المطلقة والكبيرة في السن، من سيتزوج بهما؟

        نواصل حديثنا عن الزواج والبحث عن المرأة الصالحة.. واليوم سنقترب أكثر من حالات يصعب الحديث عنها لفرط ما بها من حساسية، المطلقات اللواتي لم يجدن حظهن في الزواج الأول وبقين دون رباط، والكبيرات في السن من خالفهن القدر في اللقاء بفارس الأحلام، وفاتهن قطار الأيام حاملا معه أجمل الأماني والمسرات... هذان الصنفان من النساء أي حظ لهن في الزواج، وهل هن مقصد من يبتغي إكمال دينه من الشباب؟؟


منطقيا لن نجد شابا مقبلا على الزواج ليرشح مطلقة أو كبيرة في السن لعقد قرانه.. وإن كان فلأجل أسباب ظاهرة معلومة.. أهمها الرغبة فيما قد تملكه هذه المرأة من مال قد يُغشي بصيرته عن طلاقها أو كبر سنها، والأمر الآخر قد يعود لعيب مُلمّ بالشباب يمنعه من الزواج ببكر جميلة، خاصة إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو لديه ظروف عائلية اجتماعية قاهرة..
وفي الغالب الأعم تكون المطلقات والكبيرات في السن من نصيب أولئك الرجال الذين هم بدورهم مطلقون، ولديهم أطفال يحتاجون الرعاية مثلا، أو يكونون ممن فاتهم سن الزواج ولا يملكون الباءة الكافية للإتيان بفتاة صغيرة السن.. يعني أن الكفاءة والتقارب في تشابه الحالتين ضروري لإنجاح العملية.
ولكن لا ننسى أن المطلقة وإن كانت نظرة المجتمع سلبية في العموم اتجاهها، فإنها من الممكن أن تمتلك من خبرات الحياة الزوجية ما يدعم مشروع زواجها الثاني، فالمشاكل التي واجهتها في زواجها الأول تستطيع تفاديها مستقبلا، كما أنها ستقدّر كثيرا قيمة الزواج ما يجعلها راضية بمن ستقترن به جد الرضا، مع الأخذ بالاعتبار إمكانية التقائها بمن يناسبها حقا في الحياة، فالانفصال عن الرجل الأول لا يعني أنه الأفضل الذي لن يكون بعده رجل..
لا بأس.. هذه النظرة الوردية للموضوع قد تعتدل إذا تذكرنا أن المطلقة في الأحسن الأحوال هي زوجة فاشلة رسبت في أول امتحان زواج لديها.. وبخصوص هذا الفشل من الممكن أنها لم تكن على استعداد كبير للامتحان ولم تراجع دروسها جيدا... وخيرها في غيرها.
المطلقة إذا كانت مشروع زواج ناجح فبإمكانها إسعاد أي رجل كان، وإن كان الزواج الأول  في حياته.. ولنا في سيرة الرسول العدنان صلوات الله عليه وتسليمه خير مثال في هذا النموذج.. إذ تزوج عددا من المطلقات وأصبحن بعصمته من أمهات المؤمنين اللواتي رضى الله عنهن وأرضاهن.
أما بخصوص النساء الكبيرات في السن، فعلى قدر الأعمار تأتي خبرة تدابير الحياة والحنكة في تسيير شؤون البيت، فالمرأة بتوالي الأيام والسنوات عليها، وبعشرة أهلها والناس من حولها تكتسب معارف اجتماعية وأسرية كبيرة، وستتمرن على الاصطبار ومواجهة المحن والشدائد، والنتيجة أنها امرأة ناضجة بمعنى الكلمة.. لا ننسى هنا ارتقاءها لدرجة الامتياز في الطبخ وحتى الخياطة والطرز وغيرها من المهارات..
عندما اختار الله تعالى خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التاجرة الكبيرة في السن، كأول زوجة لرسوله الكريم، كان ذلك لحكمة ربانية تجلت يوم نزلت النبوة على الحبيب المصطفى، إذ كانت على قدر من الثبات جعل الرسول صلى الله عليه وسلم ينهل منها ما يعينه على بداية هذه المرحلة الجديدة من حياته..
نذكّر أنفسنا بأسباب تأخر سن الزواج لدى بعض النسوة، منها طبعا عدم تقدم شاب مناسب للخطبة، فليس حتميا أن تقبل المرأة بأي متقدم للزواج بها، فهي الأخرى لديها شروط ومبادئ تحتكم إليها، وتأخر وصول الرجل المناسب إليها لا يعني عدم وصوله مطلقا.. وقد يكون هذا الرجل المناسب شابا يبحث عن نفس هذه النوعية من النساء..
هنالك أسباب أخرى للعنوسة منها ما يحف عائلة المرأة من إشاعات تنفر من الاقتراب إليها، كما أن لمحدودية الجمال لدى المعنية وإمكانية إصابتها بإعاقة أو مرض ما أثر في تأخر الزواج.. وإجمالا نؤكد أن الكبيرات في السن ممن لم يحصلن على حظ من الزواج لسن بأقل شرف من الشابات اللواتي يتسابق إليهن طالبوا العفاف..
لا نعرف أي الطرق تأتي بالخير في مسيرنا لاختيار الزوجة الصالحة.. ولكن البداية الصحيحة تحيلنا إلى نهاية جد صحيحة وجميلة.. فاتقاء الله في الرزق الحلال والسلوك القويم والابتعاد عن كل علاقة محرمة مع البنات سبيل لتجنب كل ابتلاء بزوجة قد تنغـّص الحياة وتفتح لك ألف مشكل ومصيبة..
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. صفاء8/6/14

    هنيئا للمرأة بهذا المقال .. مهما كانت حالتها في المجتمع .. وكل الشكر لك أستاذ سأطالب بنشره أكثر يستحق هذا المقال أن يُقرأ من كلا الجنسين ومختلف الأعمار لعلهم يتفطنو .. وبارك الله فيك أستاذي معمر والله يرزقك الذرية الصالحة ويبارك لك في أهل بيتك دمت متألق تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آمين أختي صفاء..
      أتمنى أن أكون قد قاربت الصواب نوعا ما..

      حذف
  2. صفاء8/6/14

    نسيت لي طلب : أكتب لنا مقال عن الزوج الصالح هههههههههه بعد اذنك

    ردحذف
    الردود
    1. أما عن الزوج الصالح فلابد أن تكتبي مقالته أنت لو سمحت
      لن يعرف صفته إلا امرأة هههه

      حذف
    2. صفاء12/6/14

      تحيتي أستاذي إن كتبتها أنا سيعتزل كل الرجال هههههههههههه تبقى مميز وستكون اكثر تميز بقلمك لا نعرف الرجال كما يعرفون أنفسهم انتظر مقالتك

      حذف
    3. ولك ما تريدين اختي صفاء..
      ولكن بعد حين بإذن الله
      تحياتي

      حذف
  3. الفرندي16/8/14

    حياك الله يا أخي : حقيقة أعجبت بمقالك هذا ، جزاك الله خيرا

    ردحذف
  4. ملاك الرحمن16/8/15

    صدقت أختي رحمها الله بقولها: هنيئا للمرأة بهذا المقال .. مهما كانت حالتها في المجتمع .. جميل ما كتبته عنهن.. والله يرزق كل امرأة مؤمنة مسلمة زوجا تقيا صالحا ... سأنتظر مقالك عن الزوج الصالح عوضا عن صفاء رحمها الله..تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. رحم الله صفاء..
      إن شاء الله تكون لي موجة من المقالات الجديدة لاحقا.. للأسف الفترة الأخيرة انشغلت بعمل الفيديو أكثر من أي شيئ آخر.

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة