مطلوب رجال...


سجل لديك: مطلوب رجال يُتقنون معنى الرجولية، يغارون على أخواتهم وأزواجهم وبناتهم، سجل لديك: مطلوب رجال يُفعّـلون قدراتهم الذكورية باتجاه الفـُحولة، يلبسون سراويل بأحزمة، وعقولا بحُرمة، سجل لديك: مطلوب رجال يملكون من الدين ما يجعلهم يفكرون بوعيهم لا بفروجهم، رجال يتحملون المسؤولية تماما مثلما يتحدثون عنها، رجال نقول عنهم إن غابوا "قد غاب الرجال"..
"مطلوب رجال" عنوان أحد المسلسلات السورية، ذات الإغراء العظيم بمجموع الممثلات اللواتي يتنافسن طوال حلقاته في إيقاظ أشرس الشهوات النائمة لدى المشاهدين، كما أنه مطلب ضروري في عصرنا اليوم، بما وصلنا إليه من ميوعة وضياع للقيم، فلـَم يعد للرجولة معنى، وحتى النساء لم يعد لهن من الأنوثة إلا الفـُـروج؟؟
"مطلوب رجال" فهل يا ترى تملك النساء المتبرجات والجائلات في الشوارع بكرة وأصيلا رجالا يأتمرون بهم؟؟ أم أن الرجل لم يعد من مهامه إلا النكاح، والباقي كله مباااح؟؟ نرى يوميا فتيات وحتى نساءً جاوزن الأربعين، يلبسن القصير والضيق، ويضعن العطور المركزة والملفتة للآذان قبل الأنوف! يتحدثن مع أيّ كان، يضحكن ويتمازحن، ويُحشـَرن في المواصلات والمراكز التجارية، والمصالح الإدارية وأماكن العمل، الجميع ينهش من لحمهن، إبصارا ولمسا، وحتى وطئًا؟؟
أين آباؤهم، وإخوتهم، وأزواجهم؟؟ أم أنهم أتوا من الفضاء الخارجي لا صلة رحم لهم؟؟ أكيد أن لهم رجالا يرون أنفسهم رجالا، وهم من الديوثة أقرب وأخزى... ربما يملأ رأسهم مُهملات الانفتاح، والديمقراطية والفرانكفونية، ويحسبون أنفسهم على خير..
مواقف جد غريبة أراها يوميا... زوجة رفقة زوجها، تلبس "حجابا" أو لنقل"جلابة" ضيقة ومعطرة وكل تضاريسها ظاهرة للعيان، أمّا هو فيرتدي ملابس قديمة ويبدو شِـبه عجوز هرم، لا يتكلم ببنت شفة حتى تبادره هي بالحديث، تمشي أولا وهو يتبعها؟؟
فتاة شابة في موقف آخر، غاية في الأناقة والفتنة، تتنقل بين المحال التجارية وخطيبها أو زوجها يتبعها مثل ......؟ وتمر على واجهة محل للملابس النسائية، فيعجبها ثوب تود معاينته، فتشير بإصبعها لـ"تبيعها" منادية عليه: "اسْسْ"؟ باخلة عليه حتى باسمه.. فيهرع إليها ولا ينقصه إلا أذنين طويلتين وذيل..
إمام في الشرق الجزائري يموت، فتتحول زوجته وابنتاه إلى عاهرات محترفات في الفنادق والملاهي؟؟ ترى، أين كان هذا الزوج والوالد في حياته؟؟ ألم يكن حريا به أن يزرع بذور الورع والتقوى في أهله ابتداءً؟؟.. شاب في العاصمة يتحدث مع أخته، عن موضوع سهراتها وعلاقاتها المختلطة، تشتري له سيارة من النوع الرفيع، فيصمت، وهي تطور عملها لتصبح مختصة في علم "اللحم" بتزكية من أخيها "الشهم"؟؟
والمضحك في الأمر، أن الجميع ينتقد ظاهرة خروج المرأة ومزاحمتها للرجل، وكأن الجميع يغلق الأبواب على أهله في البيت، أما اللواتي في الشارع فهن ربما.. أخواتي،أجل كلهن أخواتي؟؟ يا للعجب.. ـ بالمناسبة ليست لي أخت، ولم أرزق بمتعة الشعور برفقة أخت طيبة.. مجرد أختين من الأب كانتا قد تزوجتا حتى قبل ولادتي. وهن قاربن الستين الآن..ـ.
أليس مطلبا مُلِحّا أن نجد من يلجم تمرد المراهقات وحتى مرضى المراهقة المتأخرة؟.. كيف سيكون حال هذه الأمة وقيمها، وجميع أخلاقها مستباحة بين عورات النساء؟؟ صدقوني، لو تحكم كل رجل في من له من حريم، لـَما وجدت شبابنا متسكعين في الشوارع يمورون مورا مع الجائلات.. ماذا سيجذبهم للجلوس دون عمل على الأرصفة.. الملل كفيل بتحريكهم لإيجاد مشغلة يقضون بها وقتهم.. فلم تعد مشاهد الشقراوات والنحيفات والممتلئات والراغبات على مرأى منهم..
لو أصبح للنساء حاكم أمر.. يتعضون به فيمتنعون عن الخروج المتكرر من البيت بلا جدوى، لانتهت مشكلة الاكتظاظ في المواصلات، ولأصبح الواحد منا يخرج صباحا لعمله وهو مطمئن على وجود وسيلة نقل مريحة له.. وسيسعد كثيرا عندما يجد زملاؤه فرص عمل أوفر ما دامت النساء عازفات عن العمل، أليس حريا بالزوج إبقاء زوجته في البيت لتربية ابنه تربية صالحة ونسيان فكرة الوظيفة "المؤنثة" التي ستـُعطل خط النمو النفسي والصحي والفكري للوليد من جهة، وتضيق الخناق على طالبي الرزق من الشباب المقبل على الزواج من جهة أخرى؟؟
موقفي ليس "ذكوريا" عنصريا اتجاه المرأة، بقدر ما هو رغبة في إعادة هذا الكائن "الضعيف" والشاعري إلى مملكته التي غادرها منذ زمن بعيد.. المرأة خـُلقت لوظيفة واحدة.. خـُلقت لتكون ابنة شريفة تعين أمها وتسلي همومها، خـُلقت أختا كريمة تهتم لشأن أخيها وتهيؤه عاطفيا ليتعامل مع زوجته المستقبلية.. خـُلقت زوجة تـَعُـف زوجها، وتـُرسي قرار بيتها، وتحفظ عِـزتها، خـُلقت أُمّا حنونا تنشِئ الأجيال الصاعدة وتـُودِع بهم مكارم الأخلاق وعُرى القيم النبيلة.. هذه هي المرأة التي نريد.
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. سفيان7/3/12

    ماذا عسانا نقول ياأخي ...
    الله يستر ....

    ردحذف
  2. سترنا الله في الدنيا والآخرة

    ردحذف
  3. سوسن امين11/4/12

    مطلوب نساء يعرفن الله حق المعرفة, المرأة لا تحتاج إلى رجل ليزرع فيها تقوى الله والالتزام بالأخلاق,فيوجد الكثير أيضا من الرجال يحتاجون هم أنفسهم تربية وتوجيه وأخلاق, طبعا فيه انفلات أخلاقي وفيه كثير من النماذج التي ذكرتها ودائما نقول أين الأهل؟ الأهل إما موافقين على سلوكيات بناتهم أو غير قادرين على نصحهم وتوجيههم. أظن أنك متحامل قليلا على المرأة (ولا أقول كثيرا)لأن المرأة تستطيع أن تعمل عمل مناسب وكريم وهي متمسكة بحجابها وأخلاقها

    ردحذف
  4. شكرا لتعليقك الأخت سوسن..
    وأؤكد لك أني لست متحاملا أبدا على المرأة وإنما غيور عليها وعلى سائر نساء المسلمين..
    أما أن تكون المرأة محافظة على حيائها وعفتها.. فهذا ما نرجو ونتمنى أن نلقاه في حياتنا اليومية..
    جزاك الله خيرا..
    ودمت ودام عزك..

    ردحذف
  5. غير معرف21/5/13

    كيف تتحدت عن العغة والشرف وعن الله وما يقوله وانت تقوم حاليا بما حرمه الله وهو التنابز بالالقاب وتشبيه الانسان بحيوان اي اخلاق تتحدت عنها ام ان العفة والشرغ في نظرك هو عدم ممارسة الجنس فقط

    ردحذف
    الردود
    1. أنا لا أشتم بل أقول ما يجب قوله..
      لا داعي للتناسي..
      الديوث لا يدخل الجنة..
      يكفي هذا..

      حذف
    2. صفاء25/3/14

      صدقت الأخت سوسن : مطلوب نساء يعرفن الله حق المعرفة،وفي المقابل رجال يفقهون هذه المعرفة لكن أشير أستاذ معمر أن المرأة لم يكتب لها التزام بيتها فقط فهناك من حتمت عليها الظروف أن تعمل وتعيل عائلتها وفي نفس الوقت تبقى محافظة على حجابها

      حذف
    3. تماما مثلما قلت.. تحافظ على حجابها المادي والمعنوي.. وليس خرقة تضعها على رأسها والبلاوي تحيط بها من كل جانب كما يجب عليها تحري العفة وأمكنة العمل البعيدة عن كل شبهة..

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة