البحث عن الزوجة الصالحة

"الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة".. قول صدقنا رسول الله فيه، وكثير من الناس يبتغيه، وقليل منهم يعيه، وطلبه صعب لا يدنيه، أما شأنه فسنتحدث عنه هذه المرة بتفصيل، سنتجاوز ما درجنا عليه في السابق من أقاويل، ونصبو لصبر واقعه بأكثر من دليل، "البحث عن الزوجة الصالحة" سلسلة مقالات جادة وجديدة، تطرح الموضوع بشكل آخر، بعيد عن التكلف وأردية المثاليات، وسنجمع كثيرا من الحالات، وسنتفهم عديد الاختلافات، وسنصل في الأخير إلى زوجة صالحة من خير المؤمنات..

اعتدنا معالجة مظاهر اجتماعية مختلفة، تخص المرأة وعلاقتها "الحساسة" مع الرجل.. قلنا أنها سبب المشاكل الجنسية، ورأس الفتنة، وأول أسباب هلاك الأمة والأخلاق..، قلنا أنها خائنة، بائعة هوى، تابعة للذة، وقاربنا رؤيتها كعديمة عقل... عذرا فوالدتي امرأة، يعني أنثى.، وزوجتي امرأة، ومن المحتمل أن تكون لي ابنة شابة.. ما يعني أنني في جميع الحالات أردد مقولة طارق بن زياد ـ متصرفا ـ: "المرأة من أمامنا و من خلفنا، بل وعن أيماننا وشمائلنا..".

لعل السبب الأبرز في إلحاحي على هذا الموضوع، اهتمامي بقضية الزواج.. ومحوريتها في حياة الإنسان، وخاصة الإنسان العربي المسلم، ضمن مجتمعه المحكوم بتقاليد وعادات تتقارب وقد تتباعد مع الأصل التشريعي.. فإتمام المرء لشطره الثاني في الدين بالزواج، يعني تغير حاله من فردية عبثية، إلى ثنائية "مسؤولة" قابلة للتثليث والتربيع..

إذن.. سنبدأ سلسلة مهمة تتحدث عن الزواج من منظور "المرأة الصالحة" التي ستتقن دور الزوجة المحبة والمطيعة لزوجها، باعتبار تفرد هذا الزوج بها، قبل وأثناء الزواج.. سنعرف مواصفات المرأة التي تستحق أن تكون زوجة، وسنسير في رحلة البحث عنها، كما لابد من كشف الستار عن خدع النساء ودجلهن في الترويج لأنفسهن وربط الرجال بهن.. ولابد من توضيح اللبس في نواحٍ أخرى جعلت المرأة ضحية، ومُدانة بلا تهمة..

في هذه المقالات سندرس حيثيات الزواج بدءا بالخطوبة ومرورا بعقد القران وليلة الدخلة، وانتهاءً بيوميات هذه الزوجة في بيتها الجديد، وسنناقش كثيرا من التقاليد والعادات بغض النظر عن صحتها أو خطئها.. وفي كل هذا سننوه بالجانب المادي في مشروع الزواج، وحتى الجانب الصحي والنفسي..

تفاصيل أخرى سنتحدث عنها، ولكن.. ما الجديد في الموضوع؟؟ طبعا، الجديد: سيكون الواقعية المعهودة في طرح مثل هذه القضايا عبر المدونة.. لن نتكلف، لن نجتر ولن نعيد ما تتداوله المواقع الأخرى وسائر المجلات.. لن نعتلي بُرجا عاجيا لنلقي خطبا أو مواعظ لا تمت بصلة إلى واقع حياتنا اليومية، ولكن سنلامس حقيقة الرؤية الشرعية لمختلف مضامين المقالات التي ستنشر عبر هذه السلسلة تحت بند "استفتِ قلبك"..

حسنا لنعتبر هذه المشاركة الأولى افتتاحية للسلسلة. ولنبدأ على بركة الله رحلة البحث عن الزوجة الصالحة..

معمر عيساني

اقرأ أيضا:

قبل أن تفكر في الزواج!

المطلقة والكبيرة في السن، من سيتزوج بهما؟

بين الزوجة العاملة والماكثة في البيت

ما أوصاف الزوجة التي تود؟

أين تعيش الزوجة الصالحة؟