تحية لكم يا أبناء الشلف.. فأنتم لستم مجرد أطفال!

           تحية لأطفال الطرقات، لأبناء منطقة "الأرض البيضاء"، أولئك الذين يبيعون "نكهة" الأصالة في خُبزهم، وفيتامينات البراءة في فواكههم، ونبوّة الرّجولة في كل ما ينتظرون منه دَخْلًا ليُعينوا أُسَرَهم!

قبل أن نفكر في احتفالات "شكلية" بعيد الطفولة، لنفكر في ذلك الأب الذي افتقد طعم "الياغورت" فقط ليُقدمه لابنه الصغير في حضن والدته المتعبة من "النقل" في محطة "5 جويلية" بـ"الفيرم"، لننظر إلى ذلك الطفل الذي يترقّب افتتاح حقل "البطاطا" ليَدخُله باحثا عن بقاياها وما نسيه الشباب المتذمر من جنيها في "عين مران"، لننظر إلى تلك المرأة التي لم تلبس يوما إلا حجابها "المُرقّع" وهي ترافق أبناءها قصد الحصول على صدقة بعد أن تخلّى عنها زوجها في حيّ "الشرايط"..
قبل أن نحشد "المهرّجين" في حفلات أبناء المُترَفِين، لنفكر قليلا في أبناء القرى النائية الذين يحسبون مدينة "الشلف" أكبر مدن الجزائر ويُبهَرون حينما يرونها، ولا يعلمون أنها "أهْوَن" بكثير من شارع "السلام عليكم" في "تندوف"..
أطفال الشلف "الريفية" لا يريدون فواتير منتفخة بأموال تُصَبّ في جيوب "الهفّافين" الذين ينظمون حفلات ومسرحيات تافهة، ويتخلّون عن الأساسيات التي يحتاجها أبناء العائلات المعوزّة في "بريرة" و"بنايرية" و"الهرانفة".. أطفال الشلف يريدون نقلا مدرسيا يُجنّبهم أمطار الشتاء وحرارة شمس الصيف الحارقة.. أطفال الشلف يريدون تدفئة في مدارسهم تعينهم في طلب العلم ونفض غبار الجهل عن عقولهم، أطفال الشلف يريدون أن يروا آباءهم أكثر كرامة في ولايتهم، لا يسحَقُهم "التخمام" في لقمة العيش ومستحقات الكهرباء والماء.
أطفال الشلف.. لا! هم ليسوا أطفالا بل رجال.. هم رجال الغد الذين يريدون مستقبلا "زاهرا" وانتماءً حقيقيا لولاية نخشى أن يجدوها حينما يكبرون مثلما هي عليه الآن، لم يتغيّر بها شيء، لم تتحرك من حفرها وسرقات مسؤوليها وبيروقراطية إداراتها و"تقوقع" سكّانها!!
                                                                                                 بقلم / معمر عيساني 


اقرأ أيضا:


التسوّل والوطنية

المشرّدون والمجانين: أصحاب خُلُق

قـَيْمُونَا نـَبْرَاوْ

لاجئ سوري يُهين الجزائريين

الراسبون أوفر حظا من أصحاب الشهادات!

الأسعار لم ترتفع بل الأجور منخفضة!

 

تعليقات

الأكثر قراءة