حالة زنى في نهار رمضان!

منذ سنوات في أحد أيام شهر رمضان المبارك، أردت اختيار هدية لأمي بمناسبة اقتراب عيد الفطر.. فبادرت إلى تفقد عدد من المراكز التجارية المختصة في بيع الملابس النسائية في مدينتنا.. لكنني لم أجد بُغيتي، فالجميع يميل للمتاجرة في ما تقتنيه المراهقات من قصير وضيّق.. عموما واصلت بحثي رغم مشقة الصيام يومها إذ كان الجو حارا للغاية.. لأصِل في النهاية إلى محل بمجرد دخوله رأيت مشهدا تقشعر له الأبدان في نهار رمضان؟؟

فتاة في العشرينات من العمر تلبس عباءة أو "جلابة" كما يسميها البعض، وشعرها من دون غطاء، حمراء الوجه بشدة، وأمامها البائع الذي سرعان ما استدار إلي ليسألني عن حاجتي، إذ كان مع هذه الفتاة خلف باب المحل.. أنا في مثل هذا الموقف ألقيت بصري في معروضات المحل، وسألته عن لباس لا يبيعه قصدا حتى أخرج بسرعة من ذلك المكان النتن..

لا ريب في أن ارتباك الرجل ووجوده في خلوة مع الفتاة خلف الباب تحديدا، واحمرار وجهها غير العادي، سببه أمر واحد، وهو الشروع في ممارسة جنسية غير شرعية.. لست جازما في الرأي.. فالحكم يحتاج لشهادة ثلاث رجال آخرين معي، ولن نأتي بالقول الفصل إلا إذا رأينا الجاني والجانية في الوضعية النهائية للممارسة...

ولكن انطلاقا من منطِق العصر الذي نعيشه، وقراءة في تفاصيل المشهد، نجد أنفسنا أمام كبيرة من الكبائر، يتبعها انتهاك صارخ لحرمة رمضان الأغر.. هذه الحالة ستوصلنا استقراءً لعشرات الحالات الموجودة يوميا في رمضان وغير رمضان.. فمن المؤكد أن مئات النساء اللواتي يستيقظن صباحا ليلبسن الملابس اللافتة للأنظار بألوانها وضيقها وقصرها، ويضعن المساحيق والعطور القوية، لا يفعلن هذا طاعة لله ومرضاة لعباده، وإنما كبديل لرفع لافتة حمراء يُدون عليها بالبند العريض: "أنا أرغب في الجنس"...

للأسف رغم كل هذه الفضائح تستمر النساء في احتلال الشوارع والمحلات، ويستمر الرجال في تخدير رجولتهم... أما أنا فقد وجدت الهدية المطلوبة لأمي، بعدما اتجهت لعدد من المحلات الأخرى، التي تحترم على الأقل زبائنها..  

بقلم / معمر عيساني