ما أوصاف الزوجة التي تود؟

             يُتم البشر الزواج ابتغاء سعادتهم النفسية والجسدية.. وهو ظاهرة ضرورية لاستمرار النسل.. وفوق هذا مشروع حقيقي في خارطة كل رجل ذي مبادئ ورؤى شخصية.. فأما الزوجة التي يودها فهي محل بحثنا وتحليلنا.. فليس اختيار الطرف الثاني صدفة أو عبثيا.. أو اتفاقا يكون كيفما أتت به الظروف، فما أوصاف الزوجة التي تود يا ترى؟


أكثر الأوصاف رواجا هي ما تعلق بالجمال الجسدي والمفاتن، للأسف يختار البعض امرأة دفتره العائلي بناء على ما تحمل من "لحم" أو عيون.. أو حتى مساحيق تجميلية.. وهؤلاء الصنف من الرجال مقبول ما هم راغبون به.. ولكن أن يكون على حساب الأخلاق فهو الغلط بعينه..
جمال المرأة لا يكفي ليجعلها زوجة ناجحة.. بل من الممكن أن يكون مصدر قلق لدى الرجل المهتم بمكانته في قلب زوجته وسط ازدحام المعجبين بها.
زمرة أخرى من "الذكور" تبحث عن نساء عاملات للزواج.. طبعا أول القصد ظاهر جلي.. وهو الدعم المالي الذي سيكون من خلال عمل الزوجة، وهو بحد ذاته مشكل مبطن قد ينتشي لأول صدام يحدث بين الزوجين.. فالمرأة المكتفية ماديا ليست تحت الضغط في أي مواجهة مع زوجها الذي قد لا يوازيها حتى في النفقة.
أوصاف أخرى قد تصل إلى ضرورة الانتساب لأصل شريف باختيار عائلة معينة بذاتها لنسبها.. هي قناعة لدى البعض ولكنها لا تعني توافقا آتيا بالضرورة مع من سنختار..
التدين والمظهر الإسلامي البادي على مُحيا الفتاة المطلوبة كزوجة.. هو مطلب آخر لدى الشباب، وهو الأصل ولكن هناك محاذير لابد من الإحاطة بها فالمظاهر خداعة ولا تكفي إلا بعد الاستقصاء عنها ليكتمل البحث.
إجمالا، لابد أن يحدد الرجل مواصفات رسمية في زوجة المستقبل ولا يتركها للقدر.. لأن الإقرار على شكل ما للمرأة يجعلك أكثر قناعة بمن ستتزوج.. ما يعني متانة في الرابطة الأسرية بناء على مواصفات تثمّن الحياة بين الزوجين لاحقا..
"العشرة" أو التعايش كفيل بتغيير بعض الطباع في المرأة.. ولكنه ليس مؤكدا، فمن الأفضل أن نحصل على من نريد ابتداءً، فإذا ما طرأ منغص ما في مسيرة الأيام لا نلومنّ إلا أنفسنا.. طبعا هذا لا يعني خلو حياة الزوجين الذين قرنا نفسيهما ببعض من المشاكل فهي سنة الخلق.. وكانت موجودة حتى في الحياة الزوجية لسيد الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وضعُ الأوصاف يعتمد على مبادئك كرجل.. فاللباس الشرعي مثلا قد يكون في أول الأولويات لديك، كما يكون لغوا عند آخرين.. زد على هذا عمل المرأة وتبرجها وتجوالها وشخصيتها بالكامل.. ليس عيبا التقيد بقائمة من الأوصاف والشروط للزواج.. بل العيب التخلي عنها أو المغالاة فيها.. أحيانا تكون شروطنا مثالية بعض الشيء وهو ما لن يتأتى لك مطلقا.. فعليك بالتوسط حتى تجد بغيتك..
إطلاق العنان للاختيار الاعتباطي سيجعلك من الديوثة أقرب وأرشد...! والعياذ بالله.. لذا فمن الأفضل الرجوع إلى مصادر واضحة في تصنيف ما نود في زوجة المستقبل.. وخير هذه المصادر ديننا الشريف، ورؤية أجدادنا وعلمائنا بما نعرف عنهم من صلاح في مشروع الزواج..
إذن.. وبعد المقال السابق "أين تعيش الزوجة الصالحة" فتحنا المجال لوضع مواصفات أشمل وأكثر مصداقية لاختيار الزوجة بالاعتماد على خبرات السابقين، ومعارف المجتمع والدين.. حسنا لحساسية الموضوع سنفرد مقالا قادما للحديث عن المرأة العاملة وأثر ذلك في الحياة الزوجية.. وبقية الكلام لكم رأيا وانتقادا..

تعليقات

  1. سفيان4/7/13

    لماذا تقف هذا الموقف المتشدد ممن يختار امرأة عاملة ، فإذا كنت أنت لاتحبذ عمل المرأة لأسباب معينة فهي وجهة نظر وأنت حر في اختيارك وكذلك الناس أحرار في اختياراتهم ولاداعي لممارسة الإرهاب الفكري عليهم...

    ردحذف
    الردود
    1. أبدا ليس إرهابا فكريا يا سفيان.. هو رأيي الحر.. وأدعو كل من خالفه مثلك للتعبير على صفحات مدونتي..

      حذف
  2. ملاك الرحمن16/8/15

    يبقى رأيك وأنت حر وصادق إلى حد ما في طرحك لموضوع المرأة العاملة ولكن عليك التفصيل أكثر بوضع فاصلة منقوطة لتفسر وتشرح رأيك حولها ...ولا ننكر أن للمرأة العاملة أثار سلبية على حياتها اليومية بالأخص المتزوجة وسيكون الضرر أكبر إن كانت أما ولكن لا يمكن أن نعمم فشلها فهناك من هي ناجحة تستطيع التوفيق بين عملها وبيتها .. وهناك من هي ماكثة في البيت ولم تنجح في تكوين أسرة كما ينبغي ولا يمكن تعميم هذا أيضا.. ومع ذلك في كلا الحالتين يعود الأمر للمرأة في حد ذاتها .. سأنتظر مقالك عن المرأة العاملة ..تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. المقال الذي يتحدث عن المرأة العاملة منشور بالفعل ضمن سلسلة البحث عن الزوجة الصالحة.. ابحثي عنه في نفس التصنيف تجدينه..
      لا أريد التعقيب حتى تقرئين الموضوع الثاني :)
      شكرا على المتابعة الدائمة

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة