراويح للترويج لأنفسهن بطريقة على الأقل "دينية" بعد الانتهاء من أداء الصلاة، فيخرجن من المساجد وكأنهن كن في جلسات نسائية بملابس يجدر بهن ألا يلبسنها إلا في أروقة منازلهن ليلا.. وترون بالتأكيد تلك الفتن المارة بجانب بيوت الله والليل يرسف بهواجسه السيئة...  
الأفظع من هذا، تقوم بعض الماكرات بالتحجج بأداء التراويح، وهي تلتقي عشيقها.. فكم من حزب يتدارسانه برواية لم تثبت في كتب الأولين؟؟ بل إن من الساقطات من تفرح بتدين أبيها وإخوتها وتدعو لهم الثبات ولزوم المساجد بكرة وأصيلا، لا لشيء إلا لفتح المجال واااسعا أمام من تهوى للقائه تحت شرفة النافذة، وربما في الغرفة ولو بعد حين.. وذويها في الصلاة قائمون، وهي لا تقوم إلا سجودا أو ركوعا بإمام فاسق؟؟ واأسفاه عليك يا رمضان كيف كنت وكيف صرت بين المسلمين؟؟
أي عتق من النار سنأمله والفسق بات قاب قوسين أو أدنى محل العيش بأكمله.. أي عتق والنساء لا تبرح منكرا إلا أتينه، علاقات محرمة، مكالمات هاتفية ساخنة، خيانات لقاءات ماجنة، جلسات في متابعة مسلسلات فاسدة، والغيبة والنميمة تملأ الباقي..
وأي عتق من النار، ورمضان بات فرصة للتجار للاحتكار ورفع الأسعار في وجه المغبونين والفقراء، ولم يعد من دروس الشهر الكريم في الرحمة إلا حكايات الجدات وخرافات الأغبياء.. أي عتق والصوم في عرفنا كإضراب عن الطعام، نبلغ به ثلاثين يوما.. من التخمة والسهر والسمر ونسيان حقيقة هذه العبادة المباركة في ديننا الحنيف؟؟
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. سفيان21/8/12

    اللهم أصلح حالنا واجعلنا من عبادك المؤمنين

    ردحذف
  2. اللهم آمين
    حتى رمضان ولم نرتح فيه من لهيب الفتن والشهوات

    ردحذف
  3. سفيان29/8/12

    هذا لأن رمضان صار عند الناس مجرد عادة توارثوها والسلام

    ردحذف
  4. وشتان بين العبادات وما كان في الدين من العادات..

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة