الكرسي المتحرك يهزم بن فليس

         بنسبة 81 بالمائة تغلب الرئيس المترشح لعهدة رابعة "عبد العزيز بوتفليقة" على منافسه الأبرز "علي بن فليس" الذي لم يحصد إلا 12 بالمائة من أصوات الناخبين، في حين أتى المترشح "عبد العزيز بلعيد" ثالثا بـ3.36 بالمائة، و"لويزة حنون" رابعا بـ1.37 بالمائة، في حين لم يصوت على "فوزي رباعين" و"موسى تواتي" مجتمعين أكثر من 180 ألف ناخب، أي أقل حتى من زوار مدونتي على الإنترنت!

ظهر بوتفليقة يوم الانتخاب على كرسي متحرك لا ينطق بكلمة، يوجهه مرافق شخصي له.. وفي عيني الرئيس جحوظ وآثار مرض بادية، كما لوحظ به شبه عجز عن الاستجابة السريعة لأي فعل.. رغم هذا لم تنتقص هذه الحال من صورة الرئيس المعهودة في أذهان الجزائريين الذين لم يبخلوا عنه بأصواتهم ـ ونخص بالذكر هنا الذين انتخبوا أساسا ـ، وكان مقدارهم حوالي 8 ملايين مواطن، ولكن السؤال البريء هنا، يأتي من عملية حسابية جد بسيطة:

الجزائريون يفوق عددهم 39 مليون نسمة، صوت منهم لبوتفليقة 8 ملايين فقط.. بمعنى أن 31 مليون جزائري لا يهتم بصاحب المنصب إطلاقا.. هنا: ما محل هذه الأغلبية الرافضة أو الصامتة؟؟

الأمر الغريب في هذه الرئاسيات، شهدت الحملة الانتخابية رفضا شعبيا غير مسبوق للحاشية المنادية بعهدة رابعة لبوتفليقة.. مسيرات ملأت شوارع الشرق الجزائري تنديدا باستهزاء "عبد المالك سلال" بالشاوية، طرد لـ"سلال" في بجاية، وممثليه الآخرين في ولايات أخرى وحتى في الخارج خصوصا بفرنسا، ظهور حركات احتجاجية ومقاطعة للانتخاب.. كل هذا اضمحل بتاريخ الـ17 أفريل؟؟ حللوا وناقشوا..

بالمقابل، بن فليس الذي حاول الاستفادة من سقطات أعوان بوتفليقة ليكسب مودة الشرق والصحراء، وغازل المعارضين، لم يَجْنِ من تعبه إلا التهم بالتخوين والإرهاب.. وعاد بخُفيْ حُنين من كل هذه الجلبة "الكرنفالية"..

في السابق كان الحكام يأتون على دبابات، أما الآن فأصبحوا يأتوننا على كراسي متحركة.. لا أدري أي سبب غيّر المُعادلة، أ لهذه الدرجة عقرت نساء الجزائر على أن تلدن رجالا يحكمون البلد، وإن كان بوتفليقة صمام أمان الجزائر، فأين مبدأ دولة المؤسسات التي لا تزول بزوال الرجال؟؟ وما مصيرنا يوم يلقى الرئيس ربه، وهو على ما هو عليه من وضع صحي.. على كل حال، نرجو الله تعالى أن يعافي الرئيس ويرزقه الصحة وطول العمر حتى يبقى صمام أماننا بخير دائما..  

                                                                                               بقلم / معمر عيساني. 

اقرأ أيضا/

 عندما يُغادر بوتفليقة قصر المُرادية

 

 

داعش: نزيف دمشق.. دماء في بغداد

الربيع العربي يـئِـد القضية الفلسطينية