بوتفليقة رضي الله عنه...


من السهل شتم الأنظمة وانتقادها ومعارضة سياساتها... ولكن الأصعب إنصافها وذكر محاسنها وسط خصومها ومنتهزي عثراتها... هذا في عرف دولة الحق والقانون.. أما في مزبلة أشباه الرجال فهناك من يُسبّح بحمد النظام ونعمته دون وعي، ولا يَهُمّه أي زعيم يُوَلي وجهه.. فقد يركع اليوم للملك، وقد يسجد غدا لهازم الملك.. فالأمر سيان لديه.. فذروة غايته إدراك الفضل بيد مولاه لا غير..

ولا ضير في رفع القول بوجوب طاعة الولي بأمر الله.. ولو تأَمَّر علينا عبد حبشي..! فأن تكون رئيسا أمر جميل.. ولكن الأجمل أن تكون مرؤوسا!! هذا في حكم "سمعنا وأطعنا".. أكيد أن من الأنذال من أخذها مطية لاستعباد الخلق.. فسخَّر نساء البلد جواريَ له، ورجاله غلمانا وعبيدا.. وما هو في ذلك بسيد ولكنه عبد للجاه وشهوة "الأخذ"..
أما السيد الرئيس حاكم الأمر.. فهو المعطي العاشق لشعبه، المشتاق لذكره بالخير على ألسنة الرعية بكرة وأصيلا من دون وازع ولا وصي.. بل لا يحرك بالمدح لسانه، وما صنعت يداه شاهد على جهده وحسن بلائه، واليوم في جزائرنا.. نسائل أنفسنا: هل نملك هذا القائد الروحي والوطني ؟؟ وهل يُحسِن الجزائريون طاعة ولي الأمر؟؟ أم أنه من الأحكام المعطلة في دين أهل السياسة و"الدمقرطة"؟
"عبد العزيز بوتفليقة" الرئيس الجزائري منذ 1999م، تاريخ محوري في تغير جُل معالم الجزائر وتفاصيلها، مفاهيمها وحتى لغتها.. رجل دار حوله من اللغط الكثير.. واختلف عليه الصغير قبل الكبير.. وحمّلناه من أوزار الماضي والحاضر، ووقائع المكائد والمؤامرات، ما تئن العصبة أولي القوة عن حمله.. فكيف بشيخ بلغ من الكبر عِـتِـيا، ورُد إلى أرذل العمر بعد ثلاث عهدات رئاسية لها وعليها ما يكفي، لنجعل من هذا الشخص رمزا، ولكن أي رمز نريد؟!
سياسات "بوتفليقة" لم تُرضِ الكل ولن تُرضِيَهم.. فما هو إلا رأس نظام قد خلت من قبله الأنظمة،  يسوس أمة شعبها عَصِيّ، في رأس كل فرد منها مشروع وطن.. فما بالك بالطاعة عنده؟؟ وإن كان في خلدك نموذج للدكتاتور الجاثم على الأمة.. فهو نموذج فاشل، أُولى دركاته حرية الأمازيغ.. هؤلاء هم الجزائريون..
المناداة بخلع الرئيس من ترف القول إذا ما اعتبرنا تدهور حاله الصحية.. فهو راحل لا محال، أما العود على بدء.. فمن الفضل مراجعة سجله في قصر الرئاسة.. جُل الانتقادات للرئيس تلهج بمحاباته وتغليبه للنساء على الرجال في بلد "مُذكـّر" الأهواء، وأنا هنا أذكر أمرا واحدا فقط، تذكرون المطلقات اللاتي وَسَمَهُن القاسي والداني بالبغايا.. ألسن بخير اليوم والقانون يكفل لهن سقفا ولقمة عيش نقية..
جميعنا يعرف عنجهية الرجال في التعامل مع الزوجة.. عنف لا يطاق، وأنانية تجعل على كل بنت شفة طلاق ، وإن كان السبب "ملح طعام"، ألا ترون إنصافا في اقتناص قانون الأسرة لدراهم معدودة تكفل عيشة تجافي لفحة الفقر والحاجة، لمطلقة يحكم كثيرون عليها بالفاحشة لمجرد وقوعها ضحية زواج فاشل مع رجل عديم المسؤولية؟؟ أليس ذلك بدافع قوي لجعل المُقبلين على الزواج، أكثر نضجا ووعيا بواقعية بناء بيت أسُسه ثابتة في الأرض وظلال بركات ذريته في السماء..
ـ حسنا.. يمكننا انتقاد أمور أخرى.. كزيادة التمثيل النيابي النسوي مثلا، فما هو إلا مناصب مستحدثة لناقصات الشرف "نظريا".. هذا لإبعاد تهمة التبعية و"التشيات" التي قد يلصقها البعض بي إذا ما قرؤوا هذا المقال..ـ.
وُجُود الرئيس "بوتفليقة" في سدة الحكم، متزامن مع زيادات متتابعة في توزيع السكنات، والمنشآت التعليمية والصحية وغيرها، ولا تقولوا لي أن جميع ما ذكرت هو من حظ أصحاب الجاه و"الرشوة".. فالرئيس مطالب "تقليديا" بتوفير هذه الاحتياجات فقط.. ولكنه غير مطالب بتسييرها.. نعم فالمسؤول الأول عن فشل وصول المحتاجين الأصليين لهذه المنجزات هو الشعب، المستكين لبطون المرتشين، والصامت على انتهاكات السلطات المحلية لحقه، من خلال توزيع هذه المساكن وتسيير المنشآت الخدماتية..
مناصب الشغل ومسابقات التوظيف لا بأس بها.. فهي منطقيا منبثقة عن ازدياد أعداد المنشآت عبر الوطن، كما أن قطع الطريق عنها أمام المستوفين لشروطها والمستحقين لها، هو من تمام ما ذكرناه من زلل الشعب وغفلته عما هو كائن في دهاليز مقار السلطات المحلية المسيرة مباشرة لمصالحه..
حتى ولو تمكنا من الإتيان برئيس آخر لا يأكل الطعام ولا يمشي في الأسواق، وإن كان من أولي العزم.. فلن يتحسّن حال الجزائر أبدا.. مادامت معضلتها أبناؤها المتخاذلين.. الدارئين لرؤوسهم عما يجنيه أباطرة الدوائر والبلديات من مال حرام..
هذا.. وإني لآخذ بيد كل مواطن إن كان هناك حقا بديل للرئيس الحالي.. أ تـُرشحون "لويزة حنون" والأبّهَه "أبو جرة سلطاني" وخردة رؤوس الأحزاب الأخرى؟؟ بالله عليكم ليست الجزائر رخيصة ليحكمها "رويضبة" مثل هؤلاء..
حسنا ـ وبغض النظر عن لمسة الرئيس "بوتفليقة" في وضع شيئ من الاستقرار والأمن في الجزائر بعد عشرية حصدت جميع خيرات البلد ـ أنفي لدى القارئ أي فكرة موالاة للنظام أو حتى معارضة له.. فأنا في منأى عن دنس السياسة ومَخادعها، كل ما أرمي إليه إيصال كلمة حق في رجل أَحَبّـَه ويحبه كثيرون من المواطنين.. كل ما يرونه في سَمته، قصده النبيل في تحسين الجزائر، وحسبه أنه على رأس أكثر من ثلاثين مليون ذهنية واعتقاد وعادات وتقاليد.. تجعل من مهمة الحكم مشروعا فاشلا مُسبقا..
ليست فكرة تشاؤمية، ولا دعوة تحجر سياسي.. وإنما نظرة واقعية على ظروف البلد، للبحث عن سبيل عملي للتغيير.. لا تكفي الانتقادات.. لن نبني أي دولة قوية بالشعارات، ولا بأشباه الرجال.. مصيرنا إكمال المسير، وصنع البديل لا البحث عنه! خلاصنا تدقيق النظر إلى أقرب مكتب لدينا، أول مصلحة إدارية نتوجه إليها.. لا تنظروا بعيدا إلى قصر "المرادية".. ولا تثرثروا عن البرلمان.. ولا تهمسوا بسَوْءَات الدستور..
مكاننا الصحيح في البلدية والدائرة والمصلحة الإدارية الجـوارية، كلامنا مع الوالي و"المير" والـ"شاف دايره".. حجتنا على المنتخبين المحليين، ومسؤولي الأحياء إن كانوا هم أحياءً؟؟ التغيير يبدأ من الأرصفة التي نمشي عليها، وليس البساط الأحمر الذي يمشي عليه الرئيس..
بقلم / معمر عيساني
 

تعليقات

  1. سفيان17/4/12

    ياأخي أنا أوافقك على ماقلته إلا القول بأنه لايوجد شخص آخر غير بوتفليقة فهذا يعتبر سبة للجزائريين .هل عقرت النساء أن يلدن الرجال في بلدنا؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. معك حق.. ولكن في الوقت الراهن لا أرى البديل..
      أين هو البديل يا سفيان؟؟

      حذف
  2. سفيان18/4/12

    ليس كل ماخفي عنك تحكم بانعدامه ياأخي

    ردحذف
  3. حسنا موعدنا سيكون المهدي المنتظر...

    ردحذف
  4. سفيان21/4/12

    ولماذا لاتكون أنت؟؟؟

    ردحذف
  5. سأفكر في الأمر ولما لا؟

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة