الجزيرة: الكفاءة و "الخبزة"

 


استطاعت قناة الجزيرة الإخبارية أن تكون مؤسسة إعلامية احترافية، قادرة على توجيه الرأي العام، وتجاوزت نقل الخبر إلى صناعته! ولا ننفي أنها أول من مكّن المواطن العربي من تجربة الوعي السياسي ومنحه فرصة ليعبر عن رأيه..

ولكن هذه القناة التي أصبحت شبكة إعلامية دولية تابعة لدولة قطر، وتحتكم لسياساتها، وتنقل الأحداث وفق رؤية الحكام في الدوحة وما يناسب علاقاتهم الدبلوماسية، هذا لا يقلل من شأن الجزيرة لأنها بحق بوتقة للكفاءات والخبرات، ولكنها تلزمنا أن نتزن في تلقي ما تبثه بين الحين والآخر..

مذيعو الجزيرة لم يتحدثوا بموضوعية عن قاعدة السيلية التي أَوَت المارينز، واحتجبوا عن علاقات قطر مع تل أبيب، بينما أسهبوا حين قطيعة دول الخليج معها، وأصبحت الجزيرة وقتها مثل قناة اليتيمة عندنا، ولا ضير في هذا الولاء.. فالرواتب تأتي من لدن ولي الأمر هناك!

وهنا تعليقا عن لقاء الرئيس عبد المجيد تبون مع حفيظ دراجي وخديجة بن قنة، أرى أن من مارس المعارضة السياسية من خارج الوطن وهو في أريحية بعد ضمان قوته وإقامته لا يحوز مصداقية كافية عندي.. وكفى القوم تقلبهم بين المرحلة والأخرى.. وطوبى لهم إن أذعنوا لإملاءات وزارة الخارجية القطرية تماشيا مع هوى الجزائر.. فقطع الأعناق أرحم من قطع الأرزاق.

معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة