البكالوريا للجميع

أكد كثيرون أن امتحان شهادة التعليم الابتدائي نهاية هذا الموسم كان غاية في السهولة، وبالنظر إلى تفاصيل الواقع "التعليمي" في الجزائر، نستشعر تباشير بكالوريا سهلة جدا هذا العام.. والانتقال للجامعة سيكون حليف الجميع إلا من أبى.. 
تغييران في الوزارة، من "بابا أحمد" إلى "بن غبريط رمعون"، إضرابات متتالية، فترة ركود لأجل انتخابات الرئاسة، فتنة طائفية في غرداية أوقفت مسار الحياة الاجتماعية بما فيها التعليم،  هذه الأحداث كلها لابد أن تؤثر على محتوى الشهادة للعام 2014م، سواء في التعليم الثانوي أو المتوسط، لا يمكن في أي حال أن تجرى امتحانات عادية نهاية هذا الموسم تكون أسئلتها مدعاة للتخوف أو العجز أمام حلها.. لذا نبشر تلاميذنا بالنجاح من الآن ونحن مقبلون على الشهادة بعد ساعات فقط من الآن..
هذا لا يعني طبعا الاتكال على التكهنات وعدم التحضير الجدي، ولكن دون ضغط ولا ارتباك.. لو سارت الأمور على طبيعتها من بداية الموسم أنا متأكد من أنه ستكون بكالوريا ثقيلة ذات أسئلة صعبة، بالنظر إلى بكالوريا العام الماضي التي رسب بها عدد كبير مقارنة بشهادات "بن بوزيد" التي كانت تمنح جُزافا.. "بابا احمد" وقتها كان يريد الارتقاء شيئا ما بامتحانات نهاية السنة، وجعلها على قدر من "الجدية" و"المهنية"، وهو نفس نهجه لو استمر في الوزارة مع ضمان تهدئة في المجتمع الجزائري.
مع وصول "نورية بن غبريط" للوزارة، ومع الجدل الدائر حولها وحول أصولها اليهودية، وتنكر الجهات المعنية للوعود التي أبرمت مع النقابات إبان الإضرابات التي شلت القطاع منتصف السنة، وباعتبار ما ذكرناه من أحداث وطنية، سيحاول القائمون على سير الامتحانات تمرير أكبر عدد من الناجحين لضمان التهدئة وإدخال السرور لنفوس الجزائريين، ووَصْلِ هذا الجو العام مع شهر رمضان والمونديال، والعطلة الصيفية، وحتى الدخول الاجتماعي المقبل، وهنا لابد من نعي المستوى العلمي في البلاد برمتها..
في الأخير، أتمنى النجاح الأكيد والحقيقي، والمبني على معرفة وعلم لا إهداء من الوزارة لكل طلبتنا الأحباء في الوطن، مع تذكيرهم بعدم القلق مطلقا والتركيز الجيد، والثقة في الله أولا وقبل أي شيء.. وما النجاح إلا بالله العلي العظيم.
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة