في المولد النبوي.. يغضب النبي!
حبانا الله عز
وجل هذه الأيام بذكرى مولد خير الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.. ومع
هذه المناسبة الكونية بدأ كثير من المسلمين في الاحتفال، ونشط الوعاظ في سَنّ
ألسنتهم لفتح ملفات السيرة النبوية،
والتذكير بما نسي منها، غير أن الجو قد اختلف كثيرا عما سبق من قرون.. والنفس بها هلع غير مألوف.. واكفهرت السماء بدخان.. فهل اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة يعمهون..؟؟
والتذكير بما نسي منها، غير أن الجو قد اختلف كثيرا عما سبق من قرون.. والنفس بها هلع غير مألوف.. واكفهرت السماء بدخان.. فهل اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة يعمهون..؟؟
لابد أن
الألعاب النارية والمفرقعات التي يتنافس الصغار والمراهقون في تفجيرها، جعلت
السماء في غلّ من دخان ما يصنعون.. كأنها الساعة حلت والناس يضحكون! مقالب
ومفرقعات لتخويف النساء، والناس الآمنة.. حقا أصبح المولد النبوي فرصة لتشفي أعداء
الإسلام فينا.. ومجالا لسخريتهم مما نفعل دون وعي..
كان من
المفترض أن تكون المناسبة لتجديد العهد مع الحبيب المصطفى.. ومحاسبة النفس على تقصيرها
في العمل بسنته الكريمة، وتثبيت قرارها على ما استطاعت نيله من جناه.. وحثها على
السير في السبيل القويم المستنير بهداه.. ولكن الواقع مؤسف للغاية.. بدع وتقاليد
اجتماعية ما أنزل الله بها من سلطان، جعلها الناس من الدين، وأغفلوا بها حقيقة
وجوهر ذكرى مولد خاتم الأنبياء والرسل..
كان أكثر غضب
الرسول صلى الله عليه وسلم في مواضع الدين والأخذ بالطريق الرشيد.. وما أحسب أفعال
السذج وأهل السفاهة في شوارعنا ـ أيام المولد ـ، إلا مما يغضب رسولنا الكريم.. في
كل بقعة من بلاد المسلمين جعلوا للمناسبة شعائر ابتدعوها لإشباع جهلهم.. كلها تصب
في عقيدة استهلاكية تنافي التوحيد والتحلي بصفات النبي..
وفوق هذا يزيد
في كل عام جفا الناس عن منهاج الرسول الكريم، وينسلخ المُسَمّون بالمسلمين عن
هويتهم، فلا مُعاملات صادقة ولا أمانة ولا عهد ولا عمل ينفع الخـَـلق في الرجال،
وأما النساء فعُـري وخلاعة وفسق وسبيل للزنا.. وأما العلماء فقد قاربوا العملاء
بصمتهم، واهتمامهم بنواقض الوضوء ومستحباته، في الوقت الذي تضيع فيه الأمة وتسري
بمهب الريح.. وهم لا يفعلون ولا يقولون، بل وعلى أنفسهم وبطونهم يلهثون..
مجتمع لم يعد
لكثير من منتسبي الدين فيه من هوية حقة، يمكنك مناداتهم بها.. شباب وفتيات يلبسن
ملابس اليهود والشواذ، ويتحدثون ليس بلغة تنافي العربية.. فهذا قد كان سابقا.. بل
بمعان تنافي "الآدمية" حتى نتجاوز قولنا: تنافي الإسلام.. جيران لم يعد
لهم معنى إلا المشاركة في العمارة أو الشارع... أقارب لم يتركوا لصلة الرحم إلا
صفحات في الدفتر العائلي..، حلال.. آآآآآه على هذه الكلمة المسكينة.. لم يعد لها
من أثر.. لا في أموال الأغنياء، ولا موائد المتخمين، ولا ملابس المكتسين، ولا
سيارات الراكبين، ولا محلات ومصانع المتاجرين.. ولا في ضمائر السياسيين
والمسؤولين..
إذن من منا سيُصدق
أكذوبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي.. ناهيك عن صوم رمضان والصلاة والحج... ومن
خلفهم قرآن يلعن المنافقين.. أنا لا أوزع صكوك الغفران.. ولا أكتب أسماء أهل الجنة
في عليين.. فقط أدعو الله عز وجل ألا أكون من بين هؤلاء القوم المذكورين..
غفر الله لي
ولكم.. وهدانا إلى صراطه المستقيم.. ووقانا عذاب السموم، وأدخلنا جنته يوم لا ينفع
مال ولا بنون..
معمر عيساني
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..