الأقوال الراجحة في الملابس الفاضحة

ملابس بنات اليوم تكشف أكثر مما تستر.. لا بأس فجميعنا يعرف هذا، لكنني أردت البحث في أسباب انتشار هذا النمط من الألبسة المعتمد على "الفيزون" و"السروال السْليم" بصفة عامة، وكل ما ضاق من الحجاب والعباءة و"الملاية"... فمن غير المعقول أن ترى جميع الفتيات يأخذن نفس الصورة والشكل، وكأنما هو زيّ رسمي اتفق عليه منتسبو هذا الجيل، ليُلغوا كل ما حافظ عليه الأسلاف من احتشام وعفاف.

يبرّر أحد المشتغلين في بيع الملابس النسوية اعتماد الفتيات على ارتداء الملابس الضيقة بغلاء الأسعار، إذ أن الفتاة الجامعية بالأخص والتي لم تحصل على دخل ماديّ بعد، تشتري حجابا ضيقا من البداية حتى لا تضطر لشراء سروال أو غيره مما يجذب الأنظار، وبهذا تحافظ على بريقها وسط الحشود دون تكلفة باهضة. ولكن المشكلة التي تناساها صديقنا أن الفتيات كلهن حتى أولئك اللواتي يملكن المال يلبسن نفس "الفضيحة".
فتاة أخرى تعتقد أن السبب الرئيس لارتداء هذه الألبسة الضيقة، المنافَسة الشرسة بين البنات أنفسهن دون النظر إلى أن ما يفعلنه "يَهُمّ" أبصار الشباب، فكل واحدة ترغب في أن تظهر أفضل من صديقاتها، دون احتساب للإغراء الذي يتسببن فيه لدى الشباب الجامح، في المقابل أنا متأكد من أن كل واحدة منهن تعرف أثر فتنتها على الرجال أكثر من معرفتها بأثر المطر على الأرض.
رأي آخر وهو من عالمهن كذلك، يرى أن عددا من اللواتي يتجرأن على ارتداء "الضيق" لا يفقهن معنى اللباس الشرعي، فيفعلن ما يفعلن دون قصد وجهلا بأحكام الدين، ولا يعرفن أن بروز مؤخرة المرأة أو صدرها يثير الرجل، ولكن هذا الكلام لا يتماشى إلا مع رائدات "الدروشة"، ثم إن الثقافة الدينية منتشرة في زماننا أكثر مما سبق، ولا يُعذر بالجهل إلا ذو الخبَل.
أحد المشاركين برأيه يقول إن تقليد الفتاة لغيرها هو دافعها الأول للتبرّج، فهي وجدت أمامها الجميع يلبس الضيق والقصير، في البيت والشارع والمدرسة والتلفزيون، فلن تستطيع المُروق عن هذا "العُرف" السائد، ولكن البلوى بهذا الاعتقاد ستزيد كل حين، ولن نستطيع فعل شيء إلا الجلوس مكتوفي الأيدي في انتظار المزيد من المقلدين والمقلدات.
وعلى عكس جميع الآراء السابقة يعتقد البعض أن اللباس حرية شخصية، ولا يمكن له أن يتسبب في خدش الحياء، ومن يتأثر بزينة المرأة من الرجال غير سويّ ويقترب من الحيوانية! بمعنى أن المرأة إن تعرّت فلا ضير في ذلك مطلقا، فأوربا وأمريكا تجاوزوا هذه العُقد منذ زمن، ومجرد الكلام عنها نوع من التخلف. ولكننا ننبه أصحاب هذا الرأي بأن الأوربيين والأمريكان الذين يخيفوننا بهم كل ساعة هم ذاتهم كانوا يلبسون "الحجاب" المسيحي، ويرفضون كل تبرّج أو إغراء بدايات القرن الماضي "ق20م"! وكتبُ الاجتماع والتاريخ غنية بالشواهد لمن يريد أن يبحث.
في النهاية، يمكننا اختتام هذا الجدال بقول فصل من المولى عز وجل: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" /النساء:65/.. فإذا ما تخاصم الناس في قضية ما، لابد أن يرجعوا في حكمها إلى الشرع، وهو "قال الله" و"قال الرسول"، فيأخذون بالرأي والحكم دون ريبة، ولا يجدون في أنفسهم حرجا من هذا القضاء ولا مناقشة.
أما الحكم فهو ضرورة الاحتشام وارتداء كل ما لا يصف الجسم وأعضاءه ولا يشفّ فيكشف المستور مهما كان، دون اختلاط النساء بالرجال فعلا أو قولا، مع السمع والطاعة للزوج، واجتناب دواعي الفتنة والافتتان بالآخر، وغض البصر، والحرص على ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم في سائر شؤون الحياة ويومياتها.. ويمكن لكل امرأة شريفة أن تتطلع على خير ما يصونها من خلال أقوال العلماء وأحكام الدين هنا على شبكة الإنترنت أو القنوات الدينية الملتزمة حقا. ولا يخفى العوج من الاستقامة على أحد إلا الأعمى وعبد الهوى.

بقلم / معمر عيساني.

اقرأ أيضا:

الدعارة في بلاد المسلمين..!

أبناء "فالنتين" يزورون مكة

عندما يصبح "الحجاب" تسويقا لناقصات الشرف!

قصة معبرة من ليلة ماجنة في رأس السنة

التأخر والمؤخرة، وحديث عن المقدمة..

ماذا تعرف عن التحرش الجنسي في الحرم المكي؟

القافلة تسير والكلاب تزني

الصيف والعطلة، فرصة للتعري والفاحشة.

تعليقات

  1. غير معرف4/5/15

    أنا حقيقة لا أرتدي اللباس الشرعي لأسباب كثيرة...منها أني اردد في ذهني بأني سابدوكبيرة في الحجاب .رغم انني وضعته بقناعة ولم يرغمني أي أحد .اطب الهداية من الله عز وجل لي ولجميع المسلمات وشكرا ..تلميذة الاستاذ لعرج معمر

    ردحذف
    الردود
    1. نسأل الله تعالى الهداية لنا ولجميع الأخوات والإخوة.. بالمناسبة طريق الهداية سهل جدا فقط لنبدأ خطواتنا الأولى وسيتغير كل شيء ليصبح أجمل وأروع :)
      ومرحبا بك تلميذة الصديق لعرج..

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة