حوار مع الروائي سفيان مخناش.

نجحت في تجارة الديكور، وأبدعت بين السطور..
وشهرة رواياتي تؤكد وجود مقروئية في الجزائر.

من هو سفيان مخناش؟
سفيان مخناش كاتب وروائيّ جزائريّ، من مواليد 1984 بمدينة عين ولمان جنوب محافظة سطيف، الحالة الاجتماعية أعزب.
تلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه، وبعد نيل شهادة البكالوريا عام 2004 انتقل إلى العاصمة ليلتحق بكلية الحقوق ببن عكنون، وفي العام الموالي ترشّح لامتحان البكالوريا مرة ثانية وبعد نيلها اِلتحق بمعهد الإعلام وعلوم  الاتصال لدراسة العلوم السياسية.
أختير عام 2009 من بين الطلبة الذين تحصلوا على منحة لإكمال تعليمهم العالي بجمهورية مصر العربية أين اِلتحق بمعهد أنور السادات للعلوم الإدارية، غير أن الأزمة الكروية التي وتّرت العلاقة ين البلدين أرغمته وعديد الطلبة على الرجوع إلى أرض الوطن، حيث تم استقبالهم مجددا بكلية الحقوق ببن عكنون، أين تحصل على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة.
في نفس السنة اِلتحق بمعهد السياحة والفندقة لينال دبلوم في السياحة والفندقة تخصص مرشد سياحي.
أقام لمدة وجيزة بالجمهورية العربية السورية وعاد للوطن بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها خلال تلك الفترة.
قرر خوض تجربة الاستثمار الصناعي التجاري، أين خلق شركة بسيطة لانتاج الديكور عام 2011، وبسرعة اشتهر اسم الشركة عند العام والخاص وحازت عدة شهادات لحسن التوريد والإنجاز والجودة.
عام 2012 قرر الدخول إلى عالم الكتابة بشكل رسميّ بعد أن كانت كتاباته تقتصر على بعض المقالات في الصحف المحلية والعربية والمواقع الالكترونية، أين بدأ بنشر أول رواية له:"لا يترك في متناول الأطفال"، هذه الرواية التي كانت نقطة تحول في مسيرة "مخناش" الإبداعية حيث لاقت انتشارا واسعا فور صدورها رغم أنها أولى تجاربه في عالم النشر وأول ظهور لاسمه بين مئات الأسماء المكرسة في المشهد الثقافي الجزائري.
ولأن بالواقع الأدبي الجزائري الكثير من الأقلام والألسن التي تثبط لا تدعم، تحسد ولا تقلّد، تفارق ولا تعانق، تشتم ولا تحب، قرر الكاتب الابتعاد عن المشهد الثقافي والإعلامي لمدة سنتين كاملتين كشبه مقاطعة أو احتجاج لما يحدث، خصوصا بعد الواقعة التي قام بها الروائي الجزائري أمين الزاوي في تصريحه الشهير أين نفى الإبداع عن أجيال كاملة عرفتها الجزائر واختزلها في خمسة أسماء ومن حينها صارت تعرف الواقعة بالأسماء الخمسة، مما أثار غضب وانتقادات أغلب الكتاب والمبدعين الجزائريين.
وفي عام 2016، قرر الكاتب سفيان مخناش العودة إلى الواجهة برواية "مخاض سلحفاة "، وهي كوفاء لوعد قطع به للقراء عندما طالبوه بجزء ثان لروايته الأولى "لا يترك في متناول الأطفال"، والتي لاقت إقبالا كبيرا عليها خصوصا خلال الصالون الدولي للكتاب بالجزائر حيث احتلت المراتب الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعا.
ولأن الكاتب يرضخ دوما لطلبات قراءه فهو مشتت اليوم بين إصدار جزء ثالث، أو إخراج مخطوطاته القديمة لترى النور، خصوصا ودور نشر عربية مهمة تعرض عليه خدماتها للنشر إلا أن الكاتب يظهر جليا أنه راهن على المحلية وكسب الرهان، ويلجم الأفواه التي تتحدث عن أزمة مقروئية في الجزائر.

لماذا اخترت الكتابة، وبالضبط "الرواية"؟
بصراحة لا يختار الواحد منا ما يكتب أو النمط الذي يكتب من خلاله، اعتقد انه منذ الولادة يحدد مصير المبدع –ونولد كلنا مبدعين- منا من يصير روائيا ومنا من يصير شاعرا أو رساما أو مغنيا وهكذا...

لديك "لا يترك في متناول الأطفال" و "مخاض سلحفاة".. لماذا هذه العناوين؟
لا أخفيك أني كافحت وقاومت حتى تصدر كتبي بهذه العناوين أولا لأنها كانت بداية الانطلاقة أي أني يوم نويت كتابتهما كانت العناوين جاهزة ولم تأتي بعد الانتهاء من الكتابة..ثانيا وحده المبدع يعرف إن كانت العناوين مناسة للمتن أم لا...هنا لا أنكر أن بعض العناوين قد تسيء إلى العمل وهذا راجع إما عن سوء اختيار أو ربما جراء تدخل خارجي.

عم تتحدث الروايتين باختصار؟
 صدقا لا يمكنني تلخيص أعمالي في جلسة.. لأنه لو كان هذا بالإمكان لم أكن لأكتبهما بذلك الحجم تقريبا 200 صفحة لكل عمل، قد أغير رأيي إن أعطيتني 500 دج هههه

 هل من روايات أخرى؟
 حاليا أنا في فترة نقاهة، وصار يعرف عني أني أنظم النسل ..فبين عملي الأول "لايترك في متناول الأطفال" والعمل الثاني "مخاض سلحفاة" كان الفارق 5 سنوات.. لهذا سيطول الأمر نوعا ما ففي اعتقادي أن الكمية ستؤثر على النوعية.

يضيف روائيون طابع الشعرية لنصوصهم، وآخرون الرمزية، والسخرية وغيرها.. ما رأيك؟
هي أمواج يركبها المبدعون والكل حر في طريقة ركوبها، وهي تختلف من مبدع إلى أخر، فعن نفسي أنا من المدافعين عن اللغة الشاعرية أعتبرها كالقيتار الكهربائي في الأغنية..عندها جرعة أو قدر معين وتوضع في أماكن محددة.

حدثنا عن المسابقات والتظاهرات الأدبية الثقافية التي شاركت بها. وهل من جوائز؟
نعم، بمجرد دخولك إلى هذا العالم تصبح فردا منه تؤثر وتتأثر، صارت توجه لي دعوات لحضور ملتقيات ومؤتمرات لبّيت معظمها قصد التعرف أكثر على واقع الأدب في الجزائر، نفس الشيء بالنسبة للمسابقات شاركت في اثنتين –حسب عدد الاعمال- فلا يخفى عليك أن جل المسابقات تشترط أن لا يكون العمل قد رشح لجائزة أخرى...روايتي الأولى "لا يترك في متناول الأطفال" حازت على جائزة رئيس الجمهورية المسماة "علي معاشي" المرتبة الأولى عام 2013،
لتطبع الرواية في العام الموالي للمرة الثالثة عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية
ENAG مما يجعلها الرواية الأكثر مقروئية في وقت قياسي بمجموع 3500 نسخة.
في نفس السنة يتحصل الكاتب سفيان مخناش على الجائزة الأولى على المستوى الوطني في فرع القصة في إطار مسابقة المبدعين الشباب لأقل من 30 سنة.
وفي 2016 نالت رواية "مخاض سلحفاة" جائزة "عبد الحميد بن هدوقة" المرتبة الثانية.. واحتراما لنفسي ولجهدي ولإبداعي وكما أعلنت عنه سابقا عبر الفيسبوك أني مقاطع لجائزة "آسيا جبار" التي فقدت مصداقيتها وهي في المهد.

من هم ملهموك وعرّابوك في الرواية؟
ملهمي الوحيد وعرّابي هو مايكل جاكسون..أما في الرواية هو النص الجيد.

كلمة للروائيين الشباب
أنا من دعاة "دعه يبدع اتركه يكتب" ووحده التاريخ كفيل بالغربلة. فقط حبذا لو يتريثوا ولا يتسرعوا في النشر..قرأت أعمالا لمبدعين شباب تمنيت لو استشاروا مقربيهم قبل دخولهم عالم النشر لأنها حين ذلك ستكون الرواية ملكا للقارئ ولا يمكن سحبها...ضف إلى ذلك التكثيف من فعل القراءة للآخر وتجنب القراءة للأسماء.

بعيدا عن الكتابة.. هل من هوايات ومواهب أخرى لسفيان مخناش؟
أعكف حاليا على التدرب على بعض الآلات الموسيقية التي أحبها وأجدني عاجزا حتى في طريقة مسكها..أعتبر الموسيقى دين وليست فقط مجرد لغة عالمية توحد شعوب المعمورة.

ماهي أمنياتك ومشاريعك المستقبلية لو سمحت؟
أمنيتي أن تتحقق أمنياتي.. فعلا هي كثيرة ولا أحب الإفصاح عنها كما أحب أن أراها تتجسد.

حاوره: معمر عيساني.

تعليقات

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة