العرب يطلبون من إسرائيل تصفية سوريا

          أصبحت القناعة باجتياح سوريا أمرا منطقيا في قاعات السياسة المغلقة بين العرب وأمريكا.. فجرأة استهداف إسرائيل لشحنات السلاح "البعثي" وكأنها تسعى لإنقاذ السوريين من النظام، تدل على دنو أجل آل الأسد، أما استنجاد الثوريين بتدخل أجنبي فهو وصمة العار التي لن تمحى من جبين تجار الأرواح الخليجيين الذين جعلوا من المدنيين الأبرياء حصان طروادة جديد لدخول الشام ولجم الثور الإيراني.



أوباما بدأ في تحضير نفسي للرأي العام في أمريكا بضرورة تدخل "ما" في سوريا.. الخليجيون أتموا دعمهم المادي والإيديولوجي الشرعي لإتمام الثورة، الوضع بات شبه جحيم على الأرض، والزمن اتسع بمآسي الشعب، ولعنة البعث أتت من بغداد لتقض مضاجع الأسد، وملامح السيناريو المعهود ـ حرب بقناع الإنسانية ـ بدأت تتضح.
تدخل حزب الله في معارك الجيش السوري ضد الجيش الحر دلالة واضحة على حالة التقهقر في صفوف القوات البعثية، فمن المؤكد أن حاجة الجيش النظامي لميلشيات مسلحة من حزب الله تفيد بتطور ملحوظ لدى مسلحي الثورة الذين يجدون تمويلا مهما من دول الخليج، والذين ألحقوا خسائر معتبرة ـ حسب الإعلام ـ بفلول الشيعيين في منطقة القصير.
دمشق تستنجد بحركات المقاومة الفلسطينية على أرضها للرد مستقبلا على أي غارة إسرائيلية، وكأنها تشي بضعف ينتاب أجهزتها العسكرية والسيادية.. والنتيجة من كل هذا اقتراب حقيقي من لحظة السقوط..
لن ينفع بشار الأسد أي دعم من روسيا التي تطيل حبل التمني لدى هذا الرئيس المرفوض شعبا وحكما، أما إيران وميلشيات حسن نصر الله وإن كانت تبدي دعمها المطلق للبعث، إلا أنها في النهاية لن تغامر بفتح جبهة ضدها في حالة غزو سوريا، لأنها بذلك ستحفز تل أبيب وواشنطن لاتخاذ موقف عسكري مجدد لحسم الموقف هذه المرة في الضاحية الجنوبية للبنان وطهران وما جاورها من أرض الشيعة..
وبعد سقوط النظام في سوريا.. سنتجه للحديث عن إعادة بناء الدولة، التي بلغت منها الثورة الجهد، وشردت الآلاف من المدنيين الذين إذا ما عادوا إلى مدنهم وقـُراهم لن يجدوا من بيوتهم إلا الخراب والدمار، أما إعمار البلد فسيجعل منه لقمة صائغة لبسط النفوذ الأمريكي والأوربي على حساب سيادة عتيدة لدمشق المخربة، وتاريخ مقاومة شعبية لن يبقى منها إلا الصور التذكارية.
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. سفيان3/6/13

    لقد قلتها بنفسك أخي معمر إعادة الإعمار ستجعل سوريا لقمة سائغة لبسط النفوذ الغربي وهذا بالضبط ماكان يقوله الشيخ الشهيد البوطي رحمه الله

    ردحذف
    الردود
    1. نرجو من الله الرحمة بعباده المغلوب على أمرهم في بلاد الشام..
      وننتظر من حكماء الأمة التدخل لإيجاد حل للأزمة..

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة