يقول الأسد: الثورة في سوريا أخطر من إسرائيل.

بلغت الاحتجاجات الشعبية في سوريا درجة الخطر، وأصبح من اللافت جدا في وسائل الإعلام المشهد الدموي الذي تشكله مواجهات قوات الأمن مع المتظاهرين.. بما يعلن جدية الثورة التي اندلعت ضد النظام منذ شهرين تقريبا..

بعد الخطر "المعلن" في سوريا منذ عقود، وهو إسرائيل.. أصبح بشار الأسد أمام منعرج صعب في حكمه للبلاد.. إذ أن الثورة التي تأتي بموتاها صبحا ومساءً أخطر من إسرائيل التي كانت كما قد تبدو "ضرورة" حكم عربي منتهي الصلاحية.. فدخل السوريون إذن في حقبة جديدة يلفها الغموض..

أولا تتابع الدول العربية في ثورات شعوبها "اللاواعية" ضد الواقع السياسي يثير التفكير حقا.. لماذا ظهرت هذه الثورات فجأة وبصورة جماعية؟؟

حسنا لنقر أن هذه الثورات مطلب ضروري للخروج من حالة التخلف العربي.. ولنقل أنها نجحت بشكل بارز لحد الآن.. ولكن قيامها لا يعني سلامة قواعدها.. فالثورة التونسية لازالت تترنح تحت وطأة الفوضى وضبابية المسار وأدران النظام السابق.. وفي مصر لم يقدر المصريون لحد الآن من الرسو على شاطئ الاستقرار السياسي.. بل ظهرت أزمة طائفية خبيثة.. وركود في حركة التجديد السياسي في البلد.. ليبيا أسوء تجربة ثورية عربية.. اليمن مظاهرات وهمج لا ينتهي، والهدف لازال بعيدا.. البحرين عداوة الشيعة والسنة تتجلى بأرضها..

كل هذه الأمثلة تحيلنا إلى أسئلة مُلِحّة.. هل هذه الثورات "إنتاج عربي" أم أنها "ماركة" غربية.. لزعزعة استقرار المنطقة؟؟ الفكرة طبعا على واقعيتها سيرفضها كثيرون لأنها رأس الخطاب الرسمي الذي يحتكر الحكم والثروة في مجمل الدول العربية..

سوريا ضحية بريئة لحكم لا يريد الاعتراف بالآخر، وإعلام يشحن الجماهير بأكاذيب لا صحة لها.. أخبار وفيديوهات يستطيع أي مراهق تصويرها بشكل يوحي بنزول الصواريخ من السماء والقذائف من كل اتجاه.. بل إن المهنية الكبيرة لفضائيات عربية كقناة الجزيرة والعربية تزعزعت بصفة "مقلقة" لما تعرضه من مشاهد يلتقطها الهواة.. مشاهد قد لا يقتنع بها حتى المغفلون.. فكيف بها تكون مرجعا أولا للخبر؟؟

هذه الآراء لا تنفي حقيقة الوضع في سوريا ونظيراتها اللاتي لم يحالفها الحظ وجعلها من أرض العرب.. ولكن لابد من مراجعة الذات وتصحيح مسار الثورة.. وكشف الحقائق كما هي في الواقع..                       

قلم / معمر عيساني