عندما يُغادر بوتفليقة قصر المُرادية

        لم يبق إلا أسابيع قليلة قبل موعد الرئاسيات في الجزائر.. المرشحون يتكاثرون مثل الفطريات، والمعارضة تعوّل على هذه الانتخابات لأجل التغيير، بينما تقوم الموالاة وأحزاب السلطة بالمراهنة على ترشح الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" لعهدة رابعة.. هذا الرئيس الذي لم يعد كسابق عهده يزلزل القاعات بخطاباته، ويفتح الولايات بزياراته.. بل أضحى رجل لقاءات مغلقة تتحكم الكاميرات في منتجة الظاهر منها والباطن.

المُحزن في الجزائر هشاشة البدائل المتوفرة لخلافة الرئيس "بوتفليقة".. فالأرانب المترشحة لرئاسيات هذا الموسم ليست بحجم حكم بلد كالجزائر.. شخصيات لم تنجح حتى في الانتخابات البلدية.. لن يكون لها حظ في رئاسة الجزائر..أما التخويف المضخم من التزوير فما هو إلا محاولات لتضخيم أسماء لا محل لها من نفوس المواطنين الذين لا يثقون بهؤلاء السادة خلف مكاتب رئاسة البلديات فما أدراك بسدة الحكم!
الكلام عن العهدة الرابعة ظلم لـ"بوتفليقة" أكثر منه ظلم للشعب.. الأجدر بالرئيس أخذ استراحة محارب.. وتعويض ما فات من أيام في قصر "المرادية" بأيام أخرى في البيت لاسترجاع النفس الملائم لتحرير مذكراته التي لا ريب أنها لن تخلو من عنصر المفاجأة لدى سرد الانتقال اللامتوقع من عشرية الدم إلى عشرية الفساد المالي.. أو لنقل لازلنا في المرحلة الانتقالية فقط.. وبقي لنا بضع أشهر لدخول عتبة المجهول في الجزائر..
صدقوني باستثناء "بوتفليقة" لا أُومن بجدارة رجل آخر لحكم البلد.. سموها "شيته" أو تملق.. هذه قناعة.. ومثلما لرجال المعارضة آراؤهم التي يصدحون بها صبحا ومساء.. فلي رأيي الخاص.. وهذا هو جوهر الديمقراطية حسب المعروف لدي.. وإن غـُيّر مفهومها ـ أقصد الديمقراطية ـ فأعلموني أكرمكم الله..
البديل لخلافة "بوتفليقة" في قصر "المرادية" لن يحتاج لبهرجة إعلامية وتضخيم جماهيري.. البديل لابد له من أعمال تقدمه دون ثرثرة.. البديل لابد أن يكون توافقيا.. البديل لا ينفع له اسم "أحمد أويحيى" أو "عبد العزيز بلخادم" فالاسمين قد يكونان طبق رجال الكواليس في النظام.. البديل ليس بالضرورة عرائس القراقوز التي تتشدق بمكائد التزوير وكأنها متأكدة من فوزها باعتبار نجاحات وهمية لا أعرف من أين أتت بها؟؟
إن استمرت لائحة المترشحين للانتخابات الرئاسية في الجزائر على ما هي عليه من أسماء.. ولم يدرج بها اسم آخر أكثر مصداقية.. فسأصوّت بظرف فارغ.. ولن أصوت حتى لـ"بوتفليقة" رغم مساندتي له، وحبي النابع من ولايته علي.. لأن استمراره في الرئاسة هضم لحقوقه المدنية.. ولست ممن يساهمون في هذا السوء له.. أما عن الجزائر.. فالله الله في أهلها الذين لم ينهوا تضميد جروح التسعينيات، فماذا عن ما سيأتي في الـ2014..
بقلم / معمر عيساني.
  

تعليقات

الأكثر قراءة