هم يريدوننا هكذا

         دون أخلاق ودون عواطف.. يريدوننا أن نقف بكل طريق نشتت الأمل ونُكذّب النوايا الطيبة.. هم يريدوننا هكذا آلاتٍ أو حيوانات دون أية إنسانية.. مجتمع قاس ومصالح مقيتة تحجب كل محبة.. يريدون أن يكون الودود والمخلص مسخرة وهدفا للثأر والنصب والقمع والخداع.. يَئِدُون الخير في مكمنه ويشيعون بالفواحش ما ظهر منها وما نتن.. لا يريدون إلا شيئا واحدا.. أن تكون أسوء الخلق وأشرّهم..

تمشي في مجتمعنا لا تجد اعترافا إلا باللصوص والخونة.. أولئك الذين يَسْتَكّون بالوطنية الزائفة، وفي جيوبهم صكوك العمالة، الكلمة للقوي الذي أوقع بكل من معه في الدرب ولم يبق إلا هو بجبورته وحقارة شخصيته الخادعة.. في مجتمعاتنا المفبركة، لا ضير في غشاش يزين السوء بأغلفة الهوى، فالناس يسعون للمظهر ولو بأغلى الأسعار.. فطوبي للحمقى من هجر الفقراء‼
المجتمع يؤمن برجولة من يفقأ العذرية ولا يترك موضعا بامرأة إلا وهتك عرضه، بل إن النسوة في عرفهن لا يأخذن بفحولتنا إلا إذا ملأنا أذهانهن وحُجورهن بسوء ما نملك من شهوات.. أما العفيف فليس له من حظ في سوق النساء إلا الشعر والبكاء على الأطلال.. هن يردننا هكذا، فلا حب يحضر زماننا ولا إخلاص إلا إخلاص الدفع بالتي هي أشهى وأسخن.. أما الدينار والدولار فلا عقيدة بعده في جوف كل أنثى..
مجتمعنا يحب الفض الغليظ الذي يجمع حوله أكوام الجهال والضعاف بأكاذيبه ومفرقعاته الكلامية وفتات ما ينفق، مجتمعنا شغفه حبا أهل السياسة الذين يعدون بما لا يفعلون، وكبر عشقا عند العامة أن يقولوا ما لا يفعلون، اشتد البلاء فلا صوت إلا للعاهرات والمطلقات والمتبرجات، أما الشريفة العفيفة فمشروع عنوسة وشبهة بؤس‼ أما الصورة فإطارها زبانية الرشاوى والوساطة والخيانة والوشاية، وألوانها قطاّع طرق وهاتكو شرف ومضيعو أمانة، وصائدو عز بملهاة وسُكْر ومهانة خُلُق وسيرة.

تعليقات

  1. صفاء24/9/14

    فلنكن كما نريد نحن ... لا كما يريدون .. ضع بصمتك في الحياة ..تحياتي أستاذي
    ............... أعلمك بعد اعتذاري الشديد أنني أملك مقالاتك دون أن نستأذنك في طبعها أعتذر منك حقاا وان كنت ستسمح لنا أريد أن ت اتتبعها ولا مجال آخر إلا من خلال طبعها ؟؟؟؟؟؟ أتمنى أن تقبل اعتذاري وتوافق على طلبي .. لك مني خالص التهاني أستاذي الفاضل

    ردحذف
    الردود
    1. لا مشكلة أبدا أختي صفاء.. المدونة متاحة للجميع والفائدة هي الأهم :)

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة