مهزلة في الجزائر تسمى : "المعارضة"..

          كانت مسرحية الـ12 من فيفري الماضي بالعاصمة الجزائرية فاشلة للغاية، فلم يحسن الممثلون بها أداء أدوارهم رغم التاريخ السياسي الطويل المزعوم لكل من "سعيد سعدي" و"علي بلحاج" وآخرون شاركوا في المهزلة، ولابد أن الجزائريين قد استوعبوا دروس الماضي جيدا فأحجموا عن متابعة مثل هذا العرض.


هستيريا المظاهرات الناجحة في تونس ومصر لم تجعل رئيس "الأرسدي" يتجاوز المرحلة دون محاولة منه لزعزعة الشارع الجزائري، فجمع ما أمكنه من فتات المعارضة "الفطرية"، وأعلن منذ أسابيع عن مظاهرة تغيير النظام في الـ12 من فيفري، وجاء الموعد ولم يجد إلا عددا ممن لا شغل له، ليتجمع معزولا في إحدى ساحات العاصمة، ورغم الحملة الإعلامية الكبيرة التي سبقت التظاهرة عبر الإنترنت، إلا أنها باءت بالفشل، بل استقبلها الجزائريون بالخمول وعدم الاهتمام، فأن يتزعم التغيير رؤوس ساهمت في الفساد نكتة مملة لن تضحك أحدا.. فـ"سعيد سعدي" بأفكاره الانفصالية كان مغيبا عن الساحة السياسية منذ فترة، ولم يكن ليظهر لولا أحداث تونس ومصر، فاتضحت انتهازيته للموقف، وباء بغضب من السلطة والشعب، أما النكتة الأخرى ضلوع بعض أعمدة جبهة الإنقاذ المنحلة في موضة المظاهرات بشكل دغدغ مشاعر من اكتوى بنار التسعينات، أما المفزع فهو مشاركة بعض المسنين ممن حُرِم لذة السياسة في صغره فأراد استردادها في كبره، وهم على ما هم عليه من وهن وشدة في "الغائط" أكرمكم الله..

-->
مثل هذه التحركات الحزبية والجمعوية بغرض التغيير لن يكون لها أي صدى، ولن تربو أن تكون رغوة في فنجان قهوة.. لأنها تفتقر للدعم الشعبي، فالجزائريون يعرفون جيدا هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بـ"المعارضة"، فما هم إلا مجموعة من اللصوص اختلفوا مع من أخذ السلطة في توزيع ثروات البلاد، فنأوا بأنفسهم بعيدا، وصبوا جمﱠ غضبهم على أصدقاء الأمس لأجل الحصول على ما بقي في خزائن الجزائر دون حرج ولا شبهة.. ولا ننسى أن الجزائريين تعلموا كثيرا من مأساة التسعينات، وعلموا أن العودة إلى الفوضى يعني العودة إلى الجاهلية بكل ما تعنيه الكلمة من همجية وحيوانية، فهم يتحرﱠجون من أي رائحة للعصيان أو الخروج عن طاعة الحاكم.. ومن أسباب فشل المظاهرات في الجزائر تحالف المؤسسة العسكرية مع النظام عكس كل الدول العربية الأخرى، فالجيش والحكم هيكل واحد عندنا.. بل إن مشكلة الجزائريين أصلا ـ كما قلت سابقا في أحد مقالاتي ـ لا تمت بصلة إلى "بوتفلقية" ولا إلى حكومته، بل إن الداء في السلطات المحلية التي يتعامل معها المواطن يوميا.. فعليه بها إن أراد التغيير والسير إلى الإصلاح والرفاهية..
أنا أرى أن التغيير في الجزائر على الأقل في الفترة الحالية لا يجب أن يكون بالفوضى، فالشعب لم يصل بعد درجة "البلوغ" في ممارسة الديمقراطية، وإن ادعى ممارستها فهي إما مكيدة من أصحاب نفوذ ومصالح، وإما موجة عصيان يقودها مجرمون وقطاع طرق.. لست مع "النظام" ولست ضده كذلك، كما أنني لا أنفي وجود طبقة مثقفة تأمل في التغيير، ولكنها فئة قليلة.. تحتاج المزيد من "النضوج"، وأكثر من هذا لا أشتم الشعب البسيط فأنا منه وهمُّه من همي، ولكنه مثقل بما أتت به تسعينات الإرهاب.. ولابد له أن يرتاح ويعيد تشكيل وعيه السياسي وحتى الاجتماعي والثقافي والديني لأجل التفكير في مشروع التغيير، أما تنفيذه فلن يكون إلا على أيدي أجيال أخرى تَعِي معنى السلم والحرية في ظلال الأخلاق.     
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. غير معرف6/9/12

    اريد ان اقول لك يا اخي باني اشك انك من توابع النظام
    فانا معك ادا قلت ان الارسيدي مهزلة ....و لكن ان تفتري
    على الجبهة الاسلامية للانقاد فانها ليست بمستواك وانت بعيد كل البعد عن مستواها .. واخير اريد ان اسالك هل يعجبك حال بلادنا شباب بطال مهووس بالمخدرات و الهجرة و الزنى
    نعم هدا حالنا عندما تخلينا عن ديننا

    ردحذف
  2. ههههههههههههه
    أولا أنا لست من توابع النظام ولا زوائده الدودية..
    ثانيا الجبهة الإسلامية لم أواكب حراكها السياسي في وقته.. فلا يمكنني الحكم عليها فقط هي مجرد انطباعات وآراء قابلة للنقاش..

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة