الصيف والعطلة، فرصة للتعري والفاحشة..


اشتدت الحرارة، واشتدت النشوة إلى البحر وعنفوان أمواجه.. وعادت من جديد شواطئه الذهبية لاحتضان خيم المصطافين وتسجيل يوميات استجمامهم.. ولكن مع كل هذا ستنطلق عروض اللحوم بأنواعها، وسيعبر كل مصطاف عن مكبوتاته الدفينة، لتترجم هذه المواعيد بسلوكيات غير واعية تحت عنوان مفبرك اسمه "أنا في البحر؟؟"
ككل موسم بدأ الناس في الذهاب إلى مختلف الشواطئ سواء في الجزائر أو سائر الدول الأخرى، منتهزين فرصة العطلة للترفيه والتجوال.. وللأسف يتجرأ الكثيرون على فعل ما كانوا يستحون منه حتى في أحيائهم التي يقطنون بها، فيتعرّون كلية إلا من الملابس الداخلية، ويصولون ويجولون أمام مرأى الغرباء دون أدنى حياء.. والأعجب أن النساء اللواتي كن بالأمس القريب يلبسن ملابس تستر 50% على الأقل من جلودهن، أصبحن في 5% فقط؟ أو أدنى من ذلك؟؟ والمثير أن الظاهرة لدى البعض أصبحت أكثر من العادي، إذا ما وجدتَ امرأة لا تغطي من جسدها إلا فتحتي الفرج الأمامي والخلفي، والحَلَمَتين فقط من الصدر! وكأنهم يسخرون منك؟؟

زار أحدهم صديقه في البيت بعد انقضاء العطلة الصيفية، فقامت ابنته بضيافته، فنظر مستغربا إلى والدها وقال له: لِمَ لَمْ تأت ابنتك بالملابس الداخلية التي كانت ترديها منذ أسبوع؟؟ فملأ الغضب وجه الرجل.. وكأنه ليس الذي كان بجنبها وهي مستلقية على ظهرها وكل تضاريس جسدها في عيون الجوعى...
"المايوه" بمسمياته الكثيرة ومختلف أشكال "بهدلاته" التي ترتديها النساء على شاطئ البحر، أصبح "أسلوبا" للعري الفضيع الذي يجعل من تلك الشواطئ مرتعا للفاحشة والدعارة.. فمن غير المعقول أن ترى المرأةَ هناك وهي عارية تماما.. ـ إذ أنها في النهاية لا تستر إلا ثغري الفرج وشيء يسير من الأثداء ـ ثم تقول أن هذه المرأة شريفة.. وهي وإن كانت حتى أكثر عذرية من المتجلببات، لا تساوي عند "العاقلين" قشرة بصل مرمية بمقلب النفايات.. عذرا إذا ما كانت كلماتي لاذعة.. فهي قد لا تعبر عن نظرتي لهذه الفئة الضالة.. فهؤلاء النسوة هن ضحايا ظروف لا غير..

نعم.. فظاهرة التعري بشواطئ الدول العربية لم تكن بهذا الشكل الواسع منذ عقود.. بل كانت محصورة في مناطق معينة من مصر ولبنان، لتصيب العدوى كل العرب، ويصبح الصيف موسما ناجحا للزنا..  
الأسباب موجودة، وأولها: عودة المهاجرين العرب المقيمين بالدول الغربية.. حيث يأتون بثقافة مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا، فيسمحون لأنفسهم بفعل كل المخالفات دون تفكير في الدين أو "الاستحياء الاجتماعي"، وهو ما يُظهره السياح الأجانب أيضا بزياراتهم، ضمن سياسة "محلية" مقصودة لإشباع رغباتهم وتوفير بيئة للرذيلة تشجعهم على العودة للسياحة كل سنة، كما هو الحال بالأخص في مصر ولبنان وتونس .. زيادة على هذا لعب الإعلام المائع دورا هاما في ترويج ثقافة العري لدى العامة، من خلال الأفلام والمسلسلات التي تدفع السذج إلى الحلم بفرص سانحة للعلاقات الغرامية.. وكذا فيديوهات الفضائح "الواقعية" التي تملأ مواقع الإنترنت والهواتف النقالة.. والتي تروج للحرية وللجنس بعيدا عن أية رقابة.. زِد على هذا سمة العصر الذي نعيش فيه، والمعكر برائحة الجنس ومجون المرأة.. هذا الكائن الذي كان كامنا في معالي الشرف والحفظ.. إلى أن أصبح مبتذلا، مستهلك الأعضاء لكل من يهوى..

واليوم ليس من الغريب تهافت الناس على شواطئٍ بعينها لاحتوائها على مساحات مفتوحة للعُري، فإن كان الصيف للاستجمام لدى البعض.. فآخرون ينتظرون الفرصة لتجديد "معارفهم" بجسد المرأة!! وفي الجزائر تعارف الشباب وحتى الكهول على شواطئ للفساد الأخلاقي في ولايات بعينها اتسخت رمالها بأجساد العارهات، والأفضع وجود شواطئ لا ترتدي فيها النساء شيئا؟؟ ناهيك عن الرجال ـ الذين قد ينزعون جلودهم ويبقون بهياكلهم العظمية فقط ..ههه؟؟ ـ كما هو الحال في ولاية "بجاية".. طبعا الأوضاع ستتعفن أكثر مما نتصور.. وستبلغ إلى حد الشذوذ والخيانات الزوجية الرائجة هذه الأيام.. وصفحات الجرائد الوطنية وحتى العربية ملئ بهذه الأخبار.. فالصيف موسم ناجح كما قلنا للجنس.

إذن ما العمل؟؟ ليس الناس جميعهم مرضى بشهواتهم.. بل إن منهم من يترصد لمروجي الفاحشة، مثلما شهدنا ثورة سكان منطقة القبائل تحت شعار "الشعب يريد رحيل العاهرات" كذلك سكان المناطق الساحلية لن يكون أهالي الولايات الداخلية أشرف منهم، عندما أشعلوا نيران حربهم على عابري أسِرّةِ نسائهم في ولاية "البيض"..
مكافحة ظاهرة الفساد الأخلاقي في شواطئنا تبدأ من بيوتنا عندما نلزم من هم تحت وصايتنا باحترام الغير في الملبس المحتشم والسلوك المحترم .. وبتجنب الشواطئ المشبوهة.. وعدم الإقبال على أي معرض أو فندق أو أي مصلحة خدماتية تجارية تساعد على فعل المحرمات.. ففي هذه المقاطعة إضعاف لمداخيلها المالية وهو ما قد ينتبه إليه مروجو هذه الآفات..
وفي الأخير نذكر أنفسنا بتقوى الله.. فمن يضمن لنفسه العودة لبيته حيًّا وهو قد يموت غرقا في بحر لا يطهره من خبث ما ارتكب في إجازته على ما فيه من ماء؟؟..
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. غير معرف2/1/12

    السلام عليكم ,

    انا أحييك جدا يا اخي معمر

    كلامك معبر جدا وبليغ

    اريد ان اقول بحقك المزيد من العبارات , ولكني لست بمستوى بلاغتك

    صراحة كلامك عبارة عن جواب شافي لناقصين العقل والدين

    واشكرك مرة اخرى

    ردحذف
  2. العفو أخي "غير المعرف"..
    الواقع مر ومر وفيه الضر..
    وأرجو أن يصلح الله حالنا..
    أتمنى أن تشاركنا الرأي المرات القادمة ونحن نعلم هويتك
    ربما كان ردي متأخرا.. ولكن لابأس.. أصلا نحن في موسم اصطياف..

    ردحذف
  3. غير معرف14/8/14

    merci khoya maamar aissani 3la had article okantmana 3la khotna lmosilimin likay3omo bel mayo o b1 bikini ihdihoum rabna 3la tari9 lmosta9im . ra hadak ta3ari kayjib lihoum gher choha

    ردحذف
    الردود
    1. ربي يهدي المسلمين لدينهم حتى يعودوا إليه..
      كل هذه آفات العري من تقليد الغرب للأسف وضعف هويتنا وشخصيتنا

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة