لأجل الجزائر ..


على مقربة من الانتخابات الرئاسية، تعيش الجزائر حالة تشويق ضخمة، يرافقها كثير من الاحتقان غير المسبوق في تاريخ دولة أنهكتها سنوات الاحتلال والإرهاب والعصابة. ووصلنا بقدرة قادر وكيد ماكر إلى فريقين متناحرين، كل منهما متعصب لرأيه غير مستعد لقبول الآخر.

استمرار الحراك الشعبي بعد انقضاء أكثر من تسعة أشهر أفرز تباينا في المواقف، وتجاذبات سياسية حملت مصطلحات جديدة ورؤى تريد التغيير والخروج من بوتقة العهد البوتفليقي، لكنها في ذات الوقت تأصِّل لواقع يقمع فيه كل طرف معارضيه بما أوتي من وسائل تواصل، ما ولّد ثقافة مجتمعية مستحدثة تتخذ الشتم والسب والإقصاء والتخوين مطية لفرض منطقها!
المشاركة في انتخابات 12/12 من عدمها قرار شخصي، الجميع أحرار في اتخاذه، فكما نجد متحمسين للانتخابات لإحياء مؤسسة الرئاسة من جديد، وداعمين لقرارات المؤسسة العسكرية المتماشية مع الروح النوفمبرية الباديسية، وهم في ذلك يرهنون استقرار البلد ببقاء الجيش ووحدة هيكلته.
نجد كذلك المشككين في جدوى الانتخابات والمتخوفين من بقايا العصابة وجذورها، أولئك الذين لازالوا يخرجون كل جمعة منادين بالتغيير الشامل، وإبعاد الجيش عن السلطة.
كلا الفريقين مصيب لا في موقفه، بل في هدفه ووطنيته! فالهدف واحد وهو سلامة الجزائر من كل سوء داخلي وخارجي، وعودة الوطن إلى سكة التنمية، للارتقاء بحال الجزائريين من عيشة التخلف والفقر إلى حياة التحضر والازدهار.
علينا تقبل الطرف الآخر، سواء انتخب أم قاطع، أحب الجيش ودعمه أم رفضه واحتج ضده، عربيا كان أم أمازيغيا، فالروح روح جزائرية، والشارع يسع الجميع بتآلف لا عنف! وأي دعوى للتشدد والتعصب أو مواجهة طرف ما هي الخيانة بعينها، ووجب علينا إسكات المحرضين والمتحمسين تعصبا لا فكرا وتقديرا، درءا لفتنة قد تحيل الجزائر إلى أرض خراب ودمار.

بقلم | معمر عيساني


تعليقات

الأكثر قراءة