إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى..

هنا لابد من الفخر.. ليس بمال ولا بعقارات، ولا بماديات صدئت نفوسنا بها.. هنا أفخر مجددا بثلة من الأصدقاء، لم يكتب اللقاء بيننا إلا صدق النوايا وحسن الفعال.. قد كنت معهم، أحمد ملياني، عماد خادم الله، محمد الأمين لكحل، وسفيان مسعودي، اجتمعنا، وكان لنا من ذكرى الزمان طِيب وثواب..

في مدينة "تنس" الساحلية، عزمنا وحزمنا حقائبنا، شغف البحر ونسائمه العليلة لم ننف وجودها بخواطرنا، لكننا فوق هذا أبحنا لعقولنا السير في أفلاك التأمل والتدبر والتفكير.. ربما من النادر أن يجتمع عدد من الشباب لأجل زيارة إلى الشاطئ وهم يضمرون الخير والنفع، بعيدا عن فتنه الظاهرة والباطنة، والمبللة بماء مالح ملوحة المعاصي المتشابكة على الرمال كل صائفة..

نعم.. كنا خمسة ممن أنعم الله عليهم بتثبيت لا نزكي به أنفسنا بل نحمد الله عليه لما طال أفئدة الأنام في زمن لم يعد للدين فيه معنى ولا إخلاص.. وفي ثلاثة أيام تجولنا في مدينة "تنس" ووطدنا علاقاتنا الأخوية، وبادرنا بتصوير فيديو خاص بشهر رمضان ينشر مع المناسبة الفضيلة.. وفتحنا يومياتنا من جديد بأردية البساطة والألفة..

وبتنويه طيب من الأخ "عماد" بأن "تنس" أرحم من مذابح وهران ـ وهنا نقصد شواطئها لكثرة اللحوم ـ وحتى عدد من "المسالخ البحرية" في الوطن العربي "الحبيب".. تذكرنا حال عدد من الشباب الذين يخشعون لقوله تعالى "وتعاونوا.." بأخذ الفعل وتطبيقه على "الإثم والعدوان".. فيتسابقون في حشد أجمل النساء وصرف الملايين في السهرات الحمراء، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..

أما إخوتكم هنا في "تنس" لم يرتابوا ولم يأت بهم ويجمعهم إلا الخير والصداقة الطيبة وإنجاز عمل مصور يخص استقبال شهر رمضان المبارك.. أعرف أنني تجاوزت خطوط الموضوعية، وجعلت كلامي "فئويا" هذه المرة، بل أخشى الوقوع في عبثية القول وترفه.. لكنني لم أشأ ترك هذه الخاطرة الجميلة والاعتراف الصادق في قلبي.. علها تكون عبرة لمن يعتبر..

معمر عيساني