القافلة تسير والكلاب تزني


أصبحت السيارة اليوم سريرا بعجلتين على طرقاتنا وأزقة شوارعنا.. السيارة تسير، ورفيق السائق في المقاعد الخلفية يمارس الجنس مع خليلته بمنتهى الإثارة.. قد تئن عجلات تلك السيارة.. وقد تذرف الأبواب دموعها إذا استغاثت المقاعد وَجَعَ من عليها.. لكن المأساة هناك تصنع مأساة مجتمع بأكمله..
فتح الله على كثيرين من الشباب فرص الثراء واكتساب كماليات الحياة وملذاتها.. منهم من اجتهد بمكر وربما بحرام.. ومنهم من وجد والديه على أكياس من المال تنتظر من يفتحها من الذرية.. وعموما كانت السيارة ضرورة عصر ومظهر.. فأضحى الجميع بسيارته.. أما الذين لم يشتروا فقد سهلت عليهم وكالات كراء السيارات المهمة.. وأي شخص سيختار أفضل الأنواع للتجوال أينما شاء.. إذن اتفقنا على أن السيارة ليست مشكلا.. بل هي أسهل من كثير من الأمور الأخرى..
بعد هذا سنصل إلى شغف الفتيات بالسيارة.. وولعهن بالركوب في آخر طراز يمكن أن يُروَّج في البلاد.. وهن من عدة أصناف.. جامعيات، موظفات، متسكعات، وحتى راغبات....
تكتمل المعادلة.. عرض وطلب.. عرض جاهز من الشباب بل وحتى الشيوخ، بسيارات فخمة تجول وتصول في طول الشوارع وعرضها، أمام الجامعات والثانويات وحتى المتوسطات.. الأسواق والمراكز التجارية غير معفية من هذه التظاهرة "الجنسية".. ويمكن أن نضيف ساحات المقابر والمستشفيات وبعض المصالح والعمارات السكنية.. والبركة بالشباب!
الطلب على أوَجِّهِ، يبطئ السائق سرعته، يراود الفتاة التي ترفع لافتة واضحة تدعو للجنس: سروال ضيق يتلعثم، وربما لباس آخر قصير حد التطرف، مع إظهار "ديمقراطي" لمناطق التوتر "العسكري" بجسدها... يمكنها أن تركب حتى ولو كانت لا تعرف أصلا السائق.. يمكنها أيضا أن تتدلل بعض الشيء قبل ركوب "السرير المتحرك"، وربما تؤجل "المعاشرة" بعد تسخينات عضلية أسفل الحزام عبر الهاتف..
الظاهرة اكتسحت يومياتنا.. ونراها جليا في أكثر الأماكن توافدا للفتيات وأهمها الإقامات الجامعية الخاصة بالبنات، والوسيلة سهلت الفعل الشنيع الذي يرتكبه الشباب وحتى الكهول والشيوخ.. وقد ضُبطت أكثر من حالة في أماكن مختلفة وصلت مشارف المقابر!.. شيوخ في الستينات وفتيات قاصرات.. عموما لمزيد من الوقوف على الكارثة الأخلاقية تصفحوا الجرائد اليومية.. وتعرفون الواقع الذي يغفل عنه كثيرون إما لجهل وإما لديوثة..!؟
فرغم استفحال مأساة انحلال الفتيات وإقدامهن على جرم الزنا دون أي رادع ديني أو اجتماعي.. يصر عدد من الآباء الذين يستحقون كثيرا من علامات الاستفهام والتعجب، على إرسال بناتهم إلى الإقامات الجامعية المعترف بها وطنيا ودوليا أنها بيوت دعارة "5 نجوم".. ما يزيد حتما في اتساع رقعة سوق اللحم الأبيض الرخيس.. فمتى نعي ما يحدث؟؟
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. غير معرف11/6/12

    يا الهي لهوون وصل فينا الأمر العتب على مييين
    على الشب الي ما بيغض البصر
    ولا البنت غير المحتشمة
    أم الأهل الواثقين بأبناءهم

    ردحذف
  2. وما خفي أعظم..
    المجتمع راح في ستين داهية..
    حفظنا الله وستر أهلينا

    ردحذف
  3. غير معرف6/4/13

    الله الله عليك يا أخي كفيت ووفيت بوركت فهذا هو حالنا اليوم نرى المنكر ولا نستطيع فعل أدنى شيئ على الأقل انت أفرغت ما في جعبتك يا أخ العرب الله يحفظك ويعينك وإيانا على فعل الخير

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا.. أخي غير المعرف.. وأرجو الثبات لنا ولكم في الدنيا والآخرة.

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة