كاين منها!


الجزائريون أكثر الناس متابعة للفضائيات العربية والعالمية " كاين منها".. التلفزيون الجزائري أسوء وأتفه وأكثر التلفزيونات تخلفا في القرن الواحد والعشرين "كاين منها".. الموظفون الذين يعبثون في مبنى التلفزيون مشبوهون ـ إلا من رحم ربك ـ وغير منتمين أصلا للمجتمع الجزائري "كاين منها".. وأي فكرة تنتابكم عن هذا التلفزيون فهي "كاين منها"..

"كاين منها" عنوان برنامج تافه على التلفزيون الجزائري يبث قبيل نشرة الأخبار في الثامنة مساء.. البرنامج تقدمه مذيعة أقل ما يقال عنها أنها جد محترمة.. ترتدي أحيانا سراويل تكاد تتمزق أمام الكاميرات.. ناهيك عن تفصيل متقن لجميع الدول الموجودة أسفل حزامها.. كما نقدم لها اعتزازنا بوجود مذيعة مثلها عبر تلفزيوننا الموقر، وافتخارنا بهندسة قوامها وحركاتها التي تبين بشكل "ديمقراطي" سياسة الدولة في دعم الحراك "الجنسي".. أقصد "السياسي" في المرحلة الراهنة..
"كاين منها" سيكون برنامجا من برامج قناة "اقرأ" أو "الرسالة" إذا ما قورن بالدعارة التي تبثها سائر الفضائيات العربية.. لكننا نتساءل فقط أين عفة التلفزيون الجزائري؟؟ هذا التلفزيون الذي جمع بالأمس القريب العائلة وضمن لهم مشاهدة آمنة من أي خدش للحياء..
التلفزيون الجزائري أصبح يبث الآن الأغاني الماجنة، والمسلسلات التركية والهندية وقريبا "الإسرائيلية".. التلفزيون "الوطني" يبث الشتائم الجنسية عبر الهواء مباشرة في لقاءات كرة القدم الوطنية، وكأن قسم الرقابة في إجازة مفتوحة.. طبعا لا يمكننا إغفال العمل الجبار المبذول من الطاقم الصحفي في نقل أخبار طبقة لا تمثل إلا 5٪ من المجتمع الجزائري تعيش في العاصمة وما جاورها.. وكأن البلاد بطولها وعرضها مزبلة للعاصمة..
احتراماتنا للعاصمة وسكان العاصمة.. ولكن التلفزيون الجزائري.. جزائري وليس عاصمي!! ثم لا يمكننا إهمال تخلف هذه المؤسسة، فبعد انقراض تلفزيون "الجماهيرية" بنهاية القذافي، أصبحت "اليتيمة" أسوء تلفزيونات الدنيا..
ربما الإيجابية الوحيدة لليتيمة "موضوعيتها" في نقل أخبار الثورات العربية.. ههه.. كأن مقدمي النشرات يقولون أن الثورات تحدث ضمن أولمبياد العرب.. أو أن الشعب يمارس الرياضة الصباحية.. لا تحليل ولا ذكر للوقائع الحقيقية ولا تقديم للصور ولا مشاهد الفيديو المتداولة عبر جميع تلفزيونات العالم بل وحتى الإنترنت؟؟
يمكننا أن نقول أن التلفزيون الجزائري اليوم، أصبح مصدر قوت لآلاف الموظفين من خريجي كليات العلوم السياسية والإعلام وبعض الكليات "الفطرية" الأخرى.. ولكن أن نقول وسيلة إعلامية مرئية تمثل الجزائريين فهذا لا يُعقل ولا يُقبل أبدا.. أنا شخصيا لا يشرفني أن أسمع أن تلك التفاهة تمثل انتمائي الوطني.. أو موقف الشعب اتجاه أي حدث عربي ودولي..
أظن أني بالغت هذه المرة في الانتقاد.. ولكن الموضوع يثير اشمئزازي منذ سنوات.. وربما تحدثت عن حماقة التلفزيون الوطني منذ فترة خلال الاحتقان الإعلامي بين الجزائر ومصر.. وأثنيت حينها على تحجر "اليتيمة" وعقمها اتجاه كل ما حدث وكأنها تابعة لوزارة الإعلام المغربية أو ربما كينيا أوالتشاد ؟؟
أتمنى فقط أن يكون لفتح القطاع السمعي البصري أثر على تطوير الوجه الإعلامي للجزائر، وألا يكون مجرد نسخة معدلة للتلفزيون الرسمي.. ولحد الآن نحن ننتظر "الشروقtv" ونأمل في أن تكون قناة احترافية تمثل الرأي العام الجزائري بشكل أكثر احتراما لتاريخ هذا الشعب.
بقلم / معمر عيساني




















تعليقات

  1. سفيان13/1/12

    هذا حال كل المؤسسات الحكومية ياأخي فالتوظيف يكون بالمحسوبية والرشوة ولايكون أبدا على أساس الكفاءات ولهذا أصبحنا فاشلين على كل الأصعدة

    ردحذف
  2. تدري يا أخي العزيز؟ والله إنك ذكرتني بشيء اسمه التلفزيون الجزائري، أشعر بوقوف شعرات في ذراعي وإصبعي الأصغر يتحرك وهي علامات الشعور بالخجل من هكذا كيان محسوب علينا يمثلنا في العالم كما يمثلنا وزير خارجيتنا الأحمق تماما، تبهديل وخلاص "كاااااااااين منها"
    ربي يحفظك ويفحظ قلمك

    ردحذف
  3. شعور متبادل.. خقا هو مخجل ذلك الشيء الذي يسمى تلفزيون جزائري

    ردحذف
  4. غير معرف19/4/12

    نريد منكم كل جديد كل يوم وفي اقرب الاجال

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف19/4/12

      نحن نحبكم لكن بتقدمكم يا ناس

      حذف
  5. الجديد قادم.. وأفضل..
    تأكد أخي "غير المعرف" أنني دائم التفكير في مواضيع جديدة لنشرها..
    فقط ابق متابعا للمدونة.. فهذا شرف لي قبل كل شيء.
    تحياتي إليك..
    ويمكنك ترك تعليقاتك بمنتهى الحرية.. وباسمك إن شئت..

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة