مسافة الأمان بين القارىء وأفكار الكاتب.
لا يكتب الناس إلا ما يؤمنون به، ولا يكون الكاتب مبدعا إن لم يحمّل نصه بفكرة يسعى لإيصالها للقراء، وشرف الفكرة من شرف غاياتها وتأصيل وجودها.
نجاح النصوص تتحكم فيه معايير عديدة، بدءا بجودة السبك وعمق الطرح، وصولا إلى ذيوع الفكرة المطروحة فيها وتبنيها لدى القارىء، فالنصوص الجيدة تترك أثرا لدى المتلقي، وترسخ في ذهنه، وتحرك شعوره، وتوقد نار الإدراك وتفعّل بوصلة الاقتداء والتطبيق.
وبغض النظر عن شرعية الفكرة ونقائها لابد أن يكون الكاتب مؤمنا بها، حاملا لواءها بين صفوف المؤلفين، لأنها الدينامو الذي يحرك عجلة الإبداع لديه، فلا معنى لإبداع يأتي من فراغ. أما أدوات الكتابة من بيان وبديع وحسن انتقاء للفظ كلها تسخر لأجل الفكرة، وليس من الأدب عشوائية البناء دون معنى والتزام.
وأمام هذه الحتمية، على القارىء تمحيص غايات الكاتب في النص الذي يقرؤه، وتبين الهدف وعدم الانصياع له مبدئيا حتى تتضح الفكرة وصوابها، وتلاؤمها مع أخلاقيات المجتمع، وقيم الدين، وضوابط الفطرة البشرية، فالقراءة تستدعي تفعيل جهاز المناعة ضد الأفكار الدخيلة الهدامة للمنظومة الفكرية التي لابد أن تحافظ عليها، وهنا ليس المقصود التحجر والانغلاق أمام الآخر، بل القراءة بوعي دون أن تصبح مسلوب الإرادة في يد كاتب قد يكون مأجورا خبيث الغاية.
🖋️ #معمر_عيساني
✓ سلسلة #مقالات #كرسي_الأدب 🪑
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..