الموحدون في الزواج كُفار
هل أنت متزوج؟ هل تعتقد أنك
بحاجة لامرأة أخرى؟ أم أنك مكتفٍ بما منّ الله عليك من فيء الحظ في شارعكم المتوسط
لسعي النساء؟ أ تراك لم تتزوج بعد وتفكر في الرابعة؟ أ هي حماقة تكرار الزواج
وجعلها مثنى وثلاث ورباع؟ أم أنك غير قادر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة في المعتقد
والمحتشد والمفترش؟ أم كل الفكرة هنا بالأساس محض هراء وقول منتهٍ بصلاحية جيل مرّ
وانقضى ذكره؟
تعدد الزوجات للرجل الواحد
في الإسلام ميزة انتقدتها كثير من العُلب الفكرية في العالمين العربي والغربي..
وشبهة اختزلها الآخرون في شهوة مستمرة، أما النساء فيرون أنها حرب معلنة، ولا ريب
في تحمس البعض لإلغاء هذه الرؤية الشرعية للزواج كونه يهدف من خلالها لنقض جزء من
مكونات المنظومة الأسرية في الإسلام. ولكن بعيدا عن هذا التنظير والعمق المرجعي،
نتحدث عن القضية بوجهة نظر استهلاكية واقعية.
النمط الغالب اليوم أحادي
في تكوين أسرنا، فمن غير المألوف في دفاتر العائلة الانتقال للصفحة الثانية في
الزيجات، فالتكاليف المادية تجعل مجرد الارتباط بامرأة واحدة إنجازا، زد على ذلك
أعباء الأولاد والسكن والعلاج... وقائمة طويلة من العبودية.. بالمقابل لن يرضى
الرجل بامرأة واحدة في زماننا هذا لسبب وجيه، ألا وهو الفتنة.. نعم مقبول جدا
وضروري الاقتصار على واحدة في العصمة، ولكن الرغبة لا تبقي ولا تذر.. أخّاذة
للنسوة بطول الشارع وعمق أماكن العمل وسراديب محلاتها..
تعطيل سُنة التعدد في
الزوجات رافقه اختلاط رهيب بين الرجال والنساء في أماكن العمل والمواصلات ومرافق
الحياة العمومية، ما جعل الزوج ـ المقتصر على واحدة ـ أمام خيارات كثيرة تعرض عليه
بكرة وأصيلا، والمنتظر منه تجاوب ولو "ضمني" مع هذه العروض الساخنة
بالملبس والتبرج والزينة و"الدلع" وفق خلوات ونظرات وسيناريوهات مخيفة
للعفة والورع.. هنا لابد من فاصل استطرادي: ما موقف الزوجة من هذا التحالف
العدواني على زوجها وتعريضه لمثل هذه الإغراءات؟؟ هنا سنجد أنفسنا أمام مشكل أكثر
نتانة وعفنا، ألا وهو مشاركة هذه الزوجة في تمظهر آخر لـ"العرض" أمام
رجال آخرين.. يعني العملية تداولية!!
بمعنى أنه في الوقت الذي
يجد الرجل فيه عروضا ترويجية للأجساد والفتن ما ظهر منها وما "تبطـّن"،
تشارك زوجة هذا الشخص الذي قبـِـلـَها عاملة في "بيئة ما" في عرض نفسها
أمام زملائها في العمل، أو زبائن مثلها في محل تقصده دون مَحرم، وكذلك هو الحال
لصاحب المحل الذي يهمز ويغمز ويقتنص.. لحد الآن نحن في افتراضات غير مُعمّمة..
لكنها موجودة.. نعود إلى صلب الموضوع بافتراض مكوث الزوجة في البيت وعدم مشاركتها
في تلك الأعمال الوحشية في حق العفة.
أيما زوجة لن ترضى لزوجها
قبلة يرضاها غيرها.. وأخص بالذكر هنا "زوجة ثانية" أو "ثالثة ورابعة"..
وفي الوقت نفسه تتناسى هذه الزوجة، أنه بالإمكان عدول الرجل عن الإتيان بها في
الحلال وفق الرسميات، لكن رغباته لن تعترف بقراراتكِ، التي لا تمت بصلة إلى
الواقع.. فالرجل مفطور على تقبل المزيد من النساء، ولا مراء في ذلك ما دام المولى
عز وجل، برمج قلب الرجل على رباعية تكتمل بها عواطفه شرعيا، والقائمة مرشحة
للمزيد، مادامت الجواري موطئه إن كنّ مِلك يمينه.
سنصل في النهاية لهذه
النتيجة: المرأة تفرض على زوجها الإقامة الجبرية الأحادية، الرجل يرضخ لذلك ما
دامت ظروفه المالية وحتى العملية والمسؤولية تُلزمه بواحدة حتى لا يجد نفسه في
عناء أكثر.. العروض موجودة من طرف نساء كثيرات لا يخشين في الحياء لومة عاذل،
الرجل له القابلية لتقبل هذه العروض.. هنا سيحدث التماس الكهربائي الذي لن يرحم
أحدا.. علاقات محرمة وانهيار أخلاقي في المجتمع.
من أجل هذا كتب الله عز وجل
التعدد على الرجل في الزواج أصلا، أما الأحادية فهي النادر والحال العرضي في
الزيجات.. لأن التعدد يغلق أبواب الفتن والعلاقات المحرمة، ويجعل اهتمام الرجل
منصبا على زوجاته الأربع أو الثلاثة أو الاثنتين، ما يضيق عليه مساحة العبث
واللامسؤولية، ويفتح له بركات النسل والرزق. ويقضي بالتدريج على مشكل العنوسة
والتفسخ الاجتماعي الذي أساسه البحث عن رجال يريدون الإشباع الجنسي بعيدا عن أطر
الزواج..
لحد الآن ليست القضية بهذه
السهولة، بل جد معقدة، لأن الزوجة الأولى الآن هي بمثابة حجر عثرة أمام تطبيق حكم
الله، فهي غير مؤمنة به بتاتا، وتعتبره إلغاءً لها، رغم أن الله تعالى لما وضع هذا
الحكم لم يكن ظالما لأحد بل عادلا في حق الفرد والمجتمع.. بما ذكرناه من تفاصيل
أخلاقية، الغريب أن الزوجة الأولى التي ترفض التعدد تتناسى أن غريمتها الثانية
تقبل به وترضى أن تكون في المرتبة الثانية، ما يجعلك تتصور حرص الثانية على تمكين
الرجل من حقوقه أكثر من الأولى..
خشية الزوجة الأولى من ضياع
مكانتها لدى الرجل وجُلّ حقوقها، ونظرة المجتمع اللاذعة لمن تزوج عليها زوجها، بل
وطبيعة الذكورة المتسلطة التي لا تلجأ للزواج الثاني إلا لفتح مشكل ثاني ونفسية
المرأة ذاتها، كلها أسباب ساهمت في قتامة فكرة التعدد، الذي لم يعترف به حتى قانون
الأسرة في عدة دول عربية إسلامية! والكل يتناسى أن الامتثال لأمر لله واجب قبل كل
شيء.. ولو كان ذلك حقا من إيمان المرأة وحتى الرجل، لرأيت الزوجة تتخير لزوجها
المرأة الصالحة لتكون ثانية وثالثة ورابعة، كلهن يسعين لرضى الله من رضى الزوج،
بذرية صالحة تفيد في بناء المجتمع وصلاحه.
ومن المؤكد أن التعدد إذا
ما ذكر فهو ليس عشوائيا، بل لابد له من تخطيط وقدرة مادية ومعنوية، تكفل العدل
الظاهر بين الزوجات، أما العاطفة فهي أمر نسبي لن يتحكم به الرجل، كما أن الدافع
لتكرار الزواج، ليس بالأساس جنسيا، بل هو إضافة لبناء مجتمع خالِ من العنوسة
والآفات الأخلاقية، كما أنه فرصة لإيواء الأرامل والمطلقات اللواتي لهن الحق في أن
يتزوجن من جديد.. وفوق هذا هو إحياء لسنة الله.. ويكفي أجر ذلك نورا لصاحبها إذا
ما قصد بها رضى المولى والتعفف في زمن الشبهات والشهوات.
بقلم / معمر عيساني.
كلام قد يصعب على المرأة تقبله ويسعد كثير من الرجال لتناوله ... لكن في وقتنا الحالي تغير مفهوم التعدد وله أكثر من 12 معنى في حالاته العامة بدون ذكر الاسباب ......... تحياتي أستاذي الفاضل
ردحذفصحيحة وجهة نظرك بالنسبة للمرأة ولكن هذا لا يعني التكتم على الأمر والتعتيم..
حذفإنه واقع.. ومشكل والحل موجود في الحكم الإلهي.. تعدد في الزواج.. يعني: قضاء على العنوسة، قضاء على الزنا والتبرج، قضاء على الانحلال الأخلاقي..
واقع لا مفر منه ... جميل ما ذكرته... ومع ذلك في التعدد تفضل المرأة العنوسة على ذلك وان حدث واصبحت رقم 2 او 3 او 4 ستحاول جاهدة لتحذفها وتصبح رقم 1 لا قبله ولا بعده ههههههههههه
حذفالمشكل هنا مشكل أنانية.. للأسف المرأة أنانية وتريد الاستحواذ على الرجل بأكمله.. وتنسى وسط هذه الحسابات الضيقة الحكمة الإلهية في التعدد.. لو كانت تفكر المرأة حقا في مصلحة زوجها وسلامة دينه وعرضه لما رفضت فكرة التعدد..
حذفالغيرة يا استاذ ولو شاركك احد في شيء تملكه وتحبه لحد الجنون ستفهم موقف المرأة أنذاك
حذفأنا لا أنفي هذا الشعور عنها ولا أعتبره سلبيا بل هو دليل محبتها للرجل.. ولكن ليس علينا تعطيل شرع الله إن كان متصلا بتحقيق شروطه فيما يخص التعدد في الزواج
حذف