الدعارة في بلاد المسلمين..!

          قبل حوالي 7 سنوات،600 شاب يمارس الجنس مع 20 فتاة خلال 4 ساعات فقط، في منزلين متقابلين على شارع عام.. فيديو يصور الواقعة بمدينة "بني ملال" المغربية، ظهيرة يوم الـ13 من جويلية 2008م، حيث تظهر مجموعة من العاهرات يقطعن سبيل المارة من شباب وحتى قصّر، لإرغامهم على ممارسة الجنس بـ 30 درهم للمعاشرة الواحدة.. مشهد يلخص واقع الدعارة في البلاد الإسلامية، من المؤكد أنه ازداد قتامة نهاية الـ2014، ليشكل حالة من الانفصام الديني والاجتماعي، ضمن منظومة من الفساد الذي استفحل بجميع نواحي حياتنا اليومية.

عذرا على صلابة المقدمة، والدخول مباشرة في واقع مأساوي تعيشه مجتمعاتنا العربية من الخليج إلى المحيط.. طبعا هؤلاء القوم ليسوا بمعزل عن العالم الذي يعيش عصرا ذهبيا للغريزة وإتيان الشهوات دون حاجز.. ولكن كان من المفترض أن يكون لسِمة العروبة الممتزجة بالإسلام أثر على هذه المجتمعات.. ولكن؟؟
 في الجزائر.. لم تجد السلطات الرسمية حرجا في فتح بيوت دعارة مرخصة في ولايات سكيكدة وسيدي بلعباس، وقسنطينة وبشار، وولايات أخرى.. وكان دافع النظام مرتبطا بالجيش لتنفيس "كُرُبَاتِه"، ورفع الروح المعنوية لعناصره، نتيجة بعدهم عن عائلاتهم وشدة الضغظ عليهم حين تأدية المهام خاصة في محاربة الإرهاب والصحراء، كما أن أصحاب الأموال لم يتوانوا في تحويل ولايات بأكملها إلى ملاهي ليلية وبيوت للرذيلة في وهران وعين مليلة والبيض والقائمة مفتوحة.. هؤلاء وجدوا الإقامات الجامعية مصدرا لا ينضب لعارضات الأجساد، فبرعوا في تسويق الفتيات اللاتي تركن بيوتهن لطلب العلم، ليصبحن طالبات هوى بأبخس الأثمان، كثيرات منهن يعملن في الخفاء، ويتزوجن في النهاية كبقية الفتيات الشريفات، ومن كُشِف أمرها، جعلت الشارع وأوكار الدعارة مأوى لها حتى الموت.
سكان منطقة تيشي في بجاية ينتفضون ضد بيوت الدعارة
مصر.. أصبحت قبلة أهل الشبقية والشذوذ... وأصبحت السياحة مرادفا حقيقيا للجنس والمتعة اللامنتهية.. فنادق وشواطئ، وأجهزة أمن، وخدمات راقية لجذب السياح وإقناعهم بالمذاق الأصيل للحم المصريات في العريش ومرسى مطروح، وشرم الشيخ، ولا ننسى القاهرة.. بل إن البلد أصبح منتجا للأفلام الإباحية الداعية إلى الرذيلة عَلناً.. وبات النظام المصري راعيا لهذه السياسة الخليعة، وداعما لها، في إطار التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني، وتحول الرقص الشرقي رمزا متعارفا عليه للعرض مقابل الطلب.
المشكلة في الحالة المصرية، هي اعتماد عائلات بأكملها على مدخول بناتها من عهرهن لتلبية المصاريف اليومية، فأصبح الرقص وليالي الفندقة والملاهي والارتماء في حجور الخليجيين، نوعا من العمل "الشريف" الذي لا يرى به أولياء البنات فيه أي إشكال، بل يشجعوهن على ذلك، وقد نجح برنامج "الراقصة" على قناة "القاهرة والناس" في إنجاح هذه "العقيدة" الجنسية المبطنة بمسميات الفن والإبداع.
تونس.. وما فعله نظام "بن علي" في السابق.. شوارع بأكملها للدعارة، متعارف عليها وتستقطب أغلب سكان دول المغرب العربي، وحتى دول المشرق، مع استقبال خاص للسياح الأجانب. استيراد "هستيري" للبغايا من أوربا ودول مجاورة.. مع دعم للأسعار حتى يتسنى للجميع تجربة اللحم المتعدد الثقافات.. في العاصمة والحمامات، ونابل، وسوسة، والمنستير، وجربة، وجرجيس، وبنزرت وطبرقة.. جميعها خلط السياحة بالجنس.. ربما تناقص نشاط هذه الأحياء خلال فترة حكم "النهضة" والحراك السلفي في البلاد وموجة العنف والإرهاب، لكن سماسرة الرقيق، عادوا لتجديد نشاطهم، مع حالة الانقلاب الشعبي على الحكومات الإسلامية، كما كان الحال في مصر بين "السيسي" و"الإخوان"، تكرر في الانتخابات الأخيرة من نوفمبر 2014 بتونس، ليبسط الفساد قدمه مرة أخرى.
المغرب.. من أكثر دول العالم دخلا في قطاع "الدعارة"، لدرجة أن البعض قد يستسيغ تشريع هذه "المهنة" ضمن الدستور، كل الأعراف والتقاليد الأخلاقية تغيرت هناك، بدءاً بمقاييس الجمال، التي أصبحت مناسبة للعلاقات المحرمة، إذ أصبح الجمال المغربي مركزا على حجم المؤخرة وكِبرها، ما يدعم الاتجاه الشاذ، ضمن سوق تستقطب أهل الخليج بكثرة، كما أنهم لا يبخلون في "ابتعاث" عدد غير منتهٍ من المومسات جبرا أو اختيارا، للعمل في بيوت الدعارة السرية في دبي وأبوظبي والرياض ومدن أخرى في الخليج، السياسة وفي إطار صورة نمطية عن المغرب، هي نوع من أنواع الإشباع الجنسي لكل وافد للبلد، وهو ما يُمرّر عبر وسائل الإعلام وأفلام السينما العالمية.
العراق وسوريا، مع تزايد موجات النزوح نتيجة العنف الدائر في البلدين، أصبحتا أكبر مزود للسوق العالمية باللحم الأبيض، عدد كبير من اللاجئات السوريات والعراقيات، حُوّلن قسرا للبغاء في تركيا، وشرق أوربا وغربها، كما أن للمد الشيعي الذي يجيز زواج المتعة ويعتبره من القربات إلى الله، دور في الإخلال ببناء الأسرة السليمة هناك، أما الفقر والحالة الاقتصادية المزرية فله دور في اتخاذ عدد من النسوة "اللاشرف" مهنة لتحصيل قوت يومهن.
الخليجيون ومع الطفرة الكبيرة التي يشهدها اقتصادهم ونموهم التجاري، بات من الطبيعي صرف الملايين لإحياء الليالي الحمراءـ التي تستقطب خيرة نساء العرب الفاسقات، من لبنان ومصر والعراق وسوريا، أما الإيرانيات فهن الأغلى سعرا في السوق، كل هذا حسب الاتجاه العام للحكام هناك من خلال إلهاء الرعية بالملذات، وتفريغ رؤوسهم من كل قضية خدمة للمصالح الأمريكية الإسرائيلية.. لينتهي المشهد ينوع من الشبقية السادية الحيوانية.
سرد مريع ومقزز لِما هو كائن في أرض المسلمين.. صعب جدا تغييره، فالوضع "شمولي" بمعنى أن أية محاولة لإصلاحه لا تعتمد على اتجاه أو قطاع واحد، بل تحتاج عملا مشتركا متوازيا على كافة الأصعدة، مع نية صادقة من السلطات الحاكمة في كل دولة، لإنهاء هذه العبثية اللاأخلاقية، ولن يكون هذا إلا ضمن نهضة مُجمَلة، تبدأ من التعليم وتصل إلى التوعية الدينية والاجتماعية والإعلامية، طبعا لن نبدأ هذا العمل الآن مع هذا الجيل المريض، لأن التنظير سهل أما التطبيق فصعب جدا، يمكننا عقد الآمال على الأجيال القادمة، إذا ما بدأنا ولو بمحاولات فردية، تحييدهم وتهيئة أرضية صالحة لهم، لعلهم يكملون مسيرة الإصلاح بما سيَمُنّ الله عليهم من هدى.
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. هناك أمر مهم أضيفه في نهاية المقال..
    الدعارة المعروفة بأماكنها النتنة القذرة أصبحت الآن متاحة في بيوت الشرف.. نساء بمكانتهن يخنّ أهاليهن ويفتحن فروجهن للعاشقين.. الهاتف والنت وأماكن العمل كلها تجمع الرجال بالنساء والاختلاط يأتي بما لا يتركك مظطرا لزيارة بيوت الدعارة..
    أخشى أن تحتج العاهرات يوما على مزاحمة بنات العائلات لهن في كسب قوتهن :/

    ردحذف
  2. سالم محمد21/11/14

    يقول : حين أعجبت بزوجتي ، كانت في نظري
    كأن الله لم يخلق مثلها في العالم !..
    ولما خطبتها : رأيت الكثيرين مثلها
    ولما تزوجتها : رأيت الكثيرين أجمل منها
    فلما مضت بضعة أعوام على زواجنا رأيت أن :
    كلُّ النَسَاءِ أحْلَى مِنْ زَوجَتِي !
    ،
    فقال الحكيم : أو أخبرك بما هو أدهى من ذلك وأمرّ ؟!
    قال الرجل : بلى !
    فقال الحكيم : ولو أنك تزوجت كل نساء العالمين ..
    لرأيتَ الكلاب الضالة في شوارع المناطق الشعبية؛
    أجمل من كلّ نساء العالمين !!
    ،
    قال الرجل: لماذا تقول ذلك ؟
    فقال الحكيم :
    لأن المشكلة ليست في زوجتك!
    المشكلة أن الإنسان إذا أوتي قلباً طمّاعاً، وبصراً زائغاً،
    وخلا من الحياء من الله ؛ فإنه لا يمكن أن يملأ عينه إلا تراب مقبرته ..
    ،
    يا رجل ! مشكلتك أنك لا تغضّ بصرك عما حرّم الله
    أتريد شيئاً ترجع به امرأتك إلى سالف عهدها (أجمل نساء العالم) ؟
    قال الرجل : نعم ..
    فقال الحكيم : اغضض بصرك ..
    قال تعالى :
    قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ
    ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [ سورة الــنــور]

    ردحذف
    الردود
    1. معك حق أخي سالم
      إضافتك قيمة جدا وتجعل كل مقبل على الزنا في حال من التفكير والتدبر..
      شكرا جزيلا لك

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة