الوشاية المنكَرة!


 نادى الإمام في الناس، ونهاهم عن تخطي الرقاب في الجمعة، وشرع في خطبته، وأتى المخلفون من المصلين، فحدث ما يدعوك للبكاء والضحك في آن واحد!


لم يتوان نفر من المصلين المبثوثين داخل المسجد، أن يلتفتوا "أثناء خطبة الإمام، وفي طابق أعلاه" ليشيروا لمن أتى متأخرا أن يتقدم للصفوف الأولى، إذ بها أمكنة يمكن الجلوس فيها لسماع الخطبة ومن ثمة الصلاة!


مارس المصلون نوعا من الوشاية المنكرة، والتملق الزائف، والتعاون الآثم... ينبئك عن مجتمع يُنصّب الآخر "المصلح" عدُوا وجب الاتحاد والتآزر ضده.


ومثله من يشعل أضواء سيارته للقادمين أو ينبههم ببوقها، إلى وجود حاجز أمني بغية تدارك حزام الأمان، أو استعمال الهاتف أثناء السياقة، وكأن رجال الأمن في الحاجز من دولة معادية، والسائقون مجاهدون في سبيل الله!


ما يدريك أن السيارات التي تشعرها بوجود حاجز أمني لا تحمل مخدرات أو مخطوفين أو أي منكر؟ وأي أجر لمن قطع إنصاته لخطبة الإمام حتى يدفع بالمتأخرين عن الصلاة إلى الصفوف الأولى في تضاد صارخ مع ما أرشد إليه الخطيب!؟


جميل أن نتعاون على البر والتقوى وأن ندعو للمعروف، ولكن الأجمل أن ننهى عن المنكر ولا نتعاون على خرق القانون وما ينظم حياة الناس،  فهذه ليست وشاية ولا غدرا بالمخطىء، بل تصويب له وزجر حتى لا يلحق الأذى بالآخرين حين ممارسته العشوائية واللانظام.


#معمر_عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة